بيان صحفي السلطات في قرغيزستان تضيف إلى سجلّها جريمة قتل مسل

[خلافة راشدة]

بيان صحفي

السلطات في قرغيزستان تضيف إلى سجلّها جريمة قتل مسلمٍ آخر لأنه قال ربّي الله

(مترجم)

بالرغم من تعاقب رؤساء كثر على حكم قرغيزستان، فإن السلطات تتمادى في غيّها فتزيد التصعيد في حربها الشرسة على الإسلام. وإذا كان الرؤساء السابقون قد جاهروا بعدائهم للإسلام، وعلى الأخص باكييف، الذي بلغ به الأمر أن يمنع الاحتفالات العامة بعيد الفطر وعيد الأضحى، واقترف جريمة قتل إمام مسجد السراح محمد رفيق كمالوف في مدينة كارا سو، فإن الرئيس الحالي أتامباييف، الذي يشارك شخصياً في الاحتفال بأعياد المسلمين ولا تجد على لسانه كلمة أكثر تكراراً من كلمة "الله"، لا يتورع في الوقت ذاته عن محاربة النساء المسلمات الطاهرات العفيفات. وها هو يضيف إلى سلسلة جرائمه جريمة أخرى بشعة، هي قتل أخينا كولميرزاييف قادرالي رمضانفيتش في السجن. ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾.

كان أخونا كولميرزاييف قادرالي، الذي ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتقبله مع الشهداء، قد ولد في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 1969 في شمالدي ساي بمقاطعة بازار كورغان في منطقة جلال آباد. وهو متزوج وله من الأولاد سبعة، ثلاثة بنين وأربع بنات. لكنه عندما نظر إلى حقائق الأشياء من حوله، أدرك أن الحياة المعاشة لا يمكن أن تكون هي الحياة الحقيقية التي تليق بالمسلم. ولذلك شعر بسرور عظيم حينما اطلع على أفكار حزب التحرير، وكان كمن وجد ضالّته. ومن ساعتها، انصرف بكلّيته لتلقي أفكار الحزب، حتى أصبح في 1997عضواً فيه.

وقد حاول أخونا كولميرزاييف قادرالي، الذي ندعو الله جل وعلا أن يبلّغه مراتب الشهداء، وبكل ما أوتي من قوة حمل الدعوة للناس كافة. حيث كان يحب للناس جميعاً ما أحبّه لنفسه، وهو العيش في ظل الشريعة الإسلامية الغرّاء. فقام بحمل الدعوة بكل همة ونشاط. لكن حبّه الجمّ للإسلام ولنشر أفكار الإسلام الحق لفت إليه نظر السلطات في البلاد. فحكمت عليه في 13 شباط/فبراير 2012 بالسجن مع وقف التنفيذ بغية صدّه عن حمل الدعوة. إلا أنه أدرك أن هذا الأمر هو اختبار له من الله سبحانه وتعالى، فواصل سيره في حمل الدعوة الإسلامية دون كلل أو ملل. فتم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة مجدداً، حيث حكم عليه في 15 شباط/فبراير 2013 بالسجن لمدة 8 سنوات بموجب المادة 299، الفقرة 1: "التحريض على الكراهية العرقية والدينية". غير أن السلطات لم تقتنع بذلك، فحكمت على زوجته جلنارة كولميرزاييفو، المولودة في 30 نيسان/أبريل 1974، أيضاً بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ.

ولكن أخانا، وعلى الرغم من السجن والبعد عن الأهل والأحبة، استمر في حمل الدعوة لتحكيم شرع الله. وفي ظل التعذيب الوحشي طوال هذه المدة، التحق أخونا كولميرزاييف قادرالي بالرفيق الأعلى في 9 آب/أغسطس 2014، شهيداً إن شاء الله. وبعد المرور بجثمانه الطاهر على أسرته، أقيمت عليه صلاة جنازة حضرها أكثر من 3 آلاف مسلم، قدموا من مختلف أنحاء قرغيزستان للمشاركة في تشييعه. وقد ألقى عدد من المسلمين خلال مراسم التشييع خطباً وكلمات باللغات القرغيزية والروسية والأوزبكية، غير عابئين بالمادة 299 من القانون الجنائي "التحريض على الكراهية العرقية والدينية".

﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ﴾

فنسأل الله العلي القدير أن يحشر أخانا كولميرزاييف قادرالي مع النبيين والصدّيقين والشهداء، وأن يلهم أهله وأصدقاءه وإخوته في الدعوة الصبر.

لقد قام ضباط المخابرات والشرطة، عقب انتهاء مراسم الدفن، وبلا سبب، باعتقال 16 مسلماً، والتحقيق معهم على مدار 3 ساعات متواصلة. إلا أن هؤلاء المسلمين المعتقلين، وبالنظر إلى عدم وجود نص قانوني يجرّم المشاركة في صلاة الجنازة ولا قول "الله أكبر"، أبلغوا المحققين بأنهم لن يدلوا بأية أقوال إلا بوجود محامٍ. وعندها أجبرت السلطات على إطلاق سراحهم بعد الساعات الثلاث.

إننا نذكّر حكومة قرغيزستان، وكل من يعينها في حربها الضروس ضد الإسلام والمسلمين، من ضباط وأفراد أجهزة "أمن"، بأن هذه الجرائم التي تقترفونها لن تمرّ دون حساب. فدولة الخلافة باتت تقرع الأبواب بإذن الله. وسيسأل يومها المجرمون عما ارتكبوه من ظلم وقمع واضطهاد بحق المسلمين رجالاً ونساءً، وعن كل دمعة يتيم تسببوا فيها. فلينتهز هؤلاء، كلهم أجمعون، الفرصة الآن، وليثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا، قبل أن تضاف أسماؤهم إلى قائمة الطغاة المجرمين الذين لن يسامحهم الله ولن يعفو عنهم خليفة المسلمين.

لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم فتح مكة، بقتل أولئك النفر الذين ألحقوا بالدعوة أذى شديداً، ولو تعلّقوا بأستار الكعبة. ولذلك، فإننا ندعو سلطات قرغيزستان، وكذلك السلطات في جميع بلاد المسلمين، ومعها ما تسميه "أجهزتها الأمنية"، للكف عن غيّها وطغيانها وجبروتها بحق المسلمين، لكي لا يلاقوا مصير أشياعهم من قبل!

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في قرغيزستان

http://www.hizb-ut-t...nts/entry_38743