اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

بيان صحفي لماذا يلجأ "المشرعون" الرّوس للتطرف؟


Recommended Posts

بيان صحفي

لماذا يلجأ "المشرعون" الرّوس للتطرف؟

(مترجم)

 

 

دخلت بعض التعديلات على القانون الاتحادي رقم 130 حيز التنفيذ في 5 أيار/مايو الجاري، واستحدثت هذه التعديلات عقوبات جديدة. فقد تم على وجه الخصوص، تشديد المواد 205.3 و205.4 و205.5 من القانون الجنائي الاتحادي الروسي. إن التعديل الأكثر أهمية، بالإضافة إلى التعديلات الأخرى وهي أقل أهمية، ليس مجرد زيادة مدة السجن، فعقوبة السجن الآن تصل إلى السجن مدى الحياة بموجب هذه المواد للذين يخالفونها. إن هذه التعديلات تشير إلى أن هناك شيئا خطيرًا جدًا، وعلى ما يبدو يحمل تهديدًا حقيقيًا للدولة، ضد من توجه هذه المواد؟ لماذا يلجأ "المشرعون" الروس لمثل هذا التطرف؟ هذا السؤال يتطلب دراسة مفصلة، لأن "قانون الإرهاب" هذا قد خضع مؤخرًا لتغيير كبير.

 

لقد وقع الرئيس في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 القانون الذي قدم مجموعة جديدة من الإجراءات لمكافحة الإرهاب. وقياسًا على المواد الموجهة ضد التطرف، فإن المواد 282.1 و282.2 قد نتج عنها المادة 205.3 "التعليم من أجل القيام بأعمال إرهابية"، والمادة 205.4 "إنشاء مجتمع للإرهاب والمشاركة فيه"، والمادة 205.5 "إنشاء منظمة إرهابية والمشاركة فيها". ولكن العقوبة المنصوص عليها هي أشد بكثير من التطرف الذي جاءت هذه المواد لمكافحته: السجن لمدة تتراوح بين 15 و20 عامًا بالإضافة إلى غرامة قد تصل إلى 1 مليون روبل عقوبة لإنشاء منظمة إرهابية، والسجن لمدة تتراوح بين 5 و10 أعوام بالإضافة إلى غرامة قد تصل إلى 500 ألف روبل للمشاركة فيها. ولكن تغيير القوانين قد استغرق ما يزيد قليلًا عن ستة أشهر، وعلى نفس عناصر "الجريمة"، فقد قرروا عقوبة قد تصل إلى السجن مدى الحياة، وهو ما قد ألغى قانون التقادم.

 

وإذا ما تم التدقيق، سيُلاحَظ أن المادة 205 من القانون الجنائي الاتحادي الروسي تعاقب على القيام بالعمل الإرهابي نفسه (تفجير، وإشعال الحرائق أو غيرها من الأعمال التي تؤدي إلى وفاة شخص، أو مما يتسبب في إلحاق الضرر في الممتلكات الكبيرة، أو مما ينتج عنه عواقب خطيرة أخرى)، والمادة 205 بأجزائها 3-5 لا تتضمن أي عدوان فعلي أو أضرار. وقد اسْتُغلت هذه المواد لاعتقال الأشخاص الذين لا ترضى عنهم السلطة، رغم عدم قيامهم بأي "عمل إرهابي"، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه لا علاقة لهم بـ"الإرهاب". وبحكم الواقع المعمول به في روسيا، فإنه يتم الربط عن قصد بين مصطلح "الإرهاب" والإسلام، وفي المحصلة فإن من يعاني من تلك القوانين هم المسلمون. وعلاوة على ذلك، فإن القوانين تشمل "المنظمات الإرهابية" ويتم كذلك معاقبة أية مشاركة فيها بشدة.

 

وبشكل عام، فإنهم يقومون بالمكافحة من خلال قتل الأشخاص فعليًا، حيث إن الأجهزة الخاصة لديها الصلاحيات الكاملة لاتخاذ مثل هذه الإجراءات. وفي الواقع فإن الاشتباكات كلها تقريبا تنتهي بقتل أعضاء الجماعات المسلحة. مما يدل على أن تشديد القانون هذا لا علاقة له بالمكافحة الحقيقية "للإرهاب". وربما يكون سخيفًا أن تهدد بالسجن مدى الحياة أولئك الذين قرروا الانضمام إلى الكفاح المسلح وهم على استعداد للموت في هذا الطريق.

