Jump to content
منتدى العقاب

مات بريجينسكي، لن أبكيه! سلمى بن خليفة


Recommended Posts

safe_image.php?d=AQDCa3__VUkabyzm&w=160&

 

مات بريجينسكي، لن أبكيه!

سلمى بن خليفة(*)
"ميسلون" - ترجمة: علي إبراهيم

بتاريخ 26 من شهر أيار, مايو الماضي, مات زبيغينيو بريجينسكي عن عمر يناهز 89 عاماً، هذا الرجل هو الذي دبر لحرب في أفغانستان, وهو من اخترع المفهوم المعاصر للجهاد - لصالح المخابرات المركزية الأميركية-, حيث تمثل الجهاد بدعم المعارضين لنجيب الله الرئيس الأفغاني في تلك الفترة.
كانت أفغانستان قد اتجهت صوب الحداثة بشكل قطعي. كانت النساء تعمل, والفتيات تذهبن إلى الجامعات. كانت البلاد تمتلك شركة وطنية للطيران. ازدهرت الزراعة بشكل كبير بحيث تحولت أفغانستان إلى البلد الأول في تصدير الفواكه في آسيا الوسطى.
لكن زبيغينيو بريجينسكي وصل. وبدأت المأساة.
في مقابلة مطولة, أقر أنه أرسل مذكرة إلى الرئيس كارتر يقول فيها أنه إذا قامت المخابرات الأميركية بمساعدة المجاهدين أو كما اسماهم " مقاتلون من أجل الحرية ", فإن ذلك سيجلب رد فعلٍ من قبل السوفييت, الذين يدعمون الرئيس نجيب الله.
لم تكن الفكرة وقتها أن يتم تسليم السلطة للمجاهدين, بل إشعال حرب أهلية سوف تجبر الروس على التدخل. وهذا ما حصل بالفعل.
دخل الجيش السوفييتي أفغانستان, بتاريخ 24 كانون الأول, ديسمبر 1979, أي بعد عدة أشهر فقط من مذكرة بريجينسكي إلى كارتر.
بكل السعادة التي غمرته بالنجاح, كتب بريجينسكي إلى كارتر " الفرصة متاحة أمامنا الآن لفرض حرب فيتنام أخرى على الإتحاد السوفييتي ."
لم تتوقف الحرب في أفغانستان منذ ذلك اليوم. النزيف مستمر في البلاد التي لم تتعافى من الجروح التي تسببت بها الحروب الداخلية والتي تسيل بسببها الدماء حتى اليوم.
بعد سنوات عديدة وحين سأله صحفي من مجلة لونوفيل اوبسيرفاتور إن كان يشعر بالندم حيال ما يحصل في أفغانستان, أجاب برباطة جأش:
" كانت تلك العملية السرية فكرة ممتازة. كان من تداعياتها جر الروس للوقوع في الفخ الأفغاني وتريد مني أن أندم على ذلك؟ (1)
رغم تفاجئه إلا أن الصحفي ألح بالسؤال : " ألا تشعر بالندم لأنك قمت بتشجيع الأصولية الإسلامية, وتقديم السلاح والنصائح للإرهابيين المستقبليين؟"
أجابه بريجينسكي قائلاً : " ما هو الشيء الأهم في نظر التاريخ العالمي؟ حركة طالبان أم سقوط الإمبراطورية السوفييتية؟ بعض المنفعلين الإسلاميين أم تحرير أوروبا الوسطى ونهاية الحرب الباردة؟"
" المنفعلين الإسلاميين" لا يخيفون "المخابرات المركزية الأميركية", ولا الرؤساء الأميركيين الذين تعاقبوا. لأنهم مرتزقة يتم استخدامهم ومن ثم رميهم، إن لم يعد منهم أي نفع. إنهم إرهابيون لأنهم يرهبون عامة الناس, أنت, أنا, أولئك الذاهبون إلى أعمالهم في المترو أو الذاهبون لحضور حفل موسيقي. لقد تسببوا بالرعب لسكان كابول, والجزائر وحلب. لم يتسببوا بالرعب للأقوياء في هذا العالم, الذين يستمتعون بقيام هؤلاء الإرهابيين بالعمل القذر وبتبرير حروب الأقوياء و مساسهم بحقوقنا.
يمكننا الاعتقاد أن ما سبق هو من التاريخ الذي مضى, أو أنه محاضرة عن الحرب الباردة, لكن بريجينسكي استمر بالقمع والتخريب لسنوات عديدة بعدها. وقد كان مستشاراً للرئيس أوباما.
كيف لا نربط إذن بين التلاعب الذي قامت به المخابرات المركزية الأميركية ضد الإتحاد السوفييتي ودفعت السوفييت للدخول في الحرب الأفغانية وبين ما يجري في سوريا؟
إننا جميعاُ ضحايا نفس التلاعب, من بروكسل إلى دمشق, ومن كابول إلى مانشستر.
مات برجينسكي, لن أبكيه, بل أود فقط أن نتذكر هذا المتلاعب المنحرف ومسؤوليته عن سنوات من الحروب والبربرية. إن كان بعض الأشخاص قد جعلوا العالم أفضل, فإن بريجينسكي هو من فئة الأشخاص الذين جعلوا العالم أسوأ بكل تأكيد.

2017.06.08

-------------

(*) سلمى بن خليفة: كاتبة ومحامية فرنسية من أصل جزائري تقيم في بلجكا.

(1) Le Nouvel Observateur, 15/01/1998
المصدر :

 
LEGRANDSOIR.INFO
 
Zbigniew Brzezinski est mort ce 26 mai 2017, à l'âge de 89 ans. Cet homme est l'instigateur de la guerre en Afghanistan, celui qui – pour la CIA –…
 
 
Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
 Share

×
×
  • Create New...