اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الاستاذ عثمان بخاش: صمود غزة بين تكالب الاعداء وخيانة الحكام


Recommended Posts

عثمان بخاش

2 hours ago

صمود غزة بين تكالب الاعداء وخيانة الحكام

جولة أخرى من الصراع الدامي في غزة بما يرافقها من تضحيات جسام من أهل غزة الأبطال و ما يقدمونه من صمود يسطر لهم بأحرف من نور تعكس الدماء الزكية التي تسيل من الشهداء الذين نسال لهم الفردوس الأعلى، ومن المصابين الذين يرجون من الله ما لا يرجى قتلى يهود الغاصبين المعتدين وأهاليهم الثكلى.

ولكننا هنا نتوقف عند أبعاد هذا العدوان المجرم ضد أهلنا في فلسطين عامة وغزة خاصة، لنتساءل عما وراءه: وهل سيؤدي إلى هدنة أخرى في تكرار لهدنة حرب 2008-2009؟ او هدنة 2012؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها وأن صفحة الهدن المؤقتة قد تطوى؟؟

المتابع لمسلسل الأحداث حين يربط بين المشاهد المترابطة يخرج بالفهم التالي: أن حماس رفضت المبادرة المصرية مستمرة في إطلاق الصواريخ على فلسطين المحتلة، فاتخذت اسرائيل هذا الرفض مبررا للاجتياح البري الذي لا زال دائرا حتى لحظة كتابة هذه السطور. وآخر ما رشحت الأنباء عن الاجتماع لمجلس الوزراء المصغر ليلة السبت (2-8) يفيد بالمضي في توسيع نطاق الاجتياح البري ، بل والتهديد بالتوغل في عمق القطاع في محاولة لكسر شوكة حماس وفرض حل اسرائيلي عليها، تخضع بموجب بنوده لاملاءات واشنطن لجهة نزع السلاح، وضمان امن يهود، وصولا الى خضوع حماس لسلطة محمود عباس.

حماس المزهوة بصمود اهل غزة وأبطالها ترى انها ستخرج منتصرة من هذه الجولة وقد صرح قادتها مرارا الا عودة الى صيغة هدنة 2012، بل الهدنة الجديدة ستخضع لشروط المقاومة برفع الحصار وفتح المعابر وفتح المطار والميناء البحري.

إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا في مؤتمره الصحفي (1-8) إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير "في أسرع وقت ممكن" و"من دون شروط"، معتبراً أنه سيكون من "الصعب جداً" التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة من دون التزام حركة حماس بالوفاء بتعهداتها، معتبراً أن "لا أهمية معينة" لمعرفة ما إذا كانت حركة حماس أو فصيل آخر مسؤولا عن عملية الخطف. وهذا التصريح يشي بعزم اوباما بدعم الهجوم الاسرائيلي الى الآخر، وقد سبق لاوباما أن استجاب للطلب الاسرائيلي بالمزيد من شحنات الذخائر والأسلحة لتعويض المخزون الذي صب جيش يهود حممه على رؤوس أهل غزة.

ومع أن ابو مرزوق كان يترقب انفراجا في المبادرة المصرية، كما صرح في 28 تموز من ان المبادرة ستعدل خلال الساعات القادمة لتستجيب لمطالب حماس، إلا أن اسر الجندي الاسرائيلي الذي تزامن مع بدء الهدنة لمدة 72 ساعة هدم الهدنة بعد 90 دقيقة من سريانها، ومع أن حماس زعمت ان اسر الجندي، وقتل جنديين اخرين، حصل قبل الهدنة، إلا أنّ اوباما و بان كي مون وفيلتمان حملوا حماس مسؤوية نقض الهدنة،

و توعد فيلتمان، أن "عملية أسر الجندي الإسرائيلي في غزة ستؤدي الى تطورات خطيرة"، موضحا ان "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، دعا لإطلاق سراح الجندي لمحاولة تجنيب الفلسطينيين من الرد الإسرائيلي"

وهكذا بدا واضحا ان هناك توجه لتحميل حماس مسوؤلية نقض الهدنة ، وبالتالي المسوؤلية عن الدماء الزكية من أهل غزة التي ستسيل نتيجة ذلك.

وكان مسئول دبلوماسي رفيع المستوى صرح، بحسب صحيفة"جيروزاليم بوست"،مساء الأربعاء (30 تموز 2014) بعد اجتماع المجلس الأمني المصغرالذي استغرق أربع ساعات، إن الجيش سوف "يواصل توسيع نطاق" هذه العمليات ، مع الإعلان عن هدنات إنسانية محدودة على غرار الهدنة التي أعلنت يوم أمس الأربعاء لمدة أربع ساعات في مناطق لا يكون فيها أي قتال وبدون تعريض حياة الجنود أو الجهود الرامية لتدمير الأنفاق للخطر. وأشار المسئول إلى إن الفكرة وراء هذه الهدنات في القتال هو تمكين السكان في غزة من تخزين احتياجاتهم الضرورية.

