خلافة راشدة Posted December 31, 2013 Report Share Posted December 31, 2013 عبدالخالق عبدون حدثني أبو غازي (فتحي سليم) يرحمه الله عن حديث جرى بينه وبين (الوسيط) الذي أرسله الجنرال الانجليزي (جلوب) الى الشيخ الجليل تقي الدين النبهاني كي يستميله لصالح الانجليز. يقول الوسيط لأبي غازي: عندما شعر الانجليز بخطورة الشيخ تقي رحمه الله, أرسلني جلوب اليه حاملا رسالة شفوية وهي أن جلوب باشا يثني عليك وعلى جهودك تجاه شعبك, وأنه يدعوك للتعاون معه وسيلبي لك جميع رغباتك المادية). قال الوسيط: فقال لي الشيخ: أهذا ما عندك؟ قلت نعم, قال فخذ جوابي: إن الانجليز هم الذين أوصلونا الى ما وصلنا اليه, وهم الذين قسموا الدولة وشرذموها بعد أن كانت دولة واحدة, وهم الذين أوجدوا حكاما عملاء لهم يرعون أنظمتهم وقوانينهم و.......... وقال الوسيط : وتكلم الشيخ كلاما طويلا أذهلني وأقنعني, ولم أكن أسمعه طيلة حياتي. ثم ختم الشيخ كلامه قائلا : يا أخي قل للذي أرسلك الي: (إن حبات من البندورة وكسرة من الخبز تغنيني عن كل أموال بريطانيا,) فتأثرت بهذا الكلام كثيرا, وأكبرت الشيخ لما عنده من علم وإخلاص لأمته. ثم رجعت الى جلوب, وأخبرته رفض الشيخ القطعي. وهنا أراد جلوب تصفيته والتخلص منه, فأرسلني الى وزير الخارجية آنذاك (هاشم الجيوسي) ليصنع طعام غداء، على أن يكون الشيخ تقي الدين رحمه الله أحد الحضور, وكلفني بالذهاب الى الشيخ لأدعوه الى هذا الغداء, فأدركت أنه يريد قتله, فعندما اجتمعت بالشيخ وقلت له عن الدعوة فرفض الشيخ , ثم ذهبت الى جلوب وأبلغته الرفض, ثم أمر بفرض الاقامة الجبرية على الشيخ في بيته في مدينة القدس, وعندما رأيت الاصرارعلى التخلص من الشيخ، وذلك من خلال قربي من المتنفذين، أخبرت الشيخ أن القوم يأتمرون عليك ليقتلوك, فأرى أن تغادر البلاد وسأوصلك أنا شخصيا الى الحدود, وفعلا أوصلته بسيارتي الى الحدود السورية. يقول أبو غازي رحمه الله إن هذا الرجل ( الوسيط)طلب مني عدم ذكر اسمه، وهو ثقة عندي، ولا أشك في جميع أقواله. ........... رحم الله الشيخ تقي كم كان تقيا نقيا. النظار, ابن الصّدّيق and معاون 3 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.