اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

مع #الحديث_الشريف


Recommended Posts

 

مع الحديث الشريف - بعض ما كان يتعوذ منه الرسول الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

بعض ما كان يتعوذ منه الرسول الكريم

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» (صحيح البخاري 6034)

 

أيها المستمعون الكرام

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

يخبرنا هذا الحديث الشريف بما كان يدعو رسولنا الكريم ربه، فهو صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله سبحانه أن يعيذه من بعض الأمور العظيمة الشديدة على الإنسان بما فيها من اختبار عظيم للإيمان.

 

فالهم والحزن عندما يصيب الإنسان يجعله يحمل هم الدنيا أكثر من هم الآخرة فيبتعد عن الطريق المستقيم فلا يجتهد عندها في القربات إلى الله تعالى، فعندما يطغى على المسلم الهم والحزن فإن ذلك يجعله ينغمس في الدنيا وأحوالها وبذلك يبتعد الإنسان عن اليقين وإحسان الظن بالله بأنه وحده القادر على تيسير أمور عباده الصالحين، فإذا سيطر عليه الحزن نسي أن ما يحصل له ما هو إلا امتحان واختبار من الله سبحانه وجب عليه أن يجتازه فيصبر ويتوكل على الله ويحسن الظن به سبحانه.

 

أما العجز والكسل فهذا الأمر هو من الأمور التي تجعل الإنسان العادي يقترب من الفجور والإنكار وهذا والعياذ بالله يؤدي بالإنسان إلى الكفر، وإن هذا الأمر ليس بالأمر الهين، فلذلك نرى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يتعوذ بالله منه ليدلنا على كيفية التخلص منه، فيجب علينا نرجع إلى الله سبحانه ونثق به تعالى بأنه هو الذي بيده الأمر كله، وهو القادر على تغيير الحال ونصرة المظلوم، وأما الكسل فهو مما حذرنا منه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، فالمسلم الحق نشيط بإسلامه وعقيدته، وهو إن تسرب الكسل إليه فهو بلا شك سيقع في التقصير والمحظور والإثم والعياذ بالله، فيجب على المؤمن الحق أن يداوم على استحضار أحكام الله سبحانه في كل وقت وحين حتى يتجب هذا الأمر.

 

وأما الجبن والبخل فهو من الأمراض التي تؤثر في سلامة المسلم بشكل كبير، فمن تيقين بأن الله القوي العزيز الجبار معه في كل خطوة فإنه لا يجبن فلا يستقيم أن يجتمع هذا وذا، وأما البخل فهو خلق ذميم حذرنا منه رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، فشرعنا الحنيف حثنا على الكرم وعده من الأخلاق الحميدة التي اتصف بها رسولنا الاكرم عليه الصلاة والسلام، وفي هذا الخلق الأجر الكبير الذي يخسر من فقده الثواب العظيم عند الله سبحانه وتعالى.

 

وأما َضَلَعِ الدَّيْنِ فهو من الأمور التي تكبل المسلم فتمنعه من القيام بما أوجبه الشرع، فالدين الثقيل يجعل المسلم في عجزعن القيام بما جاء به الشرع بسبب تضاربها مع مصالحه الدنيوية، وفي هذا الخطر الأكبر على المسلم عندما يقدم الدنيا على الآخرة ويقدم الحياة على الأوامر الشرعية، فيقع عندها المسلم في التقصير والإثم العظيم، وقد يحتمل ضلع الدين معنى آخر وهو التشدد في الدين، ومن هذه الناحية أيضا وجب التحذير منه لأن صاحبه لا يقوم بالأعمال من باب الحرص، بل من باب الفهم الضيق الذي يبعد الإنسان عن الطريق المستقيم الذي جاء به الشرع الحنيف.

 

وأخيرا فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قد تعوذ من قهر الرجال الذي سببه الغلبة، فالرجل إذا شعر بغلبة الرجال له وتسلطهم عليه بحق أو بغير حق، فإن هذا يسبب له الكمد والقهر، فإن كانت الغلبة ظلما، ففي هذا الأمر مدعاة للجحود وفقد الثقة بالله سبحانه، فيجب على المسلم أن لا يعجز ويرفع الظلم عن نقسه أو أن يحتسب أمره لله حتى ينجوا من وساوس الشيطان، وأما إن كانت الغلبة حقا، فهنا قد يتدخل الشيطان ويجعله يقع في الإثم بأن تأخذه العزة، وفي ذلك الإثم العظيم الذي يجب عليه تجنبه بالخضوع للحق وأهله، فيتقبل الحق بصدر رحب وقلب منفتح بأن الحق أحق أن يتبع.

