اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

التفكير البشري وعدم الإحاطة وإعجاز القرآن


Recommended Posts

التفكير البشري وعدم الإحاطة وإعجاز القرآن

 

تميز التفكير البشري بالمحدودية، فهو مقيد في آليته بالواقع الذي يقع إحساسه عليه وبمقدار ما لديه من معلومات سابقة متعلقة بالواقع، وبخاصية الربط في الدماغ، وبهذه الآلية فإنه يستحيل عليه الإحاطة بكل الجوانب والجزئيات المتعلقة بأي موضوع يفكر فيه.

 

والقرآن كلام الله المعجز، كلام عربيّ، وعن اتساع اللغة العربية فحدث ولا حرج، فهي الأكثر حروفاً -تقريباً- بين لغات... العالم، وهي الأكثر جذوراً، وهي الأكثر كلمات، وهي أكثر لغات العالم من جهة الخصائص اللغوية التي لا تكاد توجد في غيرها؛ كالاشتقاق مثلاً، وحروفها الأكثر تنوعاً من المخارج والصفات، وهي الأكثر من جهة أنماط الجمل، وأساليب التعبير، وغير ذلك.

 

فمن يستطيع من البشر أن يحيط بكل خصائصها، خصائص حروفها، وكلماتها، ومواقع الحروف في الكلمات، والجذور والاشتقاقات، ومواقع الكلمات في الجمل، واحتمالات التعبير الجُمْلي، وما ينتج عن التركيب من سمات محببة، أو سمات منفرة، ثم أداء المعنى المقصود كما هو دون غيره؟

 

لا يستطيع ذلك إلا من أحاط علمه بكل شيء، وهو الله تعالى، فأنزل هذا القرآن معجزة خالدةً لنبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولمن آمنَ به.

 

لو استطاع شخص أن يتعرف على أكثر خصائص لغة العرب بكل مستوياتها، في الإفراد والتركيب، واستند إلى ما قاله علماء اللغة، وما وصل إليه علم اللغة الحديث، فإن جلّ ما يستطيعه أمام القرآن هو أن يكشف عن بعض أسرار إعجازه، وأحذره أن يحاول أن يأتي بمثله، فليس للقرآن مثل، وقد قام الدليل القطعي على استحالة الإتيان بمثله، وكل من يحاول الإتيان بمثل القرآن يسقط، حتى إن الكلام الذي يأتي به لا يصلح أن يكون بمستوى الكلام البشري العادي، بل إنه ينحط عنه.

 

وحتى لا يقولَنّ قائل من المشككين إن هذا كلام نظري، فنمثّل الآن ببعض الأمثلة من عجائب النظم في توظيف الخصائص اللغوية المختلفة لخدمة المعنى؛ إضافة لما ورد في غير هذا الموضوع في هذه الصفحة الطيبة الطيب أهلها بإذن الله، فنقول:

1- من سور القرآن المعجزة، سورة من خمس عشرة كلمة، ثماني جمل، ورد فيها لفظ الجلالة ظاهراً أو مضمراً أو صفة ثماني مرات، استخدم فيها نصف الحروف أي أربعة عشر حرفاً، نصف حروفها مجهور ونصفها الآخر مهموس، ونصفها استمراري، ونصفها الآخر انفجاري، ومن حيث الحركات لم تستخدم فيها الكسرة إلا مرة واحدة في الحرف الأوسط منها كان كالميزان، حيث تتساوى كل حركة قبله (قبل الحرف المكسور) مع مثلها بعده، والسورة جاءت جواباً لسؤال: صف لنا ربك، أو: انسب لنا ربك.

 

2- سورة تساوى فيها عدد الأسماء مع عدد الأفعال مع عدد الحروف (حروف المعاني).

 

3- سورة وظفت المنصوبات، فجاءت ثلث كلماتها منصوبة، واستغرقت أكثر أنواع المنصوبات في التحو.

 

4- سورتان إحداهما وظفت المثنيات، والأخرى وظفت الجموع، بنفس العدد في السورتين.

 

سأكتفي بهذه الأمثلة السريعة عن سور بكاملها، فضلاً عن كثير مما لا يخطر على بال أحد من المشككين الذين لا يدرون حقيقة النظم القرآني، وتوظيف الخصائص اللغوية، ظنوه كلاماً عادياً فأرادوا مجاراته..

 

ولكن المدقق في نظم القرآن يجد العجب العجاب، يجد آية تبدأ كل كلماتها بهمزة مثلاً، أو آية استخدم فيها الفعل المزيد بالهمزة مرات عديدة، أو آية تكرر فيها مقطع معين ست أو سبع مرات، أو آية تتكرر فيها حروف الكاف واللام والميم والنون بعدد متساو، فضلاً عن مواضع كثيرة تقرأ من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين بنفس النسق، أو سورة استخدم فيها مئات الألفاظ من الجذور اليائية أو الواوية، وغير ذلك من مئات الأمثلة التي استطعنا أن نقف عليها ضمن حدود طاقتنا البشرية في هذا العصر، ولكل ما سبق أثر إما في المعنى وإما في سلاسة النطق وجريانه على اللسان وجمال وقعه السمعي فيخلب القلوب والعقول.

 

فالإنسان بتفكيره البشري الموصوف أعلاه عاجز عن الإحاطة بواقع القرآن، فضلاً عن أن يأتي بمثله، قال سبحانه: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه، ولمّا يأتهم تأويله).

عن صفحة:

 

تم تعديل بواسطه عبد الله العقابي
رابط هذا التعليق
شارك

سامحك الله ايها الاخ الكريم عبد الله العقابي

 

كان لزاما وتكرما منك ان تظهر لنا الايات المقصودة لكل ما ذكرت اعلاه

 

وجزاك الله خيرا

رابط هذا التعليق
شارك

نعم أخي الحبيب حليم أكرمك الله وجزاك خيراً

 

لم أضع أسماء السور طمعاً بتفاعل طيب صاحبه طيب أمثالك

 

وما أنا إلا ناقل ، وقد سبق وسألتُ صاحب الموضوع ، فأجاب:

 

 

إعجاز القرآن الكريم - فأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ Miracles Of The Quran السورة ذات الخمس عشرة كلمة سورة الإخلاص، وسأنشر قريبا تفصيلها بإذن الله، والسورة التي تساوى فيها عدد الأسماء والأفعال وحروف المعاني هي سورة العلق، وسورة المنصوبات هي سورة المزمل ورد فيها سبعة وسبعون منصوبا غطت ثلاثة عشر نوعا من المنصوبات من خمسة عشر نوعا، والسورتان اللتان وظفتا المثنيات والجموع هما سورتا الرحمن سبحانه وسورة الواقعة، وهذا يفتح أمامنا بحث المثاني في القرآن الكريم، وسأوافيكم بالكثير من بديع نظم القرآن وخصائص تركيبه الجمالية إن شاء الله.
تم تعديل بواسطه عبد الله العقابي
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...