اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

هل حقًّا يمكن للمسيرات والمظاهرات أن تجلب التغيير الحقيقي


ابن الصّدّيق

Recommended Posts

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خبر وتعليق

 

هل حقًّا يمكن للمسيرات والمظاهرات أن تجلب التغيير الحقيقي

 

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

قبل أسابيع قليلة من نهاية عام 2013، تم توزيع ملصقات في جميع أنحاء ماليزيا، لإقناع الناس لحضور مسيرة "إسقاط الحكومة" التي ستقام ليلة رأس السنة الجديدة 2014. مئات من التقارير الأمنية قدمت من قبل منظمات غير حكومية تعتقد أن الدعوة لمسيرة "إسقاط الحكومة" هي أمر فظيع. بالفعل كانت هناك مسيرة ضخمة في ليلة رأس السنة ولكن لم تكن لها أية علاقة بإسقاط الحكومة، وبدلا من ذلك، كانت مظاهرة من قبل مجموعات من الناس حول مسألة ارتفاع الأسعار الحالية. ولجعل الأمور أسوأ وبانفعال غير عادي أدلى مفتي ولاية بيراك تان سري هاروساني زكريا بتصريحات أثارت جمهور المسلمين، حيث شبّه المسيرة بالبُغاة (تمرّد)، وبالتالي فإنه يجوز إراقة دماء كل من يشارك فيها.

 

التعليق:

 

إن مصطلح "بُغاة" له دلالة شرعي ولا يمكن استخدامه خارج معناه الشرعي. في تصريح أدلى به المفتي بعد الانتقادات التي وُجّهت ضده بسبب تلك التصريحات، ذكر أن "بُغاة" ليست محصورة فقط بالخروج عن الحاكم الشرعي بل تنطبق أيضا على الحكام المنتخبين في ظل النظام الديمقراطي الحالي. من الواضح أن هذا لن يصفّي الأجواء بأي حال، ولكنه في الحقيقة يزيد من تعقيدها. في الواقع، من وجهة نظر الإسلام تعتبر الجماعة "باغية" إذا حملت السلاح وتمردت في ثورة مسلحة ضد الدولة الإسلامية (الدولة الشرعية) وعندما تظهر قوتها وبأسها وتجاهر بإعلان الحرب على الدولة. وهذا بعيد جدًا عمّا جرى. من الواضح أن هاروساني أخطأ في فهم الواقع وبالتالي تبنى رأيًا خاطئًا تجاه ذلك.

 

إن ما حدث عشية رأس السنة الجديدة هو في الواقع مظهر من مظاهر الكراهية للحكومة الحالية الذي لم يعد من الممكن احتواؤه. ولكننا كمسلمين ينبغي علينا توجيه هذه الكراهية بشكل صحيح وفق طريقة الإسلام. إن الناس الذين شاركوا في المسيرة ربما سيفرحون عندما يرون تغييرًا في قادة البلاد. ولكن، ماذا يعني مجرد تغيير الحكام، مع الإبقاء على النظام نفسه، في الواقع، لم يتغير شيء! من الملاحظ أن دعوات التغيير في ماليزيا، من خلال مسيرات لا تختلف عن هذه ومنابر أخرى هي من نفس هذا النوع. من الواضح أنه من خلال هذه الدعوات، فإن السبب الجذري الذي دفع الناس في المقام الأول للمشاركة في هذه المسيرة، ما زال موجوداً حتى لو تغير الحكام! وبقي النظام الرأسمالي الديمقراطي قائمًا.

 

لا يمكن أن يحصل التغيير الحقيقي إلا عندما يُستبدل الإسلام بنظام الحكم غير الإسلامي بشكل كامل. فإن كانت هذه هي الغاية، فقد بين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم الطريقة لذلك. إن جهود التغيير عبر المظاهرات في الشوارع والاعتصامات والعنف ليست من طريقة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم. إن المسيرات السلمية يمكن أن يقام بها للتعبير عن رفضنا للحكام، ولكنها ليست الطريقة الشرعية للتغيير الحقيقي. المسيرات هي أسلوب لمحاسبة الحكام وهي مباحة في الإسلام. ومع ذلك، يجب علينا أن نتذكر دائمًا أن المحاسبة تكون بانتقاد الحاكم ولومه في سياق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب ما أمر به الإسلام وليس وفق ما تقتضيه الديمقراطية. المحاسبة تكون على أساس أن الحكومة لم تتقيد بالإسلام ونحن ندعو الحكومة للعودة إلى الإسلام. إن مفهوم المحاسبة ليس موجودا في المنظومة الديمقراطية، منذ متى تُنتقد الحكومة لانحرافها عن الديمقراطية ومطالبتها بالعودة إلى مسار الديمقراطية! من الواضح أن الذين نظموا وشاركوا في هذه الاحتجاجات قد غابت عنهم هذه النقاط.

 

إن التغيير الحقيقي في الإسلام يكون فقط من خلال طلب النصرة من أهل القوة والمنعة. فرسول الله صلى الله عليه وسلم طلب النصرة من قبائل الأوس والخزرج وأقام الدولة الإسلامية في المدينة. نسأل الله أن ينصر العاملين بجد على منهاج رسوله صلى الله عليه وسلم لاستئناف الحكم بالإسلام على هذه الأرض.

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد - ماليزيا

 

28 من ربيع الاول 1435

الموافق 2014/01/29م

 

 

http://www.hizb-ut-t...nts/entry_32888

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...