اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

النداء الواحد والتسعون دعوة المؤمنين إلى أن يتوبوا إلى الله توبة نصوحًا


Recommended Posts

 
 
Kein automatischer Alternativtext verfügbar.


بسم الله الرحمن الرحيم

النداء الواحد والتسعون
دعوة المؤمنين إلى أن يتوبوا إلى الله توبة نصوحًا
قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). (التحريم 8) 
قَالَ ابنُ كَثِيرٍ فِي تَفسِيرِهِ: ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّه تَوْبَة نَصُوحًا) أَيْ تَوْبَة صَادِقَة جَازِمَة تَمْحُو مَا قَبْلهَا مِنْ السَّيِّئَاتِ, وَتَلُمّ شَعَثَ التَّائِب, وَتَجْمَعُهُ, وَتَكُفُّهُ عَمَّا كَانَ يَتَعَاطَاهُ مِنْ الدَّنَاءَات. قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن مُثَنَّى, حَدَّثَنَا مُحَمَّد ثَنَا شُعْبَة عَنْ سِمَاك بْن حَرْب سَمِعْت النُّعْمَان بْن بَشِير يَخْطُب سَمِعْت عُمَر بْن الْخَطَّاب رضي الله عنه يَقُول: (يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّه تَوْبَة نَصُوحًا) قَالَ: "يُذْنِبُ الذَّنْبَ, ثُمَّ لَا يَرْجِع فِيهِ". وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: عَنْ سِمَاك عَنْ النُّعْمَان عَنْ عُمَر قَالَ: "التَّوْبَةُ النَّصُوحُ أَنْ يَتُوب مِنْ الذَّنْب ثُمَّ لَا يَعُود فِيهِ, أَوْ لَا يُرِيد أَنْ يَعُود فِيهِ". وَقَالَ أَبُو الْأَحْوَص وَغَيْرُهُ عَنْ سِمَاك عَنْ النُّعْمَان سُئِلَ عُمَرُ عَنْ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ فَقَالَ: "أَنْ يَتُوب الرَّجُل مِنْ الْعَمَل السَّيِّئ, ثُمَّ لَا يَعُود إِلَيْهِ أَبَدًا". وَقَالَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي الْأَحْوَص عَنْ عَبْد اللَّه (تَوْبَة نَصُوحًا) قَالَ: "يَتُوب ثُمَّ لَا يَعُود". وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا فَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد ثَنَا عَلَيَّ بْن عَاصِم عَنْ إِبْرَاهِيم الْهِجْرِيّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَص عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "التَّوْبَة مِنْ الذَّنْب أَنْ يَتُوب مِنْهُ, ثُمَّ لَا يَعُود فِيهِ". 
وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاء: التَّوْبَة النَّصُوح هُوَ أَنْ يُقْلِع عَنْ الذَّنْب فِي الْحَاضِرِ, وَيَنْدَمَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُ فِي الْمَاضِي, وَيَعْزِم عَلَى أَنْ لَا يَفْعَل فِي الْمُسْتَقْبَل, ثُمَّ إِنْ كَانَ الْحَقُّ لِآدَمِيٍّ رَدَّهُ إِلَيْهِ بِطَرِيقِهِ. قَالَ الْإِمَام أَحْمَد: حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ عَبْد الْكَرِيم أَخْبَرَنِي زِيَاد بْن أَبِي مَرْيَم عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل قَالَ: "دَخَلْت مَعَ أَبِي عَلَى عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود, فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْت النَّبِيّ r يَقُولُ: "النَّدَم تَوْبَة؟" قَالَ: نَعَمْ, وَقَالَ مَرَّةً: نَعَمْ, سَمِعْته يَقُولُ: "النَّدَم