اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

لا يرقبون فينا إلّا ولا ذمّةّ / أم أنس - تونس


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

لا يرقبون فينا إلّا ولا ذمّةّ

 

الخبر:

 

صادق المجلس الوطني التأسيسي في الجلسة العامة الخميس 26 ديسمبر 2013 على الباب الأول من ميزانية 2014 ومن المقرر أن يواصل المجلس على مدار 5 أيام مناقشة قانون وأهداف الميزانية المقترحة وتفاصيلها وأبوابها والمصادقة عليها بعد ذلك إما بإحداث تعديلات جزئية أو تركها كما هي كما صرّح؛ هذا برغم الانتقادات الشديدة التي وجهت لها وآراء المختصين التي وصمتها بأنّها كارثية وبأنها ستفقر التونسيين.

 

 

التعليق:

 

إنّ مشروع الميزانية المطروح كارثيٌّ على جميع المستويات كما وُصف؛ لأنه صيغ ووضع دون مراعاة الواقع المتردي؛ بل المزري الذي يحياه الناس؛ خصوصا أنّ الطبقات الهشّة في تونس قد فقدت أكثر من 20 بالمائة من طاقتها الشرائية بعد الثورة جراء تنامي نسب التضخم والارتفاع المشطّ في الأسعار، وأيضا نتيجة البدء في برنامج رفع الدعم عن عدة مواد أساسية وفق ما أملاه صندوق النقد الدولي على الحكومة المؤقتة في شروط إقراضه لها، هذا ومن المنتظر حسب دراسة لمعهد الأبحاث الاقتصادية والاستراتيجية ببروكسيل أن قوانين المالية هذه ستتسبب في وضع قرابة مليوني تونسيٍّ تحت خط الفقر وتدمير الطبقة المتوسطة إذ إنّ ٪40 منها ستنزل إلى مستوى الطبقة الفقيرة خلال الخمس سنوات القادمة.

 

خلاصة القول؛ قوانين تصاغ وتسطر دون مراعاة أنّ الميزانية توضع ابتداءً لتسيير أمور الناس ورعاية شؤونهم؛ ورغم الأصوات المتعالية التي تنبّه للنتائج المأساوية لهذه الميزانية على الناس نجد الحكومة ماضية في المصادقة على ما تضمنته مع إمكانية إحداث بعض التعديلات الجزئية ذرًّا للرماد في العيون.

 

إن هذه القوانين المالية التي يصادق المجلس التأسيسي هذه الأيام عليها بعد مناقشتها لهي دليل قاطع على أنّ الدولة التي نحيا في كنفها إنما هي دولة جباية لا دولة رعاية؛ دولة لا تملك من أمرها شيئا فسيفُ القروض وشروطها مسلطٌ على رقبتها يوّجهها كيفما يشاء فيجعلها ترى لا ملجأ ولا مخرج لها سوى الإتاوة والجباية ومزيد من إرهاق كاهل الناس بالضرائب.

 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما راع استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة»، حقيق بمن يصادق على الميزانية اليوم أن يعي على هذا الحديث، فوالله لقد خانوا الأمانة وغشوا الناس بأكذوبة ضيق الموارد وأن لا مناص من القروض والجباية! فبات معلومًا عند أغلب الناس أن ثرواتنا المنهوبة وأموالنا المسلوبة تنفق في غير محلها؛ إنهم حقا لا يرقبون فينا إلاّ ولا ذمة، فماذا بعد الجوع وإفقارنا أكثر وأكثر؟؟ أين هم سائرون؟؟

 

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أم أنس - تونس

29 من صـفر 1435

الموافق 2014/01/02م

 

http://www.hizb-ut-t...nts/entry_32126

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...