 

وإذا ما تفحصتم لمن توجه هذه المواد، فإنكم ستلاحظون أنه موجه في المقام الأول ضد أعضاء حزب التحرير - الحزب الإسلامي، الذي يدعو إلى الإسلام وتقتصر أعماله على الصراع الفكري والكفاح السياسي. وبالتالي، وبعد تشديد القانون فورًا، فقد تم الحكم في تشرين الثاني/نوفمبر 2013م في تشيليابينسك على خمسة مسلمين بتهمة الانتماء لحزب التحرير. وإذا كان في السابق وفق مخططهم القديم يتم الاضطهاد تحت غطاء المادة 282.2 (التطرف)، فإنهم الآن قد أضافوا مادة مكافحة الإرهاب في القانون الجنائي، مما يعني بدء مرحلة جديدة من الاضطهاد. وبعد ذلك فقد لفقت قضية في ستافروبولي ضد عبد الرحيم توشماتوف، حيث وجدته المحكمة مذنبًا في التخطيط لعمل إرهابي وحكمت عليه بالسجن لمدة 17 عامًا. وعلى الرغم من أن هذا لم يكن سوى بداية لاستخدام آلة القمع الروسية لمخطط جديد، فقد أقروا، على ما يبدو، بسرعة جميع التعديلات السابقة - لزيادة مدة عقوبة السجن لتصل إلى السجن مدى الحياة. وإذا كان في السابق ومن خلال تلفيق القضايا الجنائية، بعد أن يتم زرع أسلحة ومخدرات واتهامات في جميع الجرائم الممكنة، كانت عقوبة عضو الحزب تصل إلى السجن عشرين عامًا، فإن أعضاءه اليوم يمكن أن يعاقبوا بالسجن مدى الحياة.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن السلطات تريد أن تخفي جرائمها! فقد تبين أنهم بدأوا قضية جنائية في 26 تشرين الثاني/نوفمبر ضد سكان بشكيريا في بلدة دايرتولي الذين يُشْتبه في انتمائهم لحزب التحرير. فقد بدأت القضية الجنائية ضد ستة منهم على أساس المادة 205.5 من القانون الجنائي الاتحادي الروسي. وكانت هذه القضية هي الأولى التي يتم تقديمها بموجب هذه المادة الجنائية، والأجهزة الخاصة ليست في عجلة لتغطية هذه الحقيقة عن وسائل الإعلام لدراسة رد فعل المجتمع. وتريد السلطات أيضًا اختبار قابلية تنفيذ هذه المادة لمواصلة محاكمة حملة الدعوة الإسلامية، وذلك من أجل تخويف المسلمين، كما فعلت قريش من قَبْل مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. إلا أن ثبات المسلمين يأتي مستندًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعداء الإسلام، فقد قال: «وَاللَّهِ يَا عَمِّ، لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي، وَالْقَمَرَ فِي شِمَالِي، عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ مَا تَرَكْتُهُ، حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ، أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ». واليوم لا توجد قوانين غير إنسانية ضد دعاة الإسلام السلميين أكثر من هذه. وعلاوة على ذلك، فمنذ الأول من كانون الثاني/يناير 2015 سيتم النظر في القضايا التي تشملها المادة 205 فقط من خلال المحكمة العسكرية لمنطقة موسكو والمحكمة العسكرية لمنطقة شمال القوقاز، وهذا سيؤدي إلى عدم إطلاع عامة الناس، كما تدل عليه التجربة، على غياب القانون الذي تمارسه السلطات من انتهاكٍ لحقوق المتهمين.

 

والغرض من هذا الصراع مع الحزب الإسلامي هو فكر الإسلام، الذي تبناه حزب التحرير ويسير بحسبه، وهذه النظرة إلى العالم جنبًا إلى جنب مع الأمة بإذن الله تعالى سوف تقود إلى النصر وإقامة دولة الخلافة. ومع شعورهم بالضعف أمام هذا الفكر، فقد قامت روسيا في عام 2003 بخطوة غير مسبوقة: فقد أصبحت الدولة الوحيدة في العالم التي تتعامل مع حزب سياسي على أنه إرهابي. ولم تجرؤ أي دولة أخرى إلى اللجوء إلى مثل هذا الكذب المفضوح، وهو ما يتناقض مع بعض الحس السليم. لا يوجد أحد في العالم يتهم حزب التحرير بالإرهاب. فقد حظر النشاط العام للحزب في أوروبا فقط في ألمانيا، ولكن لم يضطهد أحد أعضائه. وفي دول آسيا الوسطى تصل أقصى الاتهامات إلى التطرف وذلك بسبب الاستبداد المتجذر. والجميع يعلم أنه لا توجد أعمال إرهابية حقيقية في روسيا وكذلك في أي بلد من بلدان العالم. وبشكل غير مباشر تعترف روسيا بذلك، فهي تتهم بالإرهاب "الدعوة، والتعليم، والميل، والتجنيد، والمشاركة، والمساعدة والتمويل، والإعداد لأي شيء"، ولكن ليس ضد "العمل الإرهابي" نفسه. ومع ذلك، فإن هذا لا يزعج الفجّار أصحاب السلطة، الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ».

