اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

خطبة للشيخ عصام عميرة


Recommended Posts

الجمعة 13/4/1435 هـ

الموافق 14/2/2014 م

أيها الطواغيت: لا تعذبونا فتندموا

 

(الخطبة الأولى)

 

أيها الناس: قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً}. وأخرج مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع قال: مرَّ هشامُ بنُ حكيمِ بنِ حزام على أُناسٍ من الأنباطِ بالشامِ قد أُقِيموا في الشمسِ، فقال: ما شأنُهم؟ قالوا: حُبِسوا في الجِزيةِ، فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ اللهَ يُعذِّبُ الذين يُعذِّبون الناسَ في الدنيا. وزاد في حديثِ جريرٍ: قال وأميرُهم يومئذٍ عُمَيرُ بنُ سعدٍ على فلسطينَ، فدخل عليه فحدَّثه، فأمر بهم فخَلُّوا. وقال صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. وخطب عمر بن الخطاب مرة فقال: إني لم أبعث عمالي ليضربوا أبشاركم وليأخذوا أموالكم، من فعل به ذلك فليرفعه إلي أقصه منه، فقال عمرو بن العاص: لو أن رجلاً أدب بعض رعيته أتقص منه؟ قال: إي والذي نفسي بيده، ألا أقصه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أقص من نفسه؟ وجاء في نص المادة الثالثة عشرة من دستور دولة الخلافة القادمة أن الأصل براءة الذمة، ولا يعاقب أحد إلا بحكم محكمة، ولا يجوز تعذيب أحد مطلقاً، وكل من يفعل ذلك يعاقب. فعلم مما تقدم أن تعذيب المسلم بغير حق حرام، وأن تعذيب المسجونين والمتهمين حرام من حيث الأصل، ولكن بعض العلماء استثنوا من ذلك المتهم المعروف بالفجور، فأباحوا أن يمس بشيء من العذاب ليعترف بالجرم المتهم به، واتفقوا على جواز تعذيب من عُرف أن الحق عنده فجحده.

أيها الناس: نقول لطاغوت روسيا: ما هو ذنب المسلمين في تتارستان حتى تعذبهم؟ ألأنهم مسلمون يقولون ربنا الله وأنت تنكر وجوب وجوده أيها الشيوعي المترسمل العفن؟ ونقول لطاغية الشام: نعم إنك مسبوق باستخدام الكيماوي والتعذيب حتى الموت وإطلاق الرصاص الحي لتفريق الجموع السلمية وغير ذلك من وسائل القتل والتعذيب، ولكنك قد سبقت أقرانك الطواغيت في قصف المسلمين الآمنين بالصواريخ والبراميل المتفجرة، والتعذيب الوحشي للجرحى والمصابين والمعتقلين ما لم يشهده نزلاء غوانتنامو وأبو غريب من قبل. فالويل كل الويل لك ولأعوانك من المجرمين القتلة وإيران وحزبها في لبنان إن قدرنا عليكم في الدنيا، ولكم عذاب الخزي والهون في الآخرة بإذن الله. ونقول لطاغية مصر: غرك والله جيشك الذي صنعته أميركا على عين بصيرة، وغابت عنك الحكمة والنزاهة والدين لما قتلت واعتقلت وعذبت المسلمين في أرض الكنانة. ثم أنت اليوم في روسيا ليختموا على قفاك، كما ختم عليه الأميركيون من قبل، وكفاك خزيا أنك تواليهم وتعادي شعبك، فالموعد الله يا سيسي، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار. ونقول لطاغية العراق، رأس الحربة في الفتنة الطائفية، ومجرم الحرب في الأنبار: إن لك موعدا لن تُخلفه، وستهوي بك ثورة الأنبار في واد سحيق لتلحق بمن سبقك من طواغيت بغداد، فبغداد الرشيد لا تطيق صبرا على فعالك الشريرة وتعذيبك للرجال والنساء، كما لم تطق من قبل صبرا على غزو المغول، فالموعد الله يا مالكي، وإن غدا لناظره قريب. ونقول لطويغيت سلطة رام الله وأجهزة أمنه: خير لكم أن ترعووا عن تعذيب المسلمين واعتقالهم فيما تبقى من فلسطين التي سلمتموها أنتم وأسلافكم وأولياء نعمتكم من الحكام اليعربيين، من قبل أن يأتي اليوم الذي تدوس هامتك أقدام أهل فلسطين الشرفاء، أنت ومن معك من عصابات الإرهاب التي دربتها أميركا وإسرائيل، فصاروا كالكلاب المسعورة، تنتهك حرمات البيوت وتروع الآمنين وتعتقل المطلوبين وغير المطلوبين، في شذوذ أمني قل نظيره في التاريخ. ولباقي الطواغيت في العالم الإسلامي، دون أن نستثني أحدا منهم، نرسل رسائل مماثلة في المعنى وإن اختلفت في المبنى، لا تعذبونا فتندموا، وكفوا عن إيذاء المسلمين وتعذيبهم، وكفاكم إجراما بحقهم، فإن كانوا اليوم أيتاما بلا أب يرعاهم، وسلّطكم الله عليهم لحكمة يعلمها، فغدا تقوم الخلافة، ويتولى أمرهم من يحبهم ويعطف عليهم، وينتقم ممن آذاهم. وأنتم قد قرأتم عن الخلافة وقوتها، وعرفتم سطوتها على الباطل وأهله، وعدلها مع الحق وأهله، وبلغكم أنها قد اجتثت الظلم وبسطت العدل، وتعلمون علم اليقين أنها قادمة. فقدموا بين أيديكم، واحفظوا من اليوم أعقاب الأحاديث في غد. فإن الخلافة الراشدة، التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى، ستقتص من كل مجرم أجرم في حق الأمة الإسلامية، وتنسيه وساوس الشيطان. فاليوم إقامةٌ للحجة عليكم، ويوم القيامة تشهد عليكم ألسنتكم وأيديكم وأرجلكم بما كنتم تعملون، وما بين اليوم وغد، زمان الخلافة الراشدة الذي أوشك أن يهلَّ، فساعةٌ لعربدةِ أقزامِ الباطل، تليها ساعات وساعات لزمجرة أسود الخلافة، وسيعلمُ الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون.