إذن ففكرة الهدن المؤقتة هي لتجميل وجه اسرائيل الانساني، مع تحميل حماس المسوؤلية كافة عن نقض الهدن.

ما سبق يدفعنا الى استنتاج أن هناك توجها أمريكيا في دعم اسرائيل لكسر شوكة حماس و فرض اخضاعها لسلطة محمود عباس في رام الله، ولو تطلب ذلك الافا اخر من الشهداء والافا اخر من الجرحى والمصابين، وفي ظل تدمير همجي واسع لمرافق الحياة الطبيعية كافة من مياه وكهرباء ودواء وغذاء، وكل ذلك تحت ذريعة رفض حماس للمبادرة المصرية و قيامها بنقض الهدنة المزعوم.

أما خادم الحرمين البطل فقد قام بواجبه في تحميل مجلس الأمن والمجتمع الدولي مسؤولية التقصير في حماية أهل غزة من "مجازر جماعية، لم تستثن أحداً، وجرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي...هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقباً ما يحدث في المنطقة بأسرها، غير مكترث بما يجري، وكأنما ما يحدث أمر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له أي تبرير..."

وقد كان لافتا، في سياق الاحداث، تصريح موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" في مقابلة مع وكالة "نوفوستي" (28 تموز) إلى أن حماس تأمل "أن يفتح حزب الله الجبهة اللبنانية لنحارب معا "هذا الكيان"، مؤكداً أن المقاومة في لبنان قادرة على فعل الكثير.

وقد استفز هذا التصريح أنصار حزب الله في لبنان الذين صدموا لمطالبة ابي مرزوق للحزب بفتح جبهة في لبنان ضد اسرائيل.

إذن هل الجواب يكمن في دعوة أهل غزة إلى المزيد من البطولة وتقديم التضحيات الجسام، ليتم استثمارها لاحقا في جزئية بند يدرج في المبادرة المصرية التي صيغت وطبخت في واشنطن؟ ام ان الجواب سيكون في تكرار هدنة 2012 او سابقتها في 2009، والمعروف ان هذه الهدن تضمن سلامة الاحتلال اليهودي وتهدد من يجرؤ على خرقها بالويل والثبور كما هو حاصل في لبنان بموجب القرار 1701 سيء الذكر؟؟ ولا ننس ان عرفات اعترف بالقرار 242 تحت القصف الاسرائيلي لبيروت سنة 1982، ومع ذلك عد بطلا مفدى في نظر البسطاء من الناس، الذين ازدادوا زهوا حين أعلن عن دولته الوهمية في الجزائر سنة 1988. إلى أن وثق به الجنرال دايتون الأمريكي الذي أشرف على بناء أجهزة القمع الفسلطينية لتكون بالمرصاد لكل من يدعو ويعمل لتحرير فلسطين.

ومن هذا القبيل ما صرح به أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس، إن الحركة "تؤيد" أي قرار يصدر عن مجلس الأمن لإنهاء العدوان على قطاع غزة شريطة أن يتضمن "نشر قوات دولية على خطوط 4 يونيو/ حزيران 1967″، وخروج "إسرائيل" من هذه المناطق كلها.

فهل كتب على أطفال ونساء غزة الأبطال أن يغطوا بدمائهم عهر الحكام العرب والمسلمين المجرمين والقيادات السياسية الخائنة التي تعلم حق العلم أن تحرير فلسطين لا يكون إلا بتسيير الجيوش لخلع جرثومة اسرائيل، ومع ذلك تلهث وراء لقاءات ماراثونية في العواصم مع عملاء أمريكا من أجهزة المخابرت المصرية والتركية والقطرية للتوصل الى هدنة تضمن أمن يهود، فلا تصرح بدعوة جيوش المسلمين إلى القيام بالواجب الشرعي الذي أوجبه رب العالمين عليهم بنصرة اخوانهم وتحرير أرض الإسراء والمعراج واولى القبلتين من رجس يهود؟؟

إن أهل غزة الأبطال والمقاومة الباسلة لم تقدم الشهداء والجرحى لتكون جسراً لتمرير حل الدولتين الأمريكي الذي تسعى المنظمة والسلطة لتمريره على أهل فلسطين منذ عقود، وإنما لتكون تلك الدماء لبنة في طريق تحرير فلسطين كاملة ورفضاً لمخططات المستعمرين، ودفاعاً عن شرف الأمة وأبنائها، وبرهاناً ساطعاً لجيوش المسلمين بأن بمقدورهم تحرير فلسطين والقضاء على كيان يهود إن هم أخلصوا النية وعقدوا العزم.

