اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

#نداءات_القرآن_للذين_آمنواالنداء التسعون دعوة المؤمنين إلى وقاية أنفسهم وأهليهم نار جهنم


Recommended Posts

Bild könnte enthalten: Text

 

#نداءات_القرآن_للذين_آمنوا
 

بسم الله الرحمن الرحيم

النداء التسعون
دعوة المؤمنين إلى وقاية أنفسهم وأهليهم نار جهنم


قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). (التحريم 6) 
قَالَ ابنُ كَثِيرٍ فِي تَفسِيرِهِ: قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ مَنْصُور عَنْ رَجُل عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي قَوْله تَعَالَى: (قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا). يَقُول: "أَدِّبُوهُمْ وَعَلِّمُوهُمْ". وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس: (قُوا أَنْفُسكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا). يَقُولُ: "اِعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّه, وَاتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّه, وَأْمَرُوا أَهْلِيكُمْ بِالذِّكْرِ, يُنْجِيكُمْ اللَّهُ مِنَ النَّار". وَقَالَ مُجَاهِد: (قُوا أَنْفُسكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا) قَالَ: اِتَّقُوا اللَّهَ, وَأَوْصُوا أَهْلِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه". وَقَالَ قَتَادَةُ: "تَأْمُرهُمْ بِطَاعَةِ اللَّه, وَتَنْهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَة اللَّه, وَأَنْ تَقُوم عَلَيْهِمْ بِأَمْرِ اللَّه, وَتَأْمُرهُمْ بِهِ, وَتُسَاعِدهُمْ عَلَيْهِ, فَإِذَا رَأَيْت لِلَّهِ مَعْصِيَة قَذَعْتَهُمْ عَنْهَا, وَزَجَرْتهمْ عَنْهَا". وَهَكَذَا قَالَ الضَّحَّاك وَمُقَاتِل حَقُّ الْمُسْلِمِ أَنْ يُعَلِّم أَهْله مِنْ قَرَابَتِهِ وَإِمَائِهِ وَعَبِيدِهِ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَمَا نَهَاهُمْ اللَّهُ عَنْهُ. وَفِي مَعْنَى هَذِهِ الْآيَة الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث عَبْد الْمَلِك بْن الرَّبِيع بْن سَبْرَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه r "مُرُوا الصَّبِيَّ بِالصَّلَاةِ إِذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ, فَإِذَا بَلَغَ عَشْر سِنِينَ فَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا". هَذَا لَفْظ أَبِي دَاوُد وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: (هَذَا حَدِيث حَسَن). وَرَوَى أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيث عَمْرو بْن شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه عَنْ رَسُول اللَّه r مِثْل ذَلِكَ قَالَ الْفُقَهَاء: "وَهَكَذَا فِي الصَّوْمِ لِيَكُونَ ذَلِكَ تَمْرِينًا لَهُ عَلَى الْعِبَادَة لِكَيْ يَبْلُغَ وَهُوَ مُسْتَمِرٌّ عَلَى الْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ, وَمُجَانَبَة الْمَعَاصِي, وَتَرْك الْمُنْكَرِ وَاَللَّه الْمُوَفِّق. وَقَوْله تَعَالَى: (وَقُودهَا النَّاس وَالْحِجَارَة) وَقُودهَا أَيْ حَطَبهَا الَّذِي يُلْقَى فِيهِ جُثَث بَنِي آدَم. (وَالْحِجَارَة) قِيلَ الْمُرَادُ بِهَا الْأَصْنَام الَّتِي تُعْبَدُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه حَصَب جَهَنَّم) وَقَالَ اِبْن مَسْعُود وَمُجَاهِد وَأَبُو جَعْفَر الْبَاقِر وَالسُّدِّيّ: "هِيَ حِجَارَة مِنْ كِبْرِيت" زَادَ مُجَاهِد: أَنْتَن مِنْ الْجِيفَة. وَقَوْله تَعَالَى: (عَلَيْهَا مَلَائِكَة غِلَاظ شِدَاد) أَيْ طِبَاعُهُمْ غَلِيظَةٌ, قَدْ نُزِعَتْ مِنْ قُلُوبهمْ الرَّحْمَة بِالْكَافِرِينَ بِاَللَّهِ (شِدَاد) أَيْ تَرْكِيبُهُمْ فِي غَايَة الشِّدَّة وَالْكَثَافَةِ, وَالْمَنْظَر الْمُزْعِج, كَمَا قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ عِكْرِمَة أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا وَصَلَ أَوَّلُ أَهْلِ النَّارِ إِلَى النَّارِ وَجَدُوا عَلَى الْبَابِ أَرْبَعمِائَةِ أَلْفٍ مِنْ خَزَنَة جَهَنَّمَ سُودٌ وُجُوهُهُمْ كَالِحَةٌ أَنْيَابُهُمْ, قَدْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قُلُوِبِهمُ الرَّحْمَةَ, لَيْسَ فِي قَلْبِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الرَّحْمَةِ, لَوْ طُيِّرَ الطَّيْرُ مِنْ مَنْكِبِ أَحَدِهِمْ لَطَارَ شَهْرَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ مَنْكِبَهُ الْآخَرَ, ثُمَّ يَجِدُونَ عَلَى الْبَابِ التِّسْعَةَ عَشَرَ, عَرْضُ صَدْرِ أَحَدِهِمْ سَبْعُونَ خَرِيفًا, ثُمَّ يَهْوُونَ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ خَمْسمِائَةِ سَنَة, ثُمَّ يَجِدُونَ عَلَى كُلّ بَاب مِنْهَا مِثْل مَا وَجَدُوا عَلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى آخِرهَ. وَقَوْلُهُ: (لَا يَعْصُونَ اللَّه مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). أَيْ مَهْمَا أَمَرَهُمْ بِهِ تَعَالَى يُبَادِرُوا إِلَيْهِ لَا يَتَأَخَّرُونَ عَنْهُ طَرْفَة عَيْن, وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى فِعْلِهِ, لَيْسَ بِهِمْ عَجْزٌ عَنْهُ. وَهَؤُلَاءِ هُمْ الزَّبَانِيَةُ عِيَاذًا بِاَللَّهِ مِنْهُمْ .
الإِسْلَامُ بِمَبَادِئِهِ الشَّامِلَةِ, وَأَنظِمَتِهِ الكَامِلَةِ تَضَمَّنَ جُملَةً مِنَ القَوَاعِدِ التَّربَوِيَّةِ الَّتِي تَضَعُ أَمَامَ الآبَاءِ وَالـمُرَبِّينَ الـمَنهَجَ القَوِيمَ فِي بِنَاءِ شَخْصِيَّةِ الإِنسَانِ بِشِقَّيهَا: العَقلِيَّةِ وَالنَّفسِيَّةِ, وَنَعنِي بِالعَقلِيَّةِ الأُسُسَ وَالقَوَاعِدَ الفِكرِيَّةَ الَّتِي يَعقِلُ بِهَا الأَشيَاءَ, وَنَعنِي بِالنَّفسِيَّةِ الـمُيُولَ وَالرَّغَبَاتِ, فَالأُسرَةُ فِي الإِسلَامِ يَنبَغِي أَنْ تَنشَأَ نَشْأَةً إِيمَانِيَّةً وَسُلُوكِيَّةً بِحَيثُ تَكُونُ قَادِرَةً عَلَى تَحَمُّلِ أَعبَاءِ الرِّسَالَةِ, وَمِنْ مَبَادِئِ هَذَا الـمَنهَجِ الوِقَايَةُ مِنْ كُلِّ مَا يُسَبِّبُ لِلآبَاءِ وَالـمُرَبِّينَ وَالـمَسئُولِينَ غَضَبَ اللهِ تَعَالَى, وَهَذِهِ الوِقَايَةُ وُالـمَسئُولِيَّةُ وَنَتَائِجُهَا تَضَمَّنَهَا هَذَا النِّدَاءُ الكَرِيمُ الَّذِي جَاءَ بِصِيغَةِ الأَمْرِ: (قُوا) مِنَ (وَقَى - يَقِي) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا). أَيْ لَازِمُوا عَلَى الطَّاعَةِ لِتَحْمُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهلِيكُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ, وَاجْعَلُوا لِأَنفُسِكُمْ وِقَايَةً مِنَ النَّارِ بِفِعْلِ مَا أَمَرَكُمُ اللهُ بِهِ, وَتَرْكِ مَا نَهَاكُمْ عَنهُ. وَإِنَّ الـمُؤمِنَ الحَقَّ حِينَ يَسمَعُ هَذَا النِّدَاءَ يُدرِكُ وُجُوبَ البَدْءِ بِحِمَايَةِ النَّفسِ. وَحِمَايَةُ النَّفسِ وَوِقَايَةُ الأَهْلِ تَكُونُ بِاتِّبَاعِ التَّوجِيهَاتِ الآتِيَةِ:
أَوَّلًا: بِبِنَاءِ العَقلِيَّةِ الإِسلَامِيَّةِ, وَذَلِكَ بِتَلَقِّي الثَّقَافَةِ الإِسلَامِيَّةِ الـمُستَنِدَةِ إِلَى العَقِيدَةِ الإِسلَامِيَّةِ بِالفِكْرِ الـمُستَنِيرِ الَّذِي يُقنِعُ العَقْلَ, وَيُوَافِقُ الفِطْرَةَ, وَيَملَأُ القَلْبَ طُمَأنِينَةً, مَعَ ضَرُورَةِ أَخْذِ الإِسلَامِ بِمُرتَكَزَاتٍ ثَلَاثٍ: القُرآنِ الكَرِيمِ, وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ, وَاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ.
ثانيا: بِبِنَاءِ النَّفسِيَّةِ الإِسلَامِيَّةِ, وَذَلِكَ بِجَعْلِ النَّفسِ تُحِبُّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ, وَتَكْرَهُ وَتُبغِضُ مَا يَكرَهُهُ اللهُ وَرَسُولُهُ, وَبِجَعْلِ الوَلَاءِ التَّامِّ وَالكَامِلِ للهِ وَرَسُولِهِ وَجَمَاعَةِ الـمُؤمِنِينَ. إِذَنْ لَا بُدَّ مِنَ السَّيطَرِةِ عَلَى النَّفْسِ لِنَهْيِهَا عَنِ الشَّهَوَاتِ وَهَذَا أَمْرٌ صَعْبٌ وَلَا شَكَّ, لَكِنَّ عَاقِبَتَهُ حَمِيدَةٌ, وَهِيَ جَنَّةُ الـمَأْوَى. قَالَ تَعَالَى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ). (النَّازِعَاتِ 41)
ثالثا: حُسْنُ اختِيَارِ الزَّوجَةِ بِهَدَفِ إِنشَاءِ أُسرَةٍ مُؤْمِنَةٍ قَادِرَةٍ عَلَى إِشَاعَةِ السَّعَادَةِ فِي بَيتٍ تَسُودُهُ السَّكِينَةُ وَالـمَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ. 
رَابِعًا: حُسْنُ الـمُعَامَلَةِ, وَالعِشْرَةُ الزَّوجِيَّةُ بِالـمَعرُوفُ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "خَيركُمْ خَيركُمْ لِأَهلِهِ,وَأَنَا خَيركُمْ لِأَهْلِي". وَقَالَ: "كَفَى بِالمرْءِ إِثـمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ".
خَامِسًا: تَنظِيمُ عَلَاقَةِ الأَبَوَينِ مَعَ الأَبنَاءِ, قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه: "رَحِمَ اللهُ وَالِدًا أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ". اللَّهُمَّ قِنَا وَأَهلِينَا نَارَ جَهَنَّمَ. آمِينَ يَا رَبَّ العَالَـمِينَ!

 
 
 
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...