اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾


Recommended Posts

﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾

وقال عز من قائل: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100)﴾ الانعام، وقال جل وعلا: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا آَلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)﴾ الأنبياء، ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)﴾ المؤمنون، يخبرك رب العالمين سبحانه أن: لو كان في السموات والأرض آلهة مع الله، - تعالى عن ذلك علوا كبيرا-، فإن الكون المنظور أمامك، من سموات وأرض، سيفسد، ولكنك تراه صالحا غير فاسد، إذ أننا نرى النظام ينتظم كل الكون، من الذرة فما فوقها إلى المجرة، ومن الخلية فما فوقها إلى الكائن الحي، فهذا الواقع المحسوس الذي تُفكر فيه سيفضي بك إلى إصدار حكم على واقع لا يقع حسك عليه ولكن يقع حسك على أثره، فتحكم بوجود هذا الإله، وتنفي وجود إله غيره.

فتبين أنه لا إله إلا الله، وتبين أنه ﴿لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً﴾، وستتعارض إراداتهم، ولو على مستوى أصغر نظام، وتفرض إرادة المتصرف بالكون ذي العرش، فيبطل بذلك إمكانية وجود أن يكون أحدٌ غيره إلها، لأن هذا الإله الثاني سيكون غير قادر على إنفاذ إرادته، لسلطة ذي العرش عليه، وبالتالي فكيف يكون إلها وهو غير قادر على إنفاذ إرادته في ملكوته؟

فكما ترى التفكير ينطلق من الواقع المحسوس، النظام الذي في الكون يخلو من الفساد، فدل على إرادة من مريد واحد، أي دل على وجود مريد واحد أراد فكان، ولو كان أكثر من مريد، فسيريد هذا، ويريد الآخر، وستنفذ إرادة واحد منهما لتعلق الأمر بفاعل واحد ، بناء على قوانين التفكير، وسنن الله في الكون التي لم تتخلف، أراد ونفذ، وسيكون الثاني إما مريدا لم تنفذ إرادته أي أنه عجز عن إنفاذ إرادته، أو أنه لم يتصرف في ملكوته لوجود ذي العرش الذي تفوق قدرته قدرة هذا الثاني، ومثل هذا الثاني لا يصلح ان يكون شريكا في الملك، ولا يصلح أن يكون إلها.

وقد أورد الامام الرازي أوجها كثيرة لبيان دقة هذا الدليل، ومنها: الحادي عشر: أن نقرر هذه الدلالة على وجه آخر وهو أن نعين جسماً وتقول هل يقدر كل واحد منهما على خلق الحركة فيه بدلاً عن السكون وبالعكس، فإن لم يقدر كان عاجزاً وإن قدر فنسوق الدلالة إلى أن نقول إذا خلق أحدهما فيه حركة امتنع على الثاني خلق السكون، فالأول أزال قدرة الثاني وعجّزه فلا يكون إلهاً، وهذان الوجهان يفيدان العجز نظراً إلى قدرتيهما والدلالة الأولى إنما تفيد العجز بالنظر إلى أرادتيهما. انتهى

 

 

صفحة تعنى بإعجاز القرآن الكريم واللمسات البيانية والأسرار البلاغية لآيات التنزيل

إعجاز القرآن الكريم - فأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ Miracles Of The Quran

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...