اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

موسم حج جديد بلا خلافة/محمد بن إبراهيم - بلاد الحرمين الشريف


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

 

موسم حج جديد بلا خلافة

 

الخبر:

 

حجاج بيت الله الحرام يستقرون في منى، ومسلمو العالم يحتفلون بعيد الأضحى المبارك (الثلاثاء 10 ذو الحجة 1434، الموافق 15 تشرين الأول 2013)..

 

التعليق:

 

﴿وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ﴾ نداء الله لأنبيائه وعباده المؤمنين، خاطب به أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام فاستجاب له خير استجابة، تاركا زوجه وولده مسلّمًا مستسلما لأمر الله متوكلا عليه موقنا بإجابته ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ فاستجاب له ربه وأكرمه خير كرم، ورزق أهله ماءً مباركا طيبا، وأجاب دعاءه ﴿يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلَى كُلِّ ضامِر يَأتينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميق﴾..

 

ثم استجاب لهذا النداء الرباني خيرُ الأنبياء محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فبيّن مناسك الحج وقال «خذوا عني مناسككم» وأجملَ بخطبة حجته عليه الصلاة والسلام قواعد نظام الإسلام التي تبين شموليته لأنظمة الحياة جميعها، حيث خطب بوصفه القائد السياسي الذي يرعى شؤون الناس بأحكام الإسلام وقد أدرك خلفاؤه رضوان الله عليهم ذلك وتمثلوه على وجهه فقادوا الناس في الحج من بعده، وقد ضمّن عليه الصلاة والسلام في خطبته أبرز قواعد النظام الاقتصادي «وإن ربا الجاهلية موضوع ولكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون»، والنظام الاجتماعي «إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق»، خطب يذكرهم بوحدة المسلمين وأخوّتهم ومقياس تفاضلهم «إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى»، وخط لهم أساس الحكم والتعليم والإعلام والاقتصاد والاجتماع وكل أمر وشأن «تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، كتاب الله وسنة نبيه»، وجاء الوحي ليؤكد ذلك كله: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا﴾..

 

ثم استمر المسلمون على ذلك في جلّ أعوامهم، يقودهم خلفاؤهم وأمراؤهم من حج وعبادة إلى حكم وجهاد وفتح، عملا بهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام، لا يفرق بينهم عرق أو لون أو مسقط رأس..

 

ثم كان هدم الخلافة، وما آل سعود عن هدمها ببعيد، ثم قسّم المسلمون إلى كيانات ودول، تفصل بينهم حدود صناعية فرقت بين المرء وأخيه، وطالت كل مظهر من مظاهر وحدتهم حتى وصلت إلى الحج، فلكل دولة مقاعد حج محدودة ولكل مقعد شروطه الصعبة وتكاليفه الشاقة..

 

لقد استجاب الأنبياء والخلفاء لنداء ربهم خير استجابة، ثم جاء رويبضات الملك الجبري ليتحكموا فيما فرض الله، فيحرموا ما أحل ويمنعوا ما أوجب ويضيقوا ما وسع، فتحول كل فج عميق إلى مدخل ضيق خنَقه تطاول الحفاة العراة رعاء الشاة في البنيان، مدخل محفوف بالشروط والعوائق ولا يخلو من التهديد والوعيد. قابل الأنبياء وخلفاؤهم نداء الله ﴿وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالحَجِّ﴾ بـ "لبيك اللهم لبيك"، وقابله آل سعود بـ "لا حج بلا تصريح"!..

 

لقد كان مما خطب به رسول الله عليه الصلاة والسلام في حجته «إن ربا الجاهلية موضوع»، ويحج المسلمون الآن وهم محاطون ببنوك الربا. وكان مما خطب به عليه الصلاة والسلام «إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم» ويحج المسلمون الآن ودماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم تنتهك في شتى البقاع، وكان مما خطب به عليه الصلاة والسلام «إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه» وها هم آل سعود جعلوا الحج وسيلة أخرى للتمييز والتفريق بين المسلمين، ووسيلة لنهب أموالهم...

 

إننا إذ نفرح بهذا الموسم الذي جعله الله عيدا للمسلمين ونهنئهم به اقتداءً بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، لنتفطر ألما على ما وصل إليه حالنا بعد هدم خلافتنا وتمزيق كياننا وتسلط رويبضات الحكم الجبري على رقابنا.. وإننا لندعو كافة المسلمين أن يجعلوا مهرجان الحج هذا نقطة انطلاق لإزالة هذا الملك الجبري الذي طال أذاه كل شعيرة من شعائر هذا الدين حتى وصلت الصلاة والصيام والحج، نقطة انطلاق لتحقيق بشرى النبي بالخير الذي يلي هذا الحكم المتجبر، وهو خلافة راشدة على منهاج النبوة، فنرجع إلى ما تركنا عليه خير الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، أمة واحدة من دون الناس، تجمعهم دولة واحدة، لا يحكمها إلا دين الله تحت إمرة إمام واحد يقود حجهم وجهادهم، وما ذلك على الله بعزيز، وما هو على المسلمين بعسير إن هم لبوا نداء الله لإقامة حكمه وتوحيد راية عباده كتلبيتهم لنداء الحج...

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد بن إبراهيم - بلاد الحرمين الشريفين

 

12 من ذي الحجة 1434

الموافق 2013/10/17م

 

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30109

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...