 

وأما بالنسبة إلى روسيا نفسها، فهي تقوم بنشاط إرهابي داخل وخارج البلاد. والدليل على ذلك هو المحاكمة الدائمة لاضطهاد وقتل المسلمين في شمال القوقاز ومناطق أخرى، والحروب المحلية السابقة في الشيشان مصحوبة بمجازر للرجال والنساء والأطفال وكبار السن. أما بالنسبة للسياسة الخارجية، فإن روسيا ترتكب جريمة فظيعة، من خلال تزويد "أسد" بجميع أنواع الأسلحة، والتي بواسطتها قتل مئات الآلاف من المسلمين في سوريا وحتى يومنا هذا، فالصواريخ والقنابل الروسية تسقط على الأرض المباركة وقد مزق أجسادَ الناس الرصاصُ الروسي.. الأعمى فقط هو من لا يرى هذا الإرهاب، والأهم من ذلك كله أنه واضح لأهل سوريا.

 

ويبقى توضيح السؤال: ماذا دفع روسيا لمثل هذه الخطوات غير المسبوقة في سنّ مثل هذه القوانين؟ الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن:﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118]

 

إن الله سبحانه وتعالى يقول إن الكفار يكرهون المؤمنين وهذا هو السبب الأول. وهذا ما يتجلى بوضوح للرجال الذين يفهمون، وكمثال على ذلك، يمكن للمرء أن يذكر حظر الفقه الإسلامي، والحجاب، وتدمير المساجد ناهيك عن اعتقال وقتل المسلمين. أما السبب الثاني فهو الخوف. فمنذ أن جاء الإسلام وهو يحظى باهتمام متزايد في تفكير المسلمين، فهو دين السياسة، لأن الإسلام من دون سياسة (أي من دون التدخل في شؤون الإنسان) لا يمكن تصوره. فكل قضية في أي مجال من مجالات الحياة البشرية تخضع لأحكام الشريعة الإسلامية. ويقود حزب التحرير الأمة في تحقيق هدفها من أجل العيش بحسب أحكام الخالق وقد تعهد أن يسير في هذا الأمر حتى النهاية على الرغم من كل المحاكمات التي لا تزيد المؤمنين إلا قوة. الدعوة الواضحة، والفكر الصحيح، والصمود، والمقاومة؛ كل هذه الصفات تدب الرعب في قلوب الكفار، الذين لا يملكون شيئا منها. ولكن الأهم من ذلك كله أنهم يخشون من قيام الخلافة الراشدة الثانية في بلاد المسلمين، وهي ليست بعيدة بإذن الله. والمجتمع الدولي كله يبذل قصارى جهده لتدمير حتى أدنى علامات قدومها، ولكن على الرغم من كل هذا، فمشروع الخلافة أصبح أقرب من أي وقت مضى. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 32].

 

وفي عشية مؤتمر "جنيف 2"، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "من المهم جدًا أن يرافق العملية السياسية قوات سلمية تفكر في وطنها، ولكن لا تفكر بتأسيس الخلافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لتوحيدهم ومساعدتهم من خلال عدة طرق مختلفة لمكافحة التهديد الإرهابي، ذلك هو التحدي بالنسبة للمنطقة وللعالم بأسره". وكذلك قال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في كلمته: "... تهديد الإسلام المتطرف لا يخبو أبدًا. فهو ينمو وينتشر في جميع أنحاء العالم. إنه يزعزع استقرار المجتمعات والدول بأكملها. وفي مواجهة هذا التهديد، لا بد أن نعترف بدهشة بوجوده ونقر بعدم قدرتنا على مواجهته بفعالية". أي أن على الكافرين أنفسهم أن يفهموا أن قيام الدولة هو مجرد مسألة وقت. ولدى روسيا كل الحق في أن تخاف، مع علمها بجرائمها، ولكن حتى يومنا هذا فهي مستمرة في الصراع، في محاولة للتخلص من حملة الدعوة. ولكن الله سبحانه وتعالى قد حدد مسبقًا نتيجة الصراع بين الإيمان والكفر، يقول تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾ [النور: 55]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلّ ِذَلِيلٍ،عِزًّا يُعِزّ ُاللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلّ ُاللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» (رواه أحمد).

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في روسيا

 

http://www.hizb-ut-t...nts/entry_36555

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...