اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الموت ولا المذلة / سيف الحق - أبو فراس


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

 

الموت ولا المذلة

 

الخبر:

 

قال المتحدث باسم الوكالة الأممية (الأنروا) كريس غونيس "تحدثت تقارير وردتنا نهاية الأسبوع أن خمسة على الأقل من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك المحاصر في دمشق لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، وبذلك يصبح إجمالي عدد الحالات المبلغ عنها 15".

 

وقال "نحن غير قادرين منذ أيلول/ سبتمبر 2013 على دخول المخيم لتقديم المساعدات الضرورية التي يحتاجها 20 ألف فلسطيني محاصر".

 

وأضاف: "إن استمرار وجود الجماعات المسلحة التي دخلت المنطقة في نهاية عام 2012، ومحاصرتها من قبل القوات النظامية، أحبطا كل جهودنا الإنسانية".

 

وعلى صعيد آخر: طوّرت شركة بريطانية سترات جديدة لحماية الدجاج من موجات الصقيع في فصل الشتاء البارد، وهي تشهد حالياً إقبالاً منقطع النظير من زبائن في مختلف أنحاء العالم.

 

وفي نفس السياق: قامت دائرة التنمية الاقتصادية بدبي بتوزيع سترات مكيفة على موظفيها الميدانيين لتقيهم من حرارة الشمس العالية بالصيف.

 

 

التعليق:

 

ناهيك عن مئات الآلاف من المشردين في برد المخيمات من اللاجئين السوريين نرى عشرات أضعافهم من المسلمين في بلاد الإسلام، ومثلهم من الفقراء المنكوبين في أصقاع الأرض يموتون كل يوم جوعا ومن شدة البرد أو لهيب الحر، وما زال العالم الغربي يتبجح بعلومه وقدراته التقنية في حماية الحيوان وينفق في ذلك الأموال الطائلة في زمن لا يخفى فيه وقع الأسى والجوع والتشريد على المنكوبين بصورة تمنع ادعاءهم الجهل بما يحصل في العالم.

 

قد يقول قائل وما بال شركة تصنيع أعلاف الدجاج بما يحصل في سوريا؟ وهل هم مسؤولون عن جوعهم؟

 

بالطبع هم ليسوا مسؤولين مباشرة عن موت الناس جوعا، ولكن المبدأ الذي يحملونه ويسيِّر حياتهم يفصلهم عن إنسانيتهم ويجعلهم عبيدا للمال، لا يألون جهدا في السعي للمزيد من الأرباح غير عابئين بما يحصل حولهم، حتى في بلادهم التي يموت فيها الضعفاء أيضا كل عام بسبب موجات البرد الشديدة التي تتعرض لها البلاد، ولا يجد المشردون في أوروبا ما يؤويهم فيموتوا من شدة البرد.

 

وعلى الصعيد الآخر نرى البذخ والترف من مسلمين لتوفير الراحة وهناءة العيش لأفراد ينعمون بأموال المسلمين التي يسلبونها، ولا يتحرك فيهم شعور الأخوة الإسلامية فيهبوا لنجدة المنكوبين وإنفاق ما يلزم من أموال لإزالة الظلم عنهم، وأقول إزالة الظلم حيث إن مثل هؤلاء لا يقبل منهم أن يكتفوا بما يخفف المعاناة، بل لا بد لهم من إزالتها بإزالة أسبابها. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ».

 

وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، ويَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ» [أحمد وأبو داود].

 

والمريب في الأخبار هو ادعاء هيئة الأمم المتحدة عدم القدرة على تقديم العون، وعجزها عن ذلك، وهي بذلك تدل على عدم نفعها، لأنها مُسخَّرةٌ سياسيا من الدول التي تعمل على تكريس هذه الظروف القاسية لتركيع الشعوب، وإرضاخها للهيمنة الغربية، ولكن هذه الأمة أبت إلا أن تقول:

 

يموت الحر في اليرموك جوعًا * ولا يرضى المذلة والمهانة

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الحق - أبو فراس

 

02 من ربيع الاول 1435

الموافق 2014/01/03م

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_32146

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...