لذا فمحاولة السياسيين استرضاء القوى الإقليمية أو الدولية على حساب الدماء الزكية التي أريقت والتضحيات الجسيمة التي بذلت هي محاولة غير مقبولة ويجب أن تقابل بالرفض من المقاومين الذين يبذلون أرواحهم رخيصة في سبيل الله، ومن أهل غزة الصابرين المعتصمين بحبل الله، ومن عموم أهل فلسطين المرابطين، ولتتوجه نداءاتهم لأمتهم ولجيوشها لتتحرك عاجلاً لتحرير الأرض المباركة، فكلما اشتد البلاء وتوجه النداء للقوى الفاعلة في الأمة كلما اهتزت العروش واقترب التحرك الحقيقي الذي يرضي الله ورسوله والمؤمنين، وبغير ذلك ستضيع التضحيات في دهاليز الأمم المتحدة ومجلس أمنها وتلاعب القوى الإقليمية.

نسأل الله أن ينصر ويأخذ بأيدي إخواننا المقاومين المجاهدين لما يحب ويرضى وأن يجنبهم مكر الكافرين والحكام المنافقين الذين لا يدخرون جهداً في محاربة الله ورسوله والمؤمنين، وأن تكون تضحياتهم نوراً للأمة في الحياة الدنيا ولهم الأجر والثواب العظيم يوم تقوم الأشهاد.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن، يحب فيه نصرته وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته».

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)

تم تعديل بواسطه خلافة راشدة
رابط هذا التعليق
شارك

عثمان بخاش

21 hours ago

المتتبع لمشاهد العدوان الاسرائيلي الاجرامي ضد أهلنا في غزة يلمس لمس اليد وجود تواطؤ أمريكي واضح ، واستغلت اسرائيل رفض حماس للمبادرة المصرية لتتخذها ذريعة وحجة للمضي بالتدمير والقتل وسياسة الارض المحروقة التي لم ترحم لا البشر ولا الحجر ولا الشجر والدواب...ثم يخرج علينا الكذاب الأشر اوباما بان الضحايا المدنيين يثقلون على ضميره..وشر البلية ما يضحك فمتى كان لاوباما صاحب جائزة نوبل للسلام ضمير؟؟ هل عندما وزعت طائراته الدرون صواريخها فوق المسلمين من باكستان الى افغانستان الى اليمن والصومال....

ثم لم لم يتحرك ضميره، على فرض وجوده، عندما استجاب لطلب اسرائيل بمدها بالمزيد من الذخائر والقنابل والصواريخ بعد ان كادت تستنفذ مخزونها من الات القتل والتدمير؟؟

اما المدعو خادم الحرمين ففعلا ينطبق عليه القول: إن لم تستح فافعل ما شئت...فبعد ان صمت دهرا نطق كفرا، وهو يريد بذلك الحصول على صك براءة بأنه اعذر نفسه بدليل انه امر الجيش السعودي الشهم القائم على العقيدة القتالية الجهادية الاسلامية المستندة على النظرية الوهابية فتحرك لتحرير الأقصى

اذن ارتضى خادم الحرمين لنفسه من الحرب والجهاد ببيان هزيل لن ينفعه في ستر عورته هو وعلماء السوء من بطانته ممن حوله، ومعهم علماء السيسي في الأزهر الذين لم تاتيهم تعليمات العم سام اوباما فالتزموا صمت ابي الهول وخوفو الاكبر

ولكن المصيبة ليست هنا، بل في سعي القيادات السياسية الخائبة لتمرير حل شبيه بحل عرفات حين اعترف بقرار مجلس الامن الشهير 242 وذلك تحت قصف الطيران الاسرائيلي في بيروت سنة 1982.....فخرج بانظار البسطاء بطلا تحت مقولة: ليس بالامكان احسن مما كان, وها اسرائيل اليوم تصر على فرض شروطها لتوقف حمام الدماء في غزة يؤيدها في ذلك السيسي و اوباما وجيفري فيلتمان وسفير امريكا بان كي مون وكلهم تباكوا على جندي اسير دون ان يتوقفوا كثيرا عند الالاف من ضحايا يهود في غزة...

فهل جزاء الاجرام اليهودي ان يتم تفويض العميل الامريكي عباس بالتفاوض مع ضباط المخابرات المصرية والاسرائيلية في كيفية اذلال اهلنا وتركيعهم للمخطط الامريكي الصهيوني تحت مقولة ليس بالامكان احسن مما كان؟

ومع ذلك فهذه امة محمد صلى الله عليه وسلم

وهي امة معطاءة صابرة على البلاء

ولكن ينبغي عليها معرفة الصديق من العدو، والعمل مع الصادقين المخلصين

وعليها ان تستمد اسباب النصر من رب السماء وليس من العبيد العملاء

(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...