 

 

(الخطبة الثانية)

 

أيها الناس: هناك سؤال ينشأ عن هذه المسألة وهو: هل يجوز لمن أكرهه الظالمون على قتل الناس أو تعذيبهم أن يقوم بالقتل أو التعذيب؟ ولعله كان من بيننا من يعمل مع أجهزة الظلم الأمنية، أو من قد يشاهد هذه الخطبة أو يقرؤها في فلسطين وباقي بلاد العالم الإسلامي، فيحب عليهم أن يفقهوا الحكم الشرعي في عملهم إن كان فيه تعذيب أو قتل للمسلمين طاعة لمسؤوليهم من الطواغيت وأعوانهم. قال الفقيه الشافعي ابن حجر الهيتمي في كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة الثالثة عشرة بعد الثلاثمائة: قتلُ المسلم أو الذمي المعصوم عمدا أو شبْه عمد، قال تعالى {وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا}، وقال تعالى {منْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}]. وقال النووي في روضة الطالبين: "الإكراه على القتل المحرَّم لا يبيحه، بل يأثم بالاتفاق إذا قـَتـَلَ". فالحذرَ الحذرَ من قتـْل إنسان أو تعذيبه بأي نوع من أنواع العذاب بغير حق، ولا يجوز لمن أمره الظالمون بذلك أن يستجيب للآمر ويفعل شيئا مما أمره به، بل يجب عليه التمرد في هذه الحالة وعدم إطاعة الأوامر، وإلا فنار جهنم مؤججة تنتظر الظالمين وأعوانهم، وقال الله جل شأنه: {إن ربك لبالمرصاد}.

أيها الناس: ليتذكر الطواغيت وأعوانهم أن سلطانهم سيزول كما زال سلطان من كان قبلهم، وأن الظلم مرتعه وخيم. والله سبحانه وتعالى يقول: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته". ويقول: "من أعان ظالماً سلطه اللّه عليه"، يقول القرطبي في ذلك: وقيل: المعنى نكل بعضهم إلى بعض فيما يختارونه من الكفر، كما نكلهم غدا إلى رؤسائهم الذين لا يقدرون على تخليصهم من العذاب، أي كما نفعل بهم ذلك في الآخرة، كذلك نفعل بهم في الدنيا. وهذه أبيات من قصيدة ابن المقري:

لا يظلمُ الحرَّ إلا منْ يطاولُهُ

ويظلِمُ النَّذلُ أدنى منهُ في الصُّوَل

يا ظالماً جارَ فيمنْ لا نصيرَ لهُ

إلا المهيمنُ لا تغترَّ بالمَهَلِ

غداً تموتُ ويقضي الله بينكما

بحكمةِ الحقِّ لا بالزيغ والمَيلِ

أيها الناس: لقد آن الأوان للتمرد على هؤلاء الطواغيت وخلعهم، واستبدال خليفة بهم جميعا، بل إني أرجو الله ألا نكون قد تأخرنا في هذا العمل العاجل والعظيم.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...