اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

رد على موضوع صاحب مقالة: (أسلمة المعارضة السودانية)


Recommended Posts

الأخ الكريم/ رئيس تحرير صحيفة الخرطوم - المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

 

 

الموضوع: رد على موضوع صاحب مقالة:

 

(أسلمة المعارضة السودانية)

 

 

طالعنا بصحيفتكم الغراء (الخرطوم) العدد (8517) يوم الخميس 15 ربيع الأول 1435هـ الموافق 16 يناير 2014م مقالة للأستاذ/ ياسين حسن بشير، تحت عنوان (أسلمة المعارضة السودانية)، حيث تناول الكاتب بالنقد أحزاباً وجماعات إسلامية من بينها حزب التحرير، وقال إن هذه الأحزاب والجماعات تعارض النظام من منطلق الإسلام السياسي؛ الذي وصفه بالشعارات التي ليس لها برامج واضحة المعالم، ولذلك يعمدون إلى التركيز على فساد الحكام. وتوصل الكاتب عبر مقالته إلى أن الخلل يكمن في منهج الإسلام السياسي الذي وصفه بالوهم، مطالباً بالاجتهاد وإعمال الفكر لوضع ملامح واضحة لفكر سياسي سوداني.

 

 

لسنا معنيين بالتحدث نيابةً عن الجماعات والأحزاب الإسلامية التي ذكرها الكاتب، وإنما سنرد على ما جاء في مقالة الكاتب باعتباره يعنينا، لأنه ذكر حزب التحرير فيمن ذُكر من الأحزاب والجماعات الإسلامية، ونرد على ما أثار من نقاط بما يلي:

 

أولاً: إننا في حزب التحرير / ولاية السودان لا نعارض النظام، وإنما نحاسبه على أساس الإسلام، لأنه ليس في الإسلام حكومة ومعارضة، وإنما الحاكم في ظل الإسلام خادم للأمة، منفذ للأحكام الشرعية المتعلقة بالحكم والسياسة وغيرها، والأمة أفراداً وجماعات تحاسب الحاكم إن قصّر في رعاية الشؤون، أو انحرف عن الطريق المستقيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله». أما المعارضة فهي في الأنظمة الوضعية، حيث ارتضى الناس إبعاد الدين عن السياسة، وجعلوا أنفسهم آلهة أو أنصاف آلهة يشرّعون للناس الأحكام، والمعارضة والحكومة في ظل هذه الأنظمة وجهان لعملة واحدة، وهَمّ المعارضة أخذ مكان الحكومة بتصيد أخطائها، وليس الغرض تصحيحها أو محاسبتها.

 

ثانياً: إننا لم نحاسب النظام على أساس فساد الأشخاص، وإنما محاسبتنا له كانت وما تزال وستظل إلى أن تقوم دولة الإسلام (الخلافة) على أساس العقيدة الإسلامية؛ التي يفارقها النظام الموجود الآن في السودان في كل أنظمة الحكم والسياسة، فلا الحكم قائمًا على أساس الإسلام، ولا الاقتصاد ولا السياسة الخارجية، حيث إن الحكم قائم على الأساس الجمهوري الديمقراطي الغربي (من وضع البشر)، والاقتصاد مربوط بصناديق الربا الدولية، التي أوردتنا موارد الهلاك، والسياسة الخارجية مرهونة لما يسمى بالشرعة الدولية التي تتحكم فيها دول الغرب الكبرى (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الكفر)، وبهذه السياسة الخارجية تم فصل جنوب السودان، وهُيّئت بقية أقاليم السودان للتفتيت والتمزيق، ويكفي أننا ما زلنا نُحكم بدستور نيفاشا الشؤم؛ التي كانت إملاءات غربية ليس للإسلام فيها حظّ. فالإسلام ليس مجرد شعارات، وإنما أحكام إما صريحة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإما مبنية باجتهاد صحيح عليهما، والقضية ليست وصول الإسلاميين إلى السلطة، وإنما وصول الإسلام إلى السلطة، والواقع الآن في كل العالم أنه لا يوجد إسلام في السلطة، وإنْ وُجد بعض الإسلاميين في السلطة فهم يحكمون بذات الأنظمة الوضعية الغربية كما هو في السودان وتونس وتركيا...

 

إن الأزمة أخي الكاتب، نعم سياسية، والخلط الحادث اليوم والاضطراب ليس لأننا نحكم بالإسلام، وإنما لأننا مسلمون نحكم بغير ما أنزل الله، فكان هذا الانفصام بين عقيدة مبدئنا الإسلام، وبين أحكام وأنظمة الحياة التي أخذناها من غير المبدأ.

 

ثالثاً: إن اتهام الكاتب لمنهج الإسلام السياسي بالخلل والوهم، وأنه مجرد شعارات وليس هناك برامج واضحة المعالم في الحكم والسياسة والاقتصاد وغيرها، لهو اتهام خطير، وكلام لا يصدر حتى عن أعداء الإسلام، فكيف به يصدر عن مسلم ينطق بالشهادتين؟! إننا نحسن الظن بالكاتب ونقول إنه يجهل أن الإسلام ليس مجرد دين كهنوتي، وإنما منهج حياة في شتى مناحيها، لأن اتهام الإسلام بخلوِّه من أحكام تتعلق بالسياسة والاقتصاد والاجتماع وغير ذلك هو اتهام له بالنقص، والله سبحانه وتعالى قد أكمل هذا الدين، فليست هنالك واقعة أو حادثة أو قضية إلا ولها محل حكم في الإسلام، علمه من علمه وجهله من جهله، يقول عز وجل: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِينًا﴾، ويقول تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾، وهذا يعني أن كل شيء له حكم في الإسلام.