 

 فالله نسال أن يعذنا من هذه الأمور وغيرها وأن يصلح أنفسنا بما يحب و يرضى وأن يتقبل أعمالنا خالصة له سبحانه، اللهم امين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

 

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - في ضوء البشرى يكون العمل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

في ضوء البشرى يكون العمل

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

  عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَلْبَثُ الْجَوْرُ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يَطْلُعَ، فَكُلَّمَا طَلَعَ مِنَ الْجَوْرِ شَيْءٌ ذَهَبَ مِنَ الْعَدْلِ مِثْلُهُ، حَتَّى يُولَدَ فِي الْجَوْرِ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ، ثُمَّ يَأْتِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْعَدْلِ، فَكُلَّمَا جَاءَ مِنَ الْعَدْلِ شَيْءٌ ذَهَبَ مِنَ الْجَوْرِ مِثْلُهُ، حَتَّى يُولَدَ فِي الْعَدْلِ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ». رواه أحمد برقم 19834.

  

   خمس محطات أو مراحل تمر بها الأمة الإسلامية منذ عهد النبوّة إلى آخر يوم يحكم فيه بالإسلام، أما المرحلة الأولى فهي مرحلة حكم الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث حكم بالعدل وطبق الإسلام تطبيقا كاملا، والمرحلة الثانية هي بداية ظهور الجور والظلم على حساب العدل، وهي ما بعد النبوّة والخلفاء الراشدين، ونظنها الفترة الممتدة من بني أميّة إلى آخر حكم بني عثمان، وهي ما تعرف بالملك العاض، وأما المرحلة الثالثة فهي مرحلة استفحال الجور والظلم وانتشاره، وهي ما تعيشه الأمة اليوم وهي ما تعرف بالملك الجبري، أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة بداية ظهور العدل مرة أخرى، ونحن على أبوابها قريبا بإذن الله، وبعدها تبدأ المرحلة الخامسة حيث يطبق الإسلام فيها تطبيقا كاملا شاملا كما طبقه الخلفاء الراشدون.

 

أيها المسلمون:

 

  هذا حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، هذا وحي الله تعالى لكم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... تنزيل من حكيم حميد، فهل في الأرض من يستطيع أن يخبركم عن المستقبل؟ هل من أحد يستطيع أن يبين لكم ما بيّنه الله تعالى لكم؟ يا من تحبون أن تقرأوا المستقبل، اقرؤوه من خلال دينكم، اقرؤوه من خلال رسولكم عليه الصلاة والسلام، لا من خلال أهوائكم، فوالله إن في هذا لبشرى لكم، ففي ضوء البشرى يكون العمل.

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - تجديد الإيمان والالتزام بالأحكام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

تجديد الإيمان والالتزام بالأحكام

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جَدِّدُوا إِيمَانَكُم»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ: «أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ». رواه أحمد برقم  8508.

  

   إن الإيمان له بداية ولكن لا نهاية له، إذ أن الإيمان هو معرفة الله عزّ وجلّ، ولا نهاية لكمال الله ولا نهاية لمعرفته سبحانه. فمن كان مؤشر الإيمان عنده مرتفعا فليحافظ عليه، بل وليسعَ في زيادته، ولكن كيف يزيد المؤمن إيمانه؟ والجواب: بالعلم والعمل، نعم بالعلم بكتاب الله سبحانه وبسنة نبيّه عليه الصلاة والسلام، فعلى المسلم أن يجعل حياته في طلب العلم، إذ كيف يعمل من لا يعلم؟! ومن ظن أنه قد علم فقد جهل.