تَوْبَة". وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم: حَدَّثَنَا أَبِي, حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ, حَدَّثَنَا عَبَّاد بْن عَمْرو, حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو بْن الْعَلَاء سَمِعْت الْحَسَن يَقُول: "التَّوْبَة النَّصُوح أَنْ تُبْغِض الذَّنْب كَمَا أَحْبَبْته, وَتَسْتَغْفِرَ مِنْهُ إِذَا ذَكَرْتَهُ, فَأَمَّا إِذَا جَزَمَ بِالتَّوْبَةِ, وَصَمَّمَ عَلَيْهَا, فَإِنَّهَا تَجُبُّ مَا قَبْلهَا مِنْ الْخَطِيئَاتِ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح: "الْإِسْلَام يَجُبُّ مَا قَبْله, وَالتَّوْبَةُ تَجُبُّ مَا قَبْلهَا".
أَذكُرُ وَأَنَا صَغِيرٌ كُنتُ أُصَلِّي صَلَاةَ الجمُعَةِ فِي الـمَسجِدِ الكَبِيرِ لِلبَلْدَةِ الَّتِي أَسكُنُ فِيهَا, كَانَ الإِمَامُ - رحَمِهُ اللهُ وَأَسكَنَهُ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ - قَدْ جَهَّزَ وَنَـمَّقَ خُطَبَهُ الـمِنبَرِيَّةَ وَفْقَ الـمُنَاسَبَاتِ الدِّينِيَّةِ, وَذَلِكَ عَلَى مَدَارِ السَّنَةِ كُلِّهَا, وَكَانَ يُكَرِّرُهَا كُلَّ عَامٍ, حَتَّى لَقَدْ حَفِظَ الـمُصَلُّونَ مَتْنَهَا حَرفِيًّا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ, يَعْلَمُونَ مَا يُرِيدُ أَنْ يَقُولَ قَبلَ أَنْ يَقُولَ. وَكُنتُ أَسمَعُهُ فِي نِهَايَةِ خُطْبَتِهِ يَقُولُ: قُولُوا مَعِي وَرَدِّدُوا وَرَائِي مَا أَقُولُ: "أَستَغْفِرُ اللهَ العَظِيمْ, مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ عَظِيمْ, وَلَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمْ, إِلَّا اللهُ العَظِيمْ, تُبْنَا إِلَى اللهْ, وَرَجَعْنَا إِلَى اللهْ, وَنَدِمْنَا عَلَى مَا فَعَلْنَا, وَعَزَمْنَا عَلَى أَلَّا نَعُودَ أَبَدًا". وَكَانَ يُرَدِّدُ أَبيَاتًا لِلأَدِيبِ وَالشَّاعِرِ السُّورِي نَاصِيف بن عَبد الله اليَازِجِي, المتوفى سنة 1288هجرية والتي منها: 
عَلَيــــــــــــكَ اعتِمَــــــــــادِي أَيُّهَــــــــــــا الصَّمَـــــــــــــدُ قَــــــدْ فَــــــازَ عَبـــــــــــــدٌ عَلَى مَــــــولَاهُ يَعتَمِـــــــــدُ
أَنـــــتَ اللَّطِيفُ الخَبِيــــــــرُ الـمُستَغَاثُ بِــــــهِ عِنـــدَ الخُطُـــوبِ وِمِنْـــكَ العَــــونُ وَالـمَــــــدَدُ
يَا مَالِكَ الـمُلكِ هَــــبْ لِي مِنــــــكَ مَغْفِرَةً تَـمحُـــــو الذُّنُــــوبَ الَّتِي لَـمْ يـُحْصِهَا عَدَدُ
يَا مَنْ وَعَدْتَ بِالعَفْوِ عَمَّنْ تَابَ مُرتَجِعًا وَأَنْـــــــتَ لَا تُـخلِـــــفُ الـمِيعَـــــــادَ إِذْ تَعِــــــــــــدُ
وَقَوْله تَعَالَى: (عَسَى رَبّكُمْ أَنْ يُكَفِّر عَنْكُمْ سَيِّئَاتكُمْ وَيُدْخِلكُمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار). وَعَسَى مِنْ اللَّه مُوجِبَةٌ. وَقَولُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) أَيْ وَلَا يُخْزِيهِمْ مَعَهُ يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة. وقوله تعالى: (نُورهمْ يَسْعَى بَيْن أَيْدِيهمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ). كَمَا تَقَدَّمَ فِي سُورَة الْحَدِيد: (يَقُولُونَ رَبّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّك عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير). قَالَ مُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَغَيْرهمْ هَذَا يَقُولهُ الْمُؤْمِنُونَ حِين يَرَوْنَ يَوْم الْقِيَامَة نُور الْمُنَافِقِينَ قَدْ طُفِئَ. 
وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد: "حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الطَّالَقَانِيّ, حَدَّثَنَا اِبْن الْمُبَارَك عَنْ يَحْيَى بْن حَسَّان عَنْ رَجُل مِنْ بَنِي كِنَانَة قَالَ: صَلَّيْت خَلْف رَسُول اللَّه r عَام الْفَتْح فَسَمِعْته يَقُول: "اللَّهُمَّ لَا تُخْزِنِي يَوْم الْقِيَامَة". وَقَالَ مُحَمَّد بْن نَصْر الْمَرْوَزِيّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُقَاتِل الْمَرْوَزِيّ, حَدَّثَنَا اِبْن الْمُبَارَك أَنَا اِبْنُ لَهِيعَة, حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن جُبَيْرِ بْن نُفَيْر أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرّ وَأَبَا الدَّرْدَاء قَالَا: قَالَ رَسُول اللَّه r: "أَنَا أَوَّل مَنْ يُؤْذَن لَهُ فِي السُّجُود يَوْم الْقِيَامَة, وَأَوَّل مَنْ يُؤْذَن لَهُ بِرَفْعِ رَأْسِهِ, فَأَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيَّ فَأَعْرِفُ أُمَّتِي مِنْ بَيْن الْأُمَم, وَأَنْظُر عَنْ يَمِينِي فَأَعْرِفُ أُمَّتِي مِنْ بَيْن الْأُمَم, وَأَنْظُر عَنْ شِمَالِي فَأَعْرِفُ أُمَّتِي مِنْ بَيْن الْأُمَم". فَقَالَ رَجُل يَا رَسُول اللَّه, وَكَيْف تَعْرِفُ أُمَّتكَ مِنْ بَيْن الْأُمَم؟ قَالَ: "غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ آثَار الطَّهُور, وَلَا يَكُون أَحَدٌ مِنْ الْأُمَمِ كَذَلِكَ غَيْرهمْ, وَأَعْرِفُهُمْ يُؤْتَوْنَ كُتُبَهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ, وَأَعْرِفهُمْ بِسِيمَاهُمْ, فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَر السُّجُود, وَأَعْرِفهُمْ بِنُورِهِمْ يَسْعَى بَيْن أَيْدِيهمْ". 
الحَمدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ, وَتُبْ عَلَينَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخطَأْنَا
تَمَّ بِحَمْدِ اللهِ وَتَوفِيقِهِ وَعَونِهِ

رابط هذا التعليق
شارك

 

 

 

 

 

 

 

Bild könnte enthalten: Text

الحمد كله لله والثناء الحسن على الله أن أعاننا ووفقنا لإتمام نداءات القرآن للذين أمنوا الواحدة والتسعون والشكر موصول للإخوة الكرام ... والأخوات الكريمات متابعي ومتابعات هذه السلسلة المباركة والشكر موصول أيضًا للأخت الكريمة ياسمين عبد الله التي بذلت جهودا مضنية في تحضير مادة التفسير من كتب التفسير المعتبرة وجهودا أخرى في نشر هذه النداءات وإدارة صفحة هذه المجموعة المباركة تقبل الله منا ومنكم الطاعات ..... وكل وأنتم جميعا بألف ألف خير أعاده الله عليتا وعليكم وعلى أمة الإسلام باليمن والخير والبر والبركات وقد أقيمت دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة إنه ولي ذلك والقادر عليه ... آمين يا رب العالمين!!

 
 
 
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...