ابن الصّدّيق Posted November 6, 2013 Report Share Posted November 6, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم ما الذي قدمته الجمهورية التي يُحتفل بها منذ 90 سنة حتى يُعلن عن أنها عيدٌ سوى عدم استقرار المسلمين وزيادة معدلات الجريمة وحياة مذلة! "مترجم" Share on facebook لقد نظرت الجمهورية التركية على مدى الـ90 سنةً الماضية إلى شعبها على أنه عدو لها منذ أن تأسست في 29 تشرين الأول 1923 على أساس فكرة الديمقراطية والعلمانية، وعلى أنقاض دولة الخلافة العثمانية التي هُدمت من قبل العملاء المحليين محبِّي الإنجليز والغرب الخبيثَين، والتي كانت ينظر إليها حتى من قبل القوى المعتبرة آنذاك على أنها "الرجل المريض". فبسبب النظرة العدائية من قبل هذا النظام الفاسد للإسلام والمسلمين استُبدلت القوانين الغربية في الحكم بأحكام الإسلام، وتم التدخل في نمط العيش الإسلامي من خلال رفض أوامر الله ونواهيه، وأقفلت المساجد وحُولت إلى إسطبلات، وجرى تحويل الأذان إلى اللغة التركية بعيدا عن أصله، واكتَسبت الكبائر كالزنا والربا والخمور شرعيةً بتشريعات من قبل الدولة، وقُتل آلاف المسلمين واعتُدي عليهم بسبب عدم سكوتهم عن هذا الطغيان. إن نظام الجمهورية المخالف للإسلام يرتكز على أساس العلمانية التي لا تعترف بحق الله في التصرف والتدخل في الأرض والتي تعتبر الأحكام التي أنزلها وبينها للناس أحكاما لا تتوافق مع العصر، كما أنها بفكرة الديمقراطية تجعل الربوبية للإنسان دون الله. في الوقت الذي كان يعمل الوسط القومي على إجبار المسلمين على تبني الجمهورية بقوة الجندي وصرامة القانون بدأ الديمقراطيون المحافظون يعملون على خداع المسلمين باعتبار أن كلمة "الجمهور" هي كلمة عربية تعني الأغلبية، وحاولوا حمل المسلمين على تبنيها من خلال تأويل النصوص الشرعية. ولهذا السبب فإنهم مستمرون في الاحتفال باليوم المشؤم لتأسيس الجمهورية على أنه "عيد" مع علمهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الواضح حيث يقول: «أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما، يوم الفطر والأضحى». رواه أبو داود أما من حيث الواقع فلم يسجل هذا النظام أي نجاح وهو يحتفل بهذا العيد لا على المستوى السياسي أو الاقتصادي ولا الأمني أو التعليم ولا على مستوى المجتمع أو الاخلاق. إن الجمهورية التركية عجزت في كل مراحلها في تأمين الاستقرار السياسي بما فيها حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم. فمن الناحية السياسية أصبح البلد بأكمله مرتبطا بالخارج وبالسياسة الخارجية للدول الكبرى، ومن الناحية الاقتصادية فإن الديون الخارجية للبلاد لم تنخفض عن المستوى المعروف لها بمليارات الدولارات، وأُدخل الناس في مستنقع القروض الربوية وعجزت حالة الرفاهية التي يدعونها عن أن تصل إلى الطبقات الفقيرة للمجتمع، أما معدل الجرائم فقد ازداد مع مرور الأيام وبدون توقف، حتى إن الأرقام التي أعلنت عنها مديرية الأمن والهيئة الإحصائية بينت وصول معدل الجرائم إلى حد مروع، أما نظام التعليم فقد بقي متعثرا وأصبح مجرد لعب وعبث وأدى إلى انحلال الشباب، فقد أصبح الشباب الذين يعيشون في كنف نظام التعليم هذا جيلاً يتعاطى المخدرات والخمور والفجور وسيطرت عليهم العقلية الرأسمالية، وأصبحت العائلة التي تعتبر النواة الأساسية للمجتمع في حالة يرثى لها، وتقطعت أواصر القرابة التي أمر الله بصلتها كما هو معروف لدى الجميع. فحسب المعلومات التي قدمتها وزارة الأسرة فإن 150 ألف حالة طلاق تحصل كل سنة. إن هذه الأرقام ليست شاذة، ذلك أن الله سبحانه وتعالى وهو الخالق المدبر أعلم بالكون والإنسان والحياة وهو الذي يضع النظام البديع لتنظيمها، كما أنه مما لا شك فيه أن الإسلام هو نظام كامل وشامل للحياة يدير شؤونها ويقدم كافة الحلول لكل مشاكلها، فهو ليس بناقص. فهل يا ترى يظن حكام اليوم وأتباعهم أن الإسلام ناقص - معاذ الله - بحيث تجدهم يستوردون أنظمة الكفار ليطبقوها على الناس متسلطين على رقاب المسلمين؟ فبحسب أي عقيدة يا ترى يستطيعون أن يُثبتوا أن ما عندهم هو "أفضل شيء"؟ والله تعالى يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)) [المائدة: 3]. لقد أثبتت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل واضح لا يقبل الشك أن نظام الخلافة هو النظام الوحيد الذي يطبق أنظمة الإسلام التي هي حياةٌ للناس فيطبقها بشكل كامل وشامل. والتاريخ الإسلامي على مدى أربعة عشر قرناً خير شاهد على ذلك. ترى ما الذي جرى لنا بحيث إننا نسينا الخلافة بهذه السرعة ولم يمض على سقوطها قرن من الزمن؟ أرأيتم كيف يتم الاستخفاف بعقولنا؟ لقد وصل الحال بنا إلى أن أصبحنا نجهل مبدأنا وأنظمتنا الرائعة إلى درجة أننا أصبحنا مرتهنين بأنظمة الكفر وأفكاره ونمط عيشه. ومع هذا فكيف نظهر الرضى عن كل ذلك؟ والله تعالى يقول: ((وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ)) [التوبة: 62]. 22 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/27م حزب التحرير ولاية تركيا http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30622 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.