خلافة راشدة Posted August 30, 2014 Report Share Posted August 30, 2014 رد على مقال مهنا الحبيل هل يمكن للديمقراطية أن تكون بديلا عن الخلافة كي تحقق الوحدة؟ نشر موقع الجزيرة في قسم المعرفة بتاريخ 23 آب/أغسطس 2014 مقالا للأستاذ مهنا الجبيل بعنوان: الوحدة والخلافة والديمقراطية، خاطب الكاتب من خلاله من أسماهم بالمحافظين من شباب المسلمين، الذين يتخوفون من القبول بالديمقراطية أو خوض تجربتها سبيلا لتحقيق الوحدة الإسلامية، تلك الوحدة التي لا شك في وجوبها من صحيح الكتاب والسنة المتواترة. لقد حاول الكاتب أن يروج لفكرة مفادها أن "هناك إشكالية عميقة في فهم النظام الدستوري الديمقراطي، فهذا النظام الدستوري هو الذي يكفل للمواطنين من الأديان والطوائف الحق الدستوري الوطني" ويقول: "فالبلدان التي تعيش مساحة أو هامشا ديمقراطيا هي الأقدر اليوم على تحقيق معايير تضامن وتواصل مع مفهوم الوحدة الإسلامية من غيرها من الأنظمة الشمولية." وبعد أن روج الكاتب لفكرة أن الديمقراطية هي الأقدر على تحقيق الوحدة، حاول الغمز بأن مفهوم الخلافة مصطلح غير مؤصل له شرعا، واعتبر الخلافة تسمية تاريخية أطلقت على غير مستحقيها ممن ورثوا الحكم وراثة، ثم وضع تصورا لتحقيق الخلافة عبر اتحاد فدرالي بين مجموعة دول قطرية يكون رئيس هذا الاتحاد بمثابة الخليفة! وخلص الكاتب إلى أن مساحة الفقه النظري والتقعيد الفكري لمصطلح الخلافة في الشرع وفي تاريخ المسلمين ثم في مدلولاته السياسية المعاصرة، ليس كما يعتقد بعض الشباب، وليس مبررا معقولا لرفض إطار سياسي تحققه الديمقراطية لصناعة هذا الوطن كقوة سياسية واجتماعية لهذا الشعب المسلم أو ذاك، ودعم المقاومة المشروعة للتحرُّر. وبالتالي فما على المسلمين إلا أن يتمسكوا بالمشروع الديمقراطي لتحقيق وحدة وقوة بين أقطارهم... ونعلق على ما جاء في المقال فنقول: بعد وضع مصطلح "الدولة الديمقراطية" على المحك وتسليط الضوء عليه نجد بأن الغرب قد اعتمد على ثلاثة معايير فضفاضة وخيالية وفاشلة لتوصيف دولة ما بأنها ديمقراطية (التعريف الدستوري، Constitutional، المعيار الجوهري Substantive، الإجرائي Procedural)، وهذه الثلاثة كل واحد منها يحوي في طياته مجموعة من المتناقضات وهي خيالية في التطبيق!... فبلد مثل جامايكا يصنف بأنه على درجة من النجاح الديمقراطي لإجرائه الانتخابات بشكل يعجب أهل الديمقراطية، رغم اعتداء جامايكا على أهل البلد، وبحسب قولهم على "الحريات الديمقراطية"، وبلد مثل العراق يصنف على أنه ديمقراطي بامتياز، مع أنه وحتى عهد قريب حكمه المالكي الذي فاق في إجرامه إجرام صدام!... أما صناديق الانتخابات في مصر بعد ثورة يناير 2011 والتي جاءت بحكومة مرسي التي وصلت للحكم كما قيل بعملية انتخابات "شفافة ونزيهة"، فإنه تم الانقضاض عليها فأُسقطت وأطيح بمرسي من قبل العسكر، وكل هذا بمباركة ورعاية أم الديمقراطية أمريكا! في ظل فشل النموذج الديمقراطي في التجسد في أرض الواقع، فإننا نتساءل عن هدف الكاتب من الدعوة لاعتماد وتبني نظام خيالي متناقض غير قابل للتحقيق في أرض الواقع وترك نظام الخلافة المنبثق من عقيدة هذه الأمة، والمتجذر في تاريخهم حيث طبق نحو أربعة عشر قرناً؟ ثم ألا يرى الكاتب بأن التعلق بنظام يحمل فشله في طياته وخيالي وغير قابل للتطبيق هو تعلق بحبل من هواء وركض وراء أساطير...؟ ثم جاء في المقال بأن الديمقراطية هي نموذج لحماية حقوق الناس رغم أن ذلك يخالف الواقع والتطبيقات التي تمارس من قبل نخبة الدول الديمقراطية، فهذه فرنسا تمنع المسلمات من ارتداء الخمار، وتلك سويسرا تمنع بناء المآذن، أما طائرات الدرون الأمريكية فتسفك دماء المسلمين في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال... بل إنها تستخدم لاغتيال مواطنين أمريكان لأنهم مسلمون دون أدنى مراعاة لإجراءات العدالة القضائية، أما لائحة الإعدام المقدمة من أجهزة المخابرات الأمريكية والتي نالت موافقة أوباما فحدث ولا حرج حتى وصل الأمر لتنفيذ بعض هذه الأحكام بحق القصّر... هذا دون الاستفاضة في: دعم الغرب الديمقراطي للجريمة الكبرى المسماة (إسرائيل)، وفضائح أبي غريب وغوانتانامو وباغرام، هذا دون العودة إلى السجل الأسود لأمريكا في فيتنام، أو حتى الحرب العالمية الثانية وما جرى فيها من أهوال... وأخيراً نسأل هل جلبت الديمقراطية للبشرية غير الشر والذبح والفساد؟ أخيرا فإن الخلافة حقيقة شرعية، تماما كما هي الوحدة حقيقة شرعية، وإن نصوص الكتاب والسنة تعج بذكرها، وببيان قواعدها، ولا خلاف في وجوب وجود الخلافة بين الأمة ولا بين الأئمة، يقول تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾، إن الخلافة ليست هي فقط اختيار الخليفة من خلال البيعة بل إن الخلافة نظام متكامل للحياة من اجتماع واقتصاد وحكم وقضاء وتعليم وعقوبات، وقد تجسدت هذه الأنظمة في الدولة الإسلامية عبر قرون تطبيق الإسلام، فبرزت للدنيا دولة مبدئية حملت النور والعدل، وضمنت الوحدة وحماية الأمة وعقيدتها ومقدساتها... ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ﴾ المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_39197 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.