يا أهل مصر الكنانة أما آن لكم أن ترفعوا راية رسول الله ؟

[ابن الصّدّيق]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا أهل مصر الكنانة

 

أما آن لكم أن ترفعوا راية رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

 

نحن في الشام عقر دار الإسلام ما عرفنا عز الإسلام إلا لما كفرنا بطاغوت الديمقراطية ورفعنا راية حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ونحب لكم ما نحبه لأنفسنا من خير يا أهلنا في أرض عمرو بن العاص، في الأرض التي ترعرع فيها خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز. أما آن لكم أن تعوا على المؤامرة الدولية على الإسلام والمسلمين وأنتم مستهدفون تماما فيها؟

 

ألم تتنبهوا إلى أن تركيز الأضواء على "إخوان" و"انقلاب" إنما هو لصرفكم عن "خلافة إسلامية"؟ أفلا تسقطوهما وتعودوا لربكم وتنظروا إلى السماء؟

 

يا أهل مصر، ألا ترون أن العالم كله بدوله ومنظماته وأسلحته وخبثه يقذفنا في سوريا عن قوس واحدة ونحن عزّل لا حول لنا ولا قوة، يفعلون ذلك ولا يهزموننا ولن يهزمونا لأننا رفعنا راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلناها إسلامية لإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة، فغاظهم ذلك وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله، ولكنا معنا ربنا ولن يضيعنا.

 

يا أهل مصر، بلد الأوفياء والأتقياء، بلد الفاتحين والأبطال، ما قويت شوكة المسلمين بعد تراجع، إلا بكم ففتحنا معاً العالم كله وأنَرْناه معاً بنور الإسلام، فكانت الدنيا بين إصبعي خليفة المسلمين يُعز فيها رعايا دولة الخلافة ويُذل أعداءها، ولو علم أقباطكم ما لهم من عز ومنعة في ظل الخلافة لنافسونا العمل لإعادتها.

يا أهل مصر، أتاكم صلاح الدين فلمَّ شعثكم وأصلح حالكم وأقام منارة للإسلام بأرضكم وجيشكم جيش الخير والأمل الذي انضم إلى جيش الشام فكان جيش فتح عظيم هزّ أوربا هزّاً بتحرير القدس مهوى أفئدتنا وأفئدتكم بعد الحرمين الشريفين، فتحها بعد أن سخركم الله لرفعة دينه فعاد بيت المقدس زهرة المدائن بعد قرون من الخمور والفجور وانتهاك حرمات الله فيها.

 

يا أهل مصر، يا كنانة الله في أرضه، اعلموا أن لا ملجأ لكم من الله إلا إليه وأنكم تهتم كما تاه بنو إسرائيل في سيناء، ولكنا نخشى عليكم الضلال والفتن، فأعلنوها قوية فاضحة "هي لله هي لله" وارفعوا راية نبيكم صلى الله عليه وسلم، راية العقاب وحدها إذنْ ينصرْكم ربُّكم ويقوي شوكتم ويخزي السيسي وسيدته أمريكا. أعلنوها في سبيل الله وحده، لا من أجل ديمقراطية الكفر وحماتها من مرسي وبديع ومن فراعنة جدد استأسدوا عليكم.

 

يا أهل مصر، إنها الراية التي أبى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسقط على الأرض فأمسك بها زيد بن ثابت ورفعها في السماء في غزوته ضد أجداد الصليبيين هؤلاء، غزوة مؤتة، فقُتل وسقط فتلقفها جعفر بن أبي طالب محافظاً عليها في السماء فقطع الكفرة يده يريدون إسقاطها فأمسكها بيده الأخرى ولم يأبه لدمائه فقطعوا له اليد الأخرى، فنهض إليها رضي الله عنه في مشهد بليغ مؤثر حاضناً إياها بصدره وبما تبقى من عضديه والدماء تهطل من جسده الكريم محافظاً على راية حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم فاستهدفه أعداء الله لإسقاطها فاستشهد وهو رافعٌ الراية، فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما في الجنة فصار جعفر الطيار، فالتقطها بعده عبد الله بن رواحة وهو على فرسه، فاستهدفه أعداء الله فقتل، فأخذها بعده رجل رفعه الله بعدها برفعها عالياً، إنه خالد بن الوليد، سيف الله في الأرض، رفعها وأبقاها مرفوعة حتى سُجّي في حمص وهو رافعٌ راية العقاب.

 

يا أهل مصر، ما الإسكندرية إلا حمص، وما القاهرة إلا دمشق، وما مصر إلا سوريا، وما أنتم إلا مسلمون مثلنا، فكيف نُقتل في سبيل الله لأننا رفضنا الديمقراطية العلمانية الغربية، وأنتم تطالبون بها وهي كفر بعد كفر؟ ولو رضينا بما تطالبون به أنتم الآن لعصمنا أرواحنا ودماءنا، ولكنه الإسلام، ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عضوا عليها بالنواجذ».

 

يا أهل مصر، أعلنوها لله وحده، ننتصر بكم ويفشل السيسي وبشار وسيدهما الأمريكي الذي يقود حملات قتلكم وقتلنا، ونعود أمة واحدة تحت راية واحدة، راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحقق قول ربنا: ﴿ِإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ و ﴿وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس هشام البابا

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

09 من صـفر 1435

الموافق 2013/12/12م

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_31602