المنصوبات في سورة المزمل

[عبد الله العقابي]

المنصوبات في سورة المزمل

 

نقفُ اليومَ معَ إحدى الظواهر النحوية في القرآن الكريم، وهي حشدُ عددٍ كبيرٍ من المنصوباتِ، في سورةٍ واحدةٍ، في الوقتِ الذي لم يكنْ فيه علمُ النحوِ قد ظهرَ، بل إنّ القرآنَ الكريمَ كانَ هو السببَ في ظهورِ علمِ النحوِ، وغيرِهِ من علومِ اللغةِ والشريعةِ.

 

سورةُ المزمِّلِ ضَمَّتْ عدداً كبيراً من المنصوبات، بمختلِفِ أنواعها، على التفصيل التالي:

 

1- المفعولُ به: وردَ المفعولُ به ...في سورةِ المزملِ ثلاثينَ مرة، أربعاً وعشرينَ مرةً مفعولاً لفعل متعدٍ لمفعول واحدٍ، وثلاثاً مفعولاً به أولَ لفعلٍ متعدٍ لمفعولين، ومثلَها مفعولاً به ثانياً.

 

2- اسمُ إنَّ: وردَ تسعَ مراتٍ، مرتينَ منها مؤخَّراً، مثلُ قولِه تعالى: (إنَّ لديناً أنكالاً وجحيماً)، ووردَ اسمُ إنَّ محذوفاً مقدراً مرتين أخريينِ غير التسعِ السابقةِ، وذلك في موضعَيْ (أنْ) المخففةِ من الثقيلةِ: (عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ)، (عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى).

 

3- اسمُ (لا) النافيةِ للجنسِ: وردَ مرةً واحدة، (لا إلهَ إلا هو).

 

4- خبرُ (كانَ): مرتين، في قولِه تعالى: (وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا) وقوله سبحانه: (كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا).

 

5- التمييزُ: وردَ التمييزُ في السورةِ ثلاثَ مرات، في قوله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) مرتين، وفي قوله تعالى: (تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا).

 

6- الحالُ: وردَ الحالُ في السورةِ مرةً واحدةً، في قولِه تعالى: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ).

 

7- المفعولُ المطلقُ: وردَ خمسَ مراتٍ، وهي الكلماتُ: ترتيلاً، تبتيلاً، هجراً، أخذاً، قرضاً. ووردَ نائباً للمفعولِ المطلقِ في قولِهِ تعالى: (وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا).

 

8- المفعولُ معه: وردَ مرةً واحدة، في قوله تعالى: (وذرني والمكذّبينَ..).

 

9- المنادى: مرةً واحدةً، في أولِ آيةٍ في السورةِ، منادى مبنيٌّ على الضمِّ في محلِّ نصبٍ (أيُّ)، والبدل منه (المزملُ)، مبني على الضم في محل نصب.

 

10- المفعولُ فيه (الظرف): مرتين، في الكلمتين: يومَ، عندَ.

 

11- التوابعُ، وردَ منها في السورةِ ثلاثةُ أنواع:

أ- العطفُ: ورد المعطوف المنصوب ستَّ مرات في الكلمات: وجحيماً، وطعاماً، وعذاباً، ونصفَه، والنهارَ، وأعظمَ.

ب- النعتُ: وردَ النعتُ المنصوب في السورةِ عشرَ مراتٍ، في الكلمات: ثقيلاً، طويلاً، جميلاً، أولي، ذا، أليماً، مَهيلاً، شاهداً، وبيلاً، حسناً.

ج- البدل: وردَ مرةً واحدةً بعضاً من كلٍّ، في قولِه تعالى: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ، نِصْفَهُ).

 

12- المستثنى: وردَ مرةً واحدةً في قولِهِ تعالى: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا).

 

13- فعلٌ مضارعٌ منصوبٌ بـ (لن)، وعلامةُ نصبِهِ حذفُ النونِ لأنه من الأفعالِ الخمسة، في قوله تعالى: (عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ).

 

فهذه سبعةٌ وسبعونَ موضعاً من مواضع النصبِ في سورةٍ تتألفُ من صفحةٍ ونصف، ومن حوالي مئتي كلمةٍ.

 

وتعدَّدت علاماتُ النصبِ أيضاً، فجاءتِ الفتحةُ، وتنوينُ الفتح، والفتحُ الظاهرُ والفتحُ المقدّرُ، وجاءَ حذفُ النونِ من الأفعالِ الخمسة علامةَ نصب أيضاً.

 

وحشدُ المنصوبات لأكثرَ من سبعين كلمةً، في ثلاثةَ عشَرَ نوعاً من المنصوبات، في حوالي مئتي كلمةٍ، إبداعٌ أيَّما إبداع، لا يستطيعُ البشرُ أن يأتوا بمثلِ هذا العددِ من أنواع المنصوبات، ومن الكلمات المنصوبةِ في هذا القدرِ القليلِ من الكلماتِ، إضافةً إلى الخصائص اللغويةِ الأخرى.. التي لم نذكرْ شيئاً منها في هذا المقام.

 

أبو محمد خليفة

6-12-2013

 

عن صفحة:

إعجاز القرآن الكريم - فأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ Miracles Of The Quran