 

أيها المسلمون:

 

   إن ما تحتاجه الأمة هذه الأيام أكبر من أن تقف عند بعض المعارف والعلوم، فهي تحتاج إلى حقيقة العلم بكتاب ربها سبحانه وإلى العلم بسنة نبيّها، فكم من أبناء هذه الأمة اليوم؛ وممّن نذر نفسه للعمل على تغيير واقعها من جماعات وأحزاب يعلم أن طريقة رسولنا صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة قطعية بمراحلها؟ وكم من أبناء هذه الأمة تلبس بالعمل وفق هذه الطريقة لتغير الواقع والدار؟ وكم من أبناء الأمة اليوم يحتاج إلى تجديد الإيمان وفق لا إله إلا الله، فلا يحيد عن الفكرة والطريقة؟

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - الإسلام قضية حياة أو موت

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

الإسلام قضية حياة أو موت

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنَا: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو لَنَا؟ فَقَالَ :«قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ،فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَعَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْتَسْتَعْجِلُونَ». (صحيح البخاري 6577)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يشير إلى طبع في البشر كلهم، وهو المحدودية في التحمل واستعجال الأمر، فها هم الصحابة رضوان الله عليهم، خير الناس بعد الأنبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم، يصل الحال ببعضهم أن ينفد صبرهم ويستعجلون الفرج والنصر من الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان جواب الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم مثلجًا لصدور المسلمين، فأخبرهم أن ما يدعون إليه ليس بهين أو بسيط، بل يستحق اتخاذ إجراء الحياة أو موت، على أن يتنازل المسلم المؤمن بالله عن أي شيء من دينه، فالمؤمنون من الأقوام الذين سبقوهم كانوا يعذبون الشيء الكثير، فكانت يُحفر الحفر لهم ويُرمون فيها، ويُؤتى بمنشار ليقطع أجسامهم نصفين، وتُسلخ جلودهم دون عظامهم، من أجل دفعهم إلى التخلي عن دينهم ومعتقداتهم، وما كان هذا العذاب يرهبهم، ولا يعودون عن دينهم. هذا النقل والتصوير لحال المؤمنين بالله تعالى، فيه تصبير بأن الأمر لا يتم دون تضحيات عظام، ويجب أخذ إجراء الحياة أو الموت من أجله.

 

أما الشطر الآخر من الحديث، فيخبرنا بالنتيجة المستحقة الأكيدة، بلا شك أو ريب، أن هذا الدين سيكون في الصدارة بلا منازع، وسيحكم الناس بالعدل، حتى يصبح الناس مؤمنين بالله في العلن والخفاء، في السراء والضراء، وإن لم يخشوا الله خشوا السلطان العادل، لذلك يأمن الناس على أنفسهم، في كل مكان، ولهذا جاء التصوير البليغ للأمن وقتها، بأن المرء يسير وحده في الخلاء لا يخشى شيئًا سوى الله، أو الذئب على غنمه.

 

آخر الحديث يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بطبع عند المسلمين، والناس كلهم، وهو استعجال النتائج، ولكن لله في خلقه شؤون وتقديره لا يعلمه إلا هو، ما علينا إلا الصبر والتيقن بتحقيق النتائج مهما طال الزمن.

 

الله نسأل أن يصبّرنا ويأجرنا ويجزينا خيراً، ويعيننا على تحمل الأذى في سبيل هذا الدين، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - المستقبل لنا والسراب ليس بحقيقة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

المستقبل لنا والسراب ليس بحقيقة

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِفَوُضِعَتْ فِي يَدِي» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَلْغَثُونَهَا أَوْ تَرْغَثُونَهَا أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا.(صحيح البخاري 6845)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبر بأن الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جاء بجوامع الكلام، وهذا مما لا شك فيه، فهو الرسول المختار من الله تعالى لتبليغ رسالته إلى الناس كافة، واللغة التي اختارها الله لتكون لغة الخطاب هي اللغة العربية، وهي لغة شاملة وافية جامعة لكل المعاني والأوصاف، وكان عليه الصلاة والسلام صاحب بلاغة وقدرة مبهرة في استخدام اللغة واختزال المعاني في مفردات قليلة.

 

كما أكرم الله سبحانه وتعالى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحاملي دينه بميزة لم تعطَ لقوم آخرين، وهو هيبة الجانب، بحيث تدب الرعب في قلوب الأعداء من بعد مسيرة شهر، وهذا من فضل الله أن من على المسلمين بهذه القوة المعنوية، لتكون سبب مجد وعز.

