الاستاذ عثمان بخاش يرد على عبد الهادي علوش

[خلافة راشدة]

عثمان بخاش

 

لا زال ميثاق الشرف الثوري وهو ميثاق الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين موضع جدال بين المنافحين عنه، لكونه يأتي من باب السياسة الشرعية القائمة على أولا "فن الممكن"، وثانيا على المقدمات الشرعية التي تبيح في حالة الآضطرار ارتكاب الموبقات، وثالثا البناء على يقررونه مسبقا من أن الأمة هي في حال العجز ويستحيل على الله التكليف بما لا يطاق، ورابعا ان الحرام قد عم وطم فيستحيل التحرز منه فلا بد أن يصيب بعض رذاذه المؤمنين الصالحين ولو مكرهين، والزعم باختلاف مدارك الناس فلا يصح الانكار على من كانت له رؤية اجتهادية برغم ما تحمله من طوام الانسلاخ من الدين والتقرب الى معسكر العلمانيين والمنافقين...ثم هم يلسبون على الناس دينهم بكثرة الكلام والاطناب فيه وسوق ما يزعمونه من أدلة لا تقوم بها الحجة عند المتبصر في دين الله، وإن كان الرجل العامي ينضبع بما يحسه علما وهو ليس من العلم في شيء ، أو على الأقل ليس فيه صحة استدلال على ما يرتبونه من مقدمات لا تسوغ النتائج التي يقررونها ويفرضونها ولكنها تنطلي على البسطاء من العامة ومن الجهلة الذين فاتهم التحصيل الشرعي واكتفوا بالتطبيل والتزمير لأصحاب العمائم والمتصدرين للفتوى تحت القاب "الشرعيين" و"اصحاب الثغور" وغير ذلك.

يزعم عبدالهادي علوش في "مقدمات قد تساعدك على قراءة ميثاق الشرف الثوري: "إذا عرفت هذا فليس من الحكمة ، ولا من الحق تكليف الأمة ما لا تطيق، وإرهاقها بتحميلها أعباء لا تمكنها النهوض بما تريده من أمر الله تعالى"...

وهو يدعو من هم في موقف القيادة الى الرأفة بعامة الناس والتخفيف عنهم، كما يدعو الناس الا يضيقوا على الأمراء والقادة القائمين بأمر الأمة وهمومها ، فلا ينكرون عليهم حيث يضطر الواحد منهم إلى مصانعة أهل الكفر المتربصين بالإسلام وأهله"

ونحن نسأل علوش ومن يرى رأيه ، بمنطق ما تسرده من مقدمات فإن كيان إسرائيل الذي اوجده الغرب الكافر ولا زال يتعهد بالحماية فهم امر مفروض ولا قبل للأمة بمواجهة الغرب، وإذن فلا ينكر على من يعقد صفقات الخيانة مع يهود و يضفي الشرعية على تدنيسهم لأولى القبلتين ، فالأمة عاجزة لا حول لها ولا قوة سوى الرضوخ بحمة القادة الملهمين الذين يدعونها الى الذل والهوان والدنية في دينها تحت ما ساقه من مقدمات وحجج ساقطة؟؟

أما كان الأولى بك أن تحي جذوة الإيمان في قلوب الأمة فتستصرخها المسارعة إلى مخافة ربها والعض على أحكام دينها بالنواجذ، فتلبي نداء رب العالمين

" ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )

فإن أبيت ذلك لما تراه من عجز الأمة وموتها، فهلا على الأقل كففت لسانك بعدم الدعوة الى الخضوع للأعداء، وهلا أمسكت لسانك عن الزعم بأن الأمة هلكى والخيار امامها هو مصانعة أهل الكفر لا غير؟

إن ما أتى به علوش وأضرابه من الدعوة لمصانعة أهل الكفر هو إقرار منهم بفشل منهجهم الذي يطلب أسباب النصر من عند غير الله، فعليهم أن يتنكبوا عن الطريق وعدم تبرير تخاذلهم، والله ناصر دينه بهم أو بغيرهم،

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ)

وأمة الإسلام فيها من الخير الكثير، أما حين يريد بعض قيادات الثورة في سوريا مرضاة ملة الكفر بجعل الثورة قضية وطنية سورية وينزعوا عنها أنها ثورة قامت لله، فينبذون مشاركة المسلمين لهم من خارج سوريا ويجرمونها (انظر بيان علماني مقزز صادر عن

‫#‏هيئة_حماية_المدنيين‬ أحد المشاركين بما سمي ‫#‏ميثاق_الشرف_الثوري‬ (

فإنهم بذلك إنما ينفذون مطالب الغرب الكافر الذي يقض مضاجعه أن يرى أمة الإسلام تلتف للمطالبة باقامة دولة الخلافة، فيعمل على تحطيم الرابطة الايمانية مصرا على ابقاء النزاع في سوريا سوريا محضا، مع كونه يرى ويسمع ويشجع حلف الشيطان في تقديم دعم لا متناهي للنظام النصيري في دمشق.

إننا ندعو الأمة للاعتصام بحبل الله، فلا تنخدع بهؤلاء الرويبضات الذين يدعونها الى الهلاك تحت مسمى "سلام الشجعان" كما سمعناه من عرفات الأمس، ويهونون عليها سكرات الموت وذل العبودية،

نعم بعد مضي 3 سنوات على الثورة فإن الأمة جمعاء مدعوة للعمل مع العاملين لقطع يد الغرب الكافر ونبذ أدواته وعملائه من الحكام ومن المرجفين الذين يشكون في نصر الله. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

عثمان بخاش