 

وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهو النبي المعصوم، والحاكم العادل، والقائد الملهم بأحكام الإسلام في كل ما يتعلق بأنظمة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وبيّن لأصحابه وللناس أجمعين أن النظام السياسي من بعده هو خلافة راشدة على منهاج النبوة، قال عليه الصلاة والسلام: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ تَكْثُرُ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ».

 

وهكذا سار الخلفاء الراشدون من بعده يحكمون بأحكام الإسلام في شؤون الحكم والسياسة والاقتصاد والاجتماع وغيرها، ولم يأخذوا ولا حكماً واحداً من غيرهم، بل ظلت دولة الإسلام خلال أكثر من ثلاثة عشر قرناً هي الدولة الأولى سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعلمياً وثقافياً...، ولم تسقط دولة الإسلام إلا عندما تخلت عن بعض أحكام الإسلام، وسمحت لأحكام الكفر أن تدخل ديارها، فأسقطت بأيدي الكفار المستعمرين وأذنابهم من أبناء المسلمين؛ الذين افتتنوا بالغرب وثقافته، ثم كان ما حاق بالمسلمين اليوم؛ قسّمت بلادهم إلى دويلات كرتونية هزيلة يحكمها رويبضات لا يخشون الله في الأمة، وإنما يخافون أسيادهم في دول الغرب الكافر.

 

ثم وجد من جراء ذلك من يسعون إلى التوفيق بين الإسلام والعلمانية الغربية فزادوا الطين بلة!

 

وسؤال نوجهه للأخ الكاتب: كيف يأمرنا الله سبحانه أن نحكم بما أنزل وليس في ما أنزل أنظمة للحياة وأحكام نُحكم ونَحكم بها؟! ألم يقل الله سبحانه في كتابه العزيز: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ألم يقل سبحانه وتعالى: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، ألم يقل المولى عز وجل في كتابه العزيز: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾؟!

 

تعالى الله علواً كبيراً أن يأمرنا بشيء لا وجود له ولا واقع، أو وهْم كما قال الكاتب، لذلك نقول إن منهج الإسلام في الحكم والسياسة حقيقة ساطعة كما الشمس في رابعة النهار، يقول جل شأنه: ﴿فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾، ولو كان الكاتب جادًّا وباحثاً عن الحق حقيقةً لبحث في الإسلام بحثاً عميقاً، كما طلب من غيره، ولَتوصل إلى الحقيقة التي لا جدال فيها من أن الإسلام عقائد وعبادات وأحكام ومعاملات وعقوبات ومنهج حياة كامل من عند الله اللطيف الخبير.

 

ونحن في حزب التحرير، من باب أن المسلم مرآة أخيه، ندعو الكاتب لدراسة الإسلام باعتباره منهجاً كاملاً، وقد هيأنا هذا المنهج لأنظمة الحياة على أساس الإسلام بالتفصيل في ما أصدره الحزب من كتب ونشرات، ندعوه لدراستها وتبنيها إن وجد أنها الحق، أو تبيين الخطأ إن وجد فيها خطأ، فهو واجب عليه باعتباره مسلماً، وواجب علينا باعتبارنا حزبًا سياسيًّا يسعى لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، لتنهض الأمة من كبوتها، وتأخذ زمام العالم الضالّ اليوم لتقوده إلى الخير والعدل.

 

ونؤكد للأخ الكاتب أن السودانية التي طالب الأحزاب والجماعات الإسلامية لوضع فكر واضح المعالم على أساسها هو الوهم، فليست السودانية فكرة ينبثق عنها نظام، بل السودانية صفة لأناس يسكنون رقعة جغرافية معينة، تحتاج مثل غيرها من البلاد إلى مبدأ صحيح يبنون عليه حياتهم، وينظمون به شؤونهم.

 

ونحن في السودان مسلمون، الأصل أن يكون مبدأ الإسلام العظيم هو المنبع الذي ينبثق عنه، وتبنى عليه أنظمة الحياة من سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها. هذا هو المخرج للسودان ولكل بلاد الإسلام، بل وللعالم أجمع، وقد وعد الله سبحانه وتعالى بالتمكين لهذا الدين، ليس للحاملين لشعاراته، الناكصين عن أحكامه وأنظمته، وإنما للمخلصين الصادقين الذين يحملون الإسلام رسالة هدى ونور، يعرفون أحكامه، ويلتزمون منهجه في كل صغيرة وكبيرة. يقول الله عز وجل:

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾.

والله نسأل أن يهدينا إلى سواء السبيل.

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

 

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

ولاية السودان عنوان المراسلة و عنوان الزيارة

الخرطوم شرق- عمارة الوقف الطابق الأرضي -شارع 21 اكتوبر- غرب شارع المك نمر

تلفون: 0912240143- 0912377707 E-Mail: spokman_sd@dbzmail.com

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...