 

وقد اختار الله سبحانه وتعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم بأن يملك من خزائن الأرض، لتصبح بين يدي أتباعه وأمته من بعده، وهذا بشارة للمسلمين، بأنهم سيملكون الأرض وما فيها من كنوز، عندما يحكمونها بشرع الله عاجلًا أو آجلًا، وهذه بشرى حقيقية ستتحقق على أيدٍ طاهرة متوضئة مخلصة لله تعالى.

 

إن الكافر يخشى المسلمين وهم ليس لهم دولة ولا كيان، فكيف إذا كان لهم سلطان ودرع يقاتلون من ورائه ويتقون به أعداءهم.

 

الله نسأل أن يرزقنا الخير، ويعيد لنا سلطاننا بأيدينا، ويعننا على إزالة الغشاوة عن أعين الناس، وأن يرينا الحق ويرزقنا اتباعه، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - الأمة تحتاج من يكفلها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

الأمة تحتاج من يكفلها

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ» وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. رواه مسلم برقم 2983.

 

أيّها المستمعون الكرام:  

 

ما القيام بأمر اليتيم والوقوف على شؤونه من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك... إلا جانب من جوانب الرحمة التي جاء بها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ليرفع الإنسان إلى مستوى راقٍ يليق به كإنسان، فإذا انتشرت هذه الصفة في المجتمع ارتقى بإنسانيته وبعزته، وعاش بدفء المحبة والأمن والأمان. فكفالة اليتيم جزء من نسيج الرحمة المتكاملة التي جاء بها الإسلام فشملت المسلمين وغير المسلمين.

 

أيها المسلمون:

 

هل وصلكم نبأ رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة بهذه الكفالة؟ وهل وصلكم نبأ من لا يرعى لليتيم حرمة بأنه من المكذبين بالدين؟ نعم؛ إنه تحذير رب العالمين، قال تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ*فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)، فإذا غاب الأب فالمجتمع كلّه الأب، وإذا غابت الأم فالدولة هي الأم، ولعمري هذا ما تحتاجه الأمة هذه الأيام، تحتاج إلى أب وإلى أم يرعيانها، خاصة بعد أن استحر القتل في أبنائها اليوم من قبل أعدائها، فأصبحت البيوت أطفالا بلا رعاية، وأيتاما بلا مأوى، أصبحت الأمة جميعها يتيمة تبحث عمّن يكفلها، بعد أن قتل الكافر المستعمر أمّها الرؤوم، وهدم دولتها، وأطاح بخليفتها، ومزق وحدتها وفرق جماعتها، وتركها على قارعة حدود وهميّة، تندب حظها وتنشد عدوها أن يرفق بها ويرعاها.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

 

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - الرّايات العِمّيّة وراية التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

الرّايات العِمّيّة وراية التوحيد

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «...وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ» رواه مسلم برقم 1848.

 

أيّها المستمعون الكرام:

 

   إن الراية تمثّل فكرا وهوية وانتماء، فالراية الجاهلية مثلا مهما تعددت أشكالها وألوانها ومضامينها فهي راية عِمّيّة، لا يجوز قبولها أو رفعها أو القتال تحتها، ورايات الدول العربية والدول القائمة في البلاد الإسلامية وما تمثّله من أنظمة تحكم بالكفر وتطبق الدساتير العلمانية رايات عِمّيّة لا يجوز القبول بها أو رفعها أو القتال تحتها.

 

أيها المسلمون:

 

   إن زمن الوطنيات والقوميّات والعنتريات الفارغة قد ولّى، ولم تعد الأمة تقنع بالكلام المغلّف بالورود أو بورق "السلفان"، ولم تعد تخدع بكلمة التوحيد المطرّزة على علم السعودية، ولا بكلمة "الله أكبر" المرسومة على علم العراق، ولا بنجمة الأردن، ولا بنجمة موريتانيا أو المغرب أو تونس أو الجزائر داخل الهلال المقوّس، ولم تعد تقنع حتى بالألوان الفاقعة للأعلام. الأمة اليوم تعي أكثر من أي وقت مضى أن عُمان ليست دولة، وأن البحرين ليست دولة، وتعي أن هذه التجمعات وأمثالها ما كبر منها وما صغر، ما هي إلا إفرازات سايكس بيكو، وتعي أيضا أن القتال تحت راياتها حرام شرعا، كما تعي أيضا وبوضوح أن القتال تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله "هو القتال الشرعي الصحيح، وما دونه فهو تغليف للحقيقة وإن افتعل الحكام العملاء معارك وزجّوا الجيوش فيها، فالأمة على موعد مع جيوشها قريبا بإذن الله ليعيدوا أمجاد المجاهدين الفاتحين، ليعيدوا سيرة خالد والقعقاع وشرحبيل، على موعد مع راية الحق، راية العقاب راية التوحيد، تقاتل تحتها أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لينال المجاهد حينها شرف العزة أو شرف الشهادة. 

