اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

ألا أدلّكم على مايفوقُ الذهب والفضّة


البازي

Recommended Posts

.

 

 

(دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد ذهباً أو مثل الجبال ذهباً لما بلغتم أعمالهم) أّخرجه الشيخان

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لخالد بن الوليد رضي الله عنه وهو الصحابيّ القائد ، بعد ما وقع بينه وبين عبد الرحمن بن عوف

ماالذي جعلَ عبد الرحمن بنَ عوف يسبقُ سيفَ الله ؟ ويجعل كل أعمال خالد بن الوليد قاصرةً عن إدراك منزلة عبد الرحمن رضي الله عنهما؟

ربّما سيتفنّنُ القُصّاصُ في نسج الحكايا التي تستند لواقع الصحابي عبد الرحمن بن عوف

فهو الجواد الكريم ، الذي تصدّق بقافلة من سبعمئة بعير محمّلة بما يغيث أهل المدينة ، لعله يدخل الجنّة ماشياً وقد بُشّرَ بأنه يدخلها حبواً

على أن سبباً مختلفاً لابدّ أن يتطرّق إليه من لم تشترِهِهم الأموال أو تبهرْهم الأضواء أو تحتفِ بنجوميتهم الفضائيّات

فسيدنا عبد الرحمن بن عوف قد بزّ سيّدنا خالداً مع جهاده وقيادته لأكبر معارك المسلمين ، بعد أن عاش مرحلة الدعوة التي أفضت للدولة

فآمن بعز الإسلام ولم يرَه ، وعمل لحكم الإسلام وهو تحت حكم الجاهليّة ، ولاقى من السخرية والعذاب والحصار والتنكيل مالم يلاقِه من وجد الإسلام عزيزاً حاكماً قائداً للمجتمع ، تعلو أحكامه ولا تُعْلَى

ولذلك فقد استحقّ ومن عملَ معهم شرفَ بناء الدولة التي كرّست الإسلام دستوراً حاكماً ومنهاجَ حياة

اليوم ، وقد انقطعت الحياة الإسلامية ، وأُزيح الإسلام عن الحكم بعد خيانة ابن الكافرة مصطفى كمال ، وهدْمه دولةَ الإسلام وإلغائه الخلافة

وتحوّلَ الإسلام إلى شعائرَ وطقوسٍ روحية ، لايتدخّل في إدارة حياة الناس والمجتمع ، وكاد الناس يعتقدون بهذا حتميّةً لا تبديلَ لها

ولكنّ اللهَ الذي تعهّد بحفْظ الدين وتوريث الأرض لعباده الصالحين المؤمنين قد تفضّل على النخبة من المؤمنين

فكانت الثلّة العاملة لاستئناف الحياة الإسلامية ، وإعادة الحكم بما أنزل الله ، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة إن شاء الله

وكان حزب التحرير ، الإسلاميّ المبدأ السياسيّ العمل ...

فتبنّى من الإسلام مايلزمه لإعادة عزّ المسلمين وحمْلهم إلى رضا الله عزّ وجل

وكان شبابه بصبرِهم على الأذى ، ومقارعتِهم لقوى الظلم والفساد ، وكشفِهم لخطط المستعمرين وأذنابهم من حكّام دويلات الضرار كانوا يعيدون سيرة الرعيل الأول من الصحابة الذين بنوا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنوّرة

الحقيقة التي لالُبْسَ فيها أن الله تعالى منجزٌ وعدهُ ، ومحقّقٌ بشرى رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ،وستولدُ من رحمِ المعاناة الواعية دولةُ الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوّة إن شاء الله وسنبايع أميرَ المؤمنين كما بايع البناةُ الأوّلون رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

وسيبايع وقتها كثيرون ، وسيلتحق بالمبايعين آخرون ، وسيخطب أمير المؤمنين ويقول للمتعنتين وقد أنابوا : لاتثريبَ عليكم

ولكن لابدّ من نصيحة لكل من ينتظرُ ميلَ الكفّة لجهة نصر العاملين المخلصين أو لمن يقول أقيموها ونحن أول المبايعين

لايستوي من قارع الحكّام وكافح المستعمرين وكشف خططهم ، من سُجنَ وعُذّبَ واضطهدَ في سبيل قيام الدولة وبيعة الخليفة مع من بايع بعد قيام الدولة

والتاريخ يعيد نفسه ، والله تعالى قد جعلَ لنا ونحن المتأخّرون عن زمن النبوّة 1435 سنة أجرَ من عاصروا خير البريّة فهل نقبلُ على ماأقبلوا عليه

اللهمّ إنّأ قد نصحنا واتّبعنا الرسول فاكتبْنا مع المؤمنين

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...