تراب Posted October 28, 2013 Report Share Posted October 28, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين... وبعد: يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ . أيها الأخوة الأعزّاء: كانت الهجرة النبوية الحدث الأبرز والمنعطف الأهم في تاريخ الدعوة الإسلامية، فقد بدأ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه التأريخ الإسلامي بها بعد مشاورته لكبار الصحابة رضي الله عنهم، فقد احتاروا من أين يبدؤون التاريخ للإسلام وللمسلمين، فلم يجدوا حدثا أبرز ولا أجَلّ ولا أعظم من حدث الهجرة النبوية الشريفة، فاتفقوا على أن تكون نقطة الإرتكاز لأعظم حضارة وأسمى رسالة عرفتها البشرية، هي الهجرة النبوية. تُرى لماذا استحقت الهجرة النبوية الشريفة أن تتقدم على كل الأحداث التي سبقتها؟ فقد تقدمت على ميلاد الرسول، رغم أنه اهتز لميلاده عرش قيصر الروم، وإيوان كسرى الفرس! كذلك لم يبدؤوا تاريخ الإسلام بحادثة الإسراء والمعراج، رغم أنها كانت معجزة من معجزات السماء، رأى فيها الرسول كثيرا من آيات ربه الكبرى؟! وكذلك لم يبدؤوا تاريخ الإسلام بمعركة بدر الكبرى، رغم أنها أول معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، انتصر فيها جند الحق على جند الباطل، وسماها الله سبحانه وتعالى بيوم الفرقان. المعلمون الكرام - أعزائي الطلبة: إن الهجرة النبوية الشريفة تعني بكل صراحة ووضوح, قيام دولة الإسلام الأولى, فمنذ أن حَطت أقدام المصطفى الشريفتين أرض يثرب- المدينة المنورة- أعلن وأقام الدولة الإسلامية الأولى، ووضع لها دستورا من الكتاب والسنة، بيّن فيه علاقة المسلمين مع بعضهم ومع غيرهم، وقبل ذلك مع خالقهم جل شأنه. وظل هذا الدستور يعمل به المسلمون مدة ثلاثة عشر قرناً حتى هُدمت الدولة الإسلامية ، وتم إلغاء الخلافة الإسلامية على يد صنيعة الإنجليز مصطفى كمال في الثالث من آذار سنة 1924م. فلم تكن الهجرة النبوية مجرد خروج من مكة بظلم أهلها إلى المدينة لطيب أهلها، ولم تكن فقط أناشيد أنشدتها النساء والصبيان عند لقاء النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة, بل كانت هجرة لتغيير مسار العالم ونشر الهدى والنور، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، كانت بناء أمة في دولة، بناء مجتمع إسلامي، بناء العدل الرباني، دولةٌ بناها محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، وهدمها مصطفى كمال أتاتورك وحزبه والغرب الكافر ، فصلوات ربي وسلامه على الباني, ولعنات ربي وغضبه على الهادم. فاللهم أكرمنا بأنصارٍ كأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم, واجعلنا اللهم ممن يعملون لإقامتها ومن شهودها وجنودها. اللهم آمين... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته طارق 1 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.