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

  أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

 

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُصَدِّقُواأَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُم... الْآيَةَ».(صحيح البخاري 6928)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبر عن يهود وكيفية معاملتهم فيما يخص ديانتهم ومعتقداتهم، فيهود من طبائعهم الكذب والافتراء على الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم،  لكن في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يقرأون التوراة قبل أن يحرفوا فيها الكثير كما هو الآن، وكانوا يترجمونها باللغة العربية للمسلمين الذين لم يكونوا يعرفون العبرية، وهذا يبعث في المؤمنين شك في مدى صحة قولهم أو عدمه.

 

لكن جواب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الشافي هو أن لا نكذبهم ولا نصدقهم، فقد يكون ما يخبرونه مما نزل على موسى من آيات، ولم تحرف أو تبدل، وهذا نصدق به، ونصدق بكل ما جاء به موسى، وقد يكون ما يخبرونه افتراء على نبي الله موسى عليه السلام.

 

إن الله سبحانه وتعالى قد أنزل التوراة على نبيه موسى عليه السلام، وهذا نؤمن به ومسطر في القرآن، أما ما افتُري عليه به من يهود فهو براء منه ونحن منه براء، ويجب عدم الآخذ بكل ما جاء مخالفًا للقرآن الكريم أو مناقضًا لرسالة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

هناك من يحاول بحسن نية أو بسوئها التقريب أو التوفيق بين ما عليه يهود الآن وما نحن عليه، وهذا فيه الخطر الكبير، أقله القبول بكفرهم برسالة رسولنا صلى الله عليه وسلم وإقرار لهم على كفرهم، وهذا فيه معصية وإثم. فحذار.

 

الله نسأل الهداية، والرجوع عن المعصية، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - ماذا بعد التمحيص والغربلة؟

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

ماذا بعد التمحيص والغربلة؟

   

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً، تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ وَاخْتَلَفُوا، فَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ...». رواه أبو داود برقم 3840.

   

   جاء في شرح أبي داود للشيخ عبد المحسن بن حمد العَبّاد: «يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً»: أي يفتنون فيتميّز الصالحون من غيرهم، وتبقى حثالة كالنخالة التي تكون في المنخل عندما يغربل فيه الحب والدقيق، فيسقط الشيء الخالص وتبقى الحثالة التي لا تدخل في ثقوب المنخل، فهؤلاء الذين يبقون هم الحثالة التي لا تدخل في المنخل والذين فيهم الخير.

 

أيها المسلمون:

 

   هذا تشبيه من لا ينطق عن الهوى، يلخص لنا حال الأمة اليوم، وكأني به صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الشام وما يجري فيها، وعن العراق وعن مصر واليمن والسودان وما يعرج منها من آهات واستغاثات لرب العالمين، بل وعن كل بلاد المسلمين؛ حيث تغربل الأمة غربلة، وتمحّص في دينها تمحيصا، ليذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس، ليذهب مدعو الإيمان ومن يأكل بهذا الدين أكلة، ليذهب كل منافق سليط اللسان، نعم هذا هو الواقع اليوم؛ تغربل الأمة وتمحّص ليخرج منها كل ضِغْن، ولتبقى الفئة النقية الطاهرة، فيتنزل النصر عندها على كل طهر وعفاف. فصبرا آل محمد- صلوات ربي وسلامه عليك-، فإن موعدكم النصر والخلافة.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - رحمة المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

رحمة المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي المَسْجِدِ إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: "انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ"، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ المِدْرَاسِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَاهُمْ: "يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا"، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا القَاسِمِ، فَقَالَ: "ذَلِكَ أُرِيدُ"، ثُمَّ قَالَهَا الثَّانِيَةَ، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا القَاسِمِ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: "اعْلَمُوا أَنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ،وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّمَا الأَرْضُ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ" (صحيح البخاