اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

خبر وتعليق: قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان: شعائر المس


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان:

شعائر المسلمين مستثناة من قواعد حقوق الإنسان

 

الخبر:

 

اعتبرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الثلاثاء الماضي قرار فرنسا حظر النقاب والبرقع "قانونيًّا"، رافضة طعن فرنسية منقّبة فيه. وأكّدت المحكمة أنّ "الحفاظ على ظروف العيش المشترك هو هدف مشروع" للسلطات الفرنسية التي لديها بهذا الصدد "هامش تقييم واسع"، وبالتالي فإنّ القانون الصادر نهاية 2010 في فرنسا لا يتناقض مع معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية.

 

التعليق:

 

إن هذا الحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية يؤكّد من جديد حقائق سياسية وفكرية لطالما اجتهد الغرب وتلامذته في حجبها عن العالم والشعوب المخدوعة بالشعارات الكاذبة.

 

لطالما زعم قادة الغرب السياسيون والفكريون والحقوقيون أن القانون الغربي مبنيٌّ على قواعد علمانية حيادية لا تمتّ بصلة إلى أيّ انتماءٍ دينيٍّ أو أيديولوجي، وعليه فإنّه بزعمهم لا يفرّق بين الناس على أساس انتمائهم الديني أو العرقي أو الثقافي، وها هو ذا الحكم القضائي الذي أصدره قضاة ورجال قانون أوروبيون ينقض هذه المزاعم ويؤكّد أنّ قوانينهم لا تتيح لأحد من الناس أن يؤثّر سلبًا على الهوية الحضارية للمجتمع الغربي. وهذا ما نطق به الحكم القضائي الأوروبي حين نصّ على أنّ "الحفاظ على ظروف العيش المشترك هو هدف مشروع".

 

لقد فصلت أوروبا الدين عن الحياة والمجتمع والدولة والتشريع منذ أكثر من قرنين من الزمان، وباتت تبني حياتها وسياستها على عقيدة فصل الدين عن الحياة، وقد أدّى هذا الفصل إلى أن تنظر الشعوب الغربية إلى سائر الأديان بشيء من الانفتاح والتسامح والاحترام، وراجت في أوروبا منذ ذلك الزمان فكرة "الوثني النبيل". إلاّ أن هذه القاعدة كان لها استثناء واحد يلفت النظر، ألا وهو النظرة إلى الإسلام. فبينما تجد الغرب ينظر بانفتاح إلى معظم الأديان ويُظهر لها الاحترام ويصنّفها ضمن التنوّع الثقافي الـمُثري للتراث الإنساني، تراه يَخُصُّ الإسلام وأهله وشعائره بعداوة موروثة متجددة، وكأنه الشر المستطير. وإلا فما معنى تغاضي القوانين الأوروبية عن المظاهر الدينية النصرانية واليهودية والبوذية والهندوسية والسيخية... بينما نراها تحظر أبسط مظاهر الدين الإسلامي!؟

 

الجواب بكل وضوح هو أن الإسلام ليس مجرد دين كهنوتي كسائر الأديان التي تقف مشلولة أمام هيمنة الحضارة الغربية وأنظمتها وطريقة عيشها، بل هو مبدأٌ وحضارةٌ وطريقةُ عيش، ومشروعُ دولةٍ عالمية. فهو الوحيد الذي يقف اليوم عقبة كأداء أمام هيمنة الرأسمالية وطريقة العيش الليبرالية التي أنتجتها عقيدة فصل الدين عن الحياة، ولذا فإن الغرب ينظر إلى الإسلام على أنه خصم إيديولوجي حقيقي، لا على أنه دين من الأديان.

 

إن هذا الحدث هو دليل إضافي من الواقع السياسي يؤكّد دلالة قوله تعالى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾، بل يعيدنا إلى سِيَر الأنبياء الأوائل، ولا سيما سيرة النبيَّين موسى وهارون عليهما السلام اللذين نظر إليهما الملأ من قوم فرعون آنذاك من زاوية أنهما يشكّلان خطرًا على طريقة عيشهم، ﴿قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى﴾.

 

ونحن اليوم نردّ عليهم بما ردّ به موسى عليه الصلاة والسلام، ونوصي أمتنا بما أوصى به أمتّه:

﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد القصص

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

07 من رمــضان 1435

الموافق 2014/07/05م

http://www.hizb-ut-t...nts/entry_37573

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...