اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾


Recommended Posts

﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾

 

قدم الحق سبحانه المفعولين لنعبد ونستعين، وهذا التقديم للاختصاص لانه سبحانه وتعالى وحده له العبادة لذا لم يقل نعبدك ونستعينك لانها لا تدل على التخصيص بالعبادة لله تعالى، أما قول ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ ...فتعني تخصيص العبادة لله تعالى وحده وكذلك في الاستعانة ﴿إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ تكون بالله حصرا ﴿ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير﴾ (الممتحنة 4) كلها مخصوصة لله وحده حصرا فالتوكل والانابة والمرجع كله إليه سبحانه ﴿وعلى الله فليتوكل المتوكلون﴾ (ابراهيم 12)

لماذا كرر إياك مع فعل الاستعانة ولم يقل إِيَّاكَ نَعْبُدُ و نَسْتَعِينُ؟

التكرار يفيد التنصيص على حصر المستعان به، ولو اقتصرنا على ضمير واحد إِيَّاكَ نَعْبُدُ ونستعين لم يعني المستعان إنما عنى المعبود فقط، ولو اقتصرنا على ضمير واحد لفُهِمَ من ذلك أنه لا يُتَقَرَّبُ إليه إلا بالجمع بين العبادة والاستعانة بمعنى أنه لا يعبد بدون استعانة ولا يستعان به بدون عبادة، وهذا غير وارد، وانما هو سبحانه نعبده على وجه الاستقلال ونستعين به على وجه الاستقلال، وقد يجتمعان لذا وجب التكرار في الضمير ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾. كما أن التكرار توكيد في اللغة، في التكرار من القوة والتوكيد للاستعانة فيما ليس في الحذف.

﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾: أطلق سبحانه فعل الاستعانة ولم يحدد نستعين على شئ، أو نستعين على طاعة أو غيره انما اطلقها لتشمل كل شئ وليست محددة بأمر واحد من أمور الدنيا. وتشمل كل شئ يريد الإنسان أن يستعين بربه عليه، لان الاستعانة غير مقيدة بأمر محدد. وقد عبر سبحانه عن الاستعانة والعبادة بلفظ ضمير الجمع (نعبد ونستعين) وليس بالتعبير المفرد أعبد وأستعين وفي هذا اشارة الى أهمية الجماعة في الإسلام لذا تلزم قراءة هذه السورة في الصلاة وتلزم ان صلاة الجماعة افضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين مرة وفيها دليل على اهمية الجماعة عامة في الإسلام مثل الجماعة وهم المسلمون تحت خليفة يحكمهم بشرع الله، ومنه سمي عام اجتماع المسلمين تحت خليفة واحد لما تنازل الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما لمعاوية رضي الله عنه عن الخلافة سمي عام الجماعة، والحج وصلاة الجماعة، الزكاة، الجهاد، الاعياد والصيام. اضافة الى ان المؤمنين اخوة فلو قال إياك أعبد لأغفل عبادة اخوته المؤمنين وانما عندما نقول ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ نذكر كل المؤمنين ويدخل القائل في زمرة المؤمنين ايضاً.

 

عن صفحة:

رابط هذا التعليق
شارك

ضمير المفرد ونون العظمة في خطاب رب العالمين

قال رب العالمين ﴿إياك﴾، ولم يقل: إياكم، وفي مواطن أخرى من القرآن تجده يقول: ﴿إنا﴾، فمتى يقع استعمال ضمير المفرد، ومتى تستعمل نون العظمة في خطاب رب العالمين؟

قال العلامة الشعراوي رحمه الله:

هنا لا بد أن نلتفت إلى أن الله سبحانه وتعالى حينما يخبرنا عن قضية من فعله. يأتي دائما بنون العظمة التي نسميها نون المتكلم.. ونلاحظ أن نون العظمة يستخدمها رؤساء الدول والملوك ويقولون نحن فلان أمرنا بما هو آت.. فكأن العظمة في الإنسان سخرت المواهب المختلفة لتنفيذ القرار الذي يصدره رئيس الدولة.. فيشترك في تنفيذه الشرطة والقضاء والدولة والقوات المسلحة إذا كان قرار حرب.. تشترك مواهب متعددة من جماعات مختلفة تتكاتف لتنفيذ القرار.. والله تبارك وتعالى عنده الكمال المطلق.. كل ما هو لازم للتنفيذ من صفات الله سبحانه وتعالى.. فإذا تحدث الله جل جلاله عن فعل يحتاج إلى كمال المواهب من الله تبارك وتعالى يقول ﴿إنا﴾:﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]

ولكن حين يتكلم الله عن ألوهيته وحده وعن عبادته وحده يستخدم ضمير المفرد.. مثل قوله سبحانه: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلا أَنَاْ فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي﴾[طه: 14]

ولا يقول فاعبدنا.. إذن ففي كل فعل يأتي الله سبحانه بنون العظمة.. وفي كل أمر يتعلق بالعبادة والتوحيد يأتي بالمفرد.. وذلك حتى نفهم أن الفعل من الله ليس وليد قدرته وحدها.. ولا علمه وحده ولا حكمته وحدها ولا رحمته وحدها.. وإنما كل فعل من أفعال الله تكاملت فيه صفات الكمال المطلق لله.

إن نون العظمة تأتي لتلفتنا إلى هذه الحقيقة لتبرز للعقل تكامل الصفات في الله.. لأنك كبشر قد تقدر ولا تعلم.. وقد تعلم ولا تقدر، وقد تعلم وتغيب عنك الحكمة. إذن فتكامل الصفات مطلوب .

وأما الخطاب في حال كون الموضوع متعلقا بالعبودية لله، فإن مقام التوحيد الخالص يقتضي الإفراد ليتقرر لدى العابد أن المعبود واحد وأن الإله واحد لا شريك له.

 

عن صفحة:

رابط هذا التعليق
شارك

لماذا قرن العبادة بالاستعانة؟

 

 

اولاً ليدل على ان الإنسان لا يستطيع أن يقوم بعبادة الله الا بإعانة الله له وتوفيقه، فهو إذن إشعار وإعلان أن الإنسان لا يستطيع أن يعمل شيئاً الا بعون الله وهو إقرار بعجز الإنسان عن القيام بالعبادات وعن حمل الامانة الثقيلة اذا لم يعنه الله تعالى على ذلك، الاستعانة بالله علاج لغرور الإنسان وكبريائه عن الاستعانة بالله واعتراف الإنسان بضعفه.

لماذا قدم العبادة على الاستعانة؟

العبادة هي علة خلق الانس والجن ﴿وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون﴾ (الذاريات 56) والاستعانة انما هي وسيلة للعبادة فالعبادة أولى بالتقديم. العبادة هي حق الله والاستعانة هي مطلب من مطالبه وحق الله اولى من مطالبه.

 

عن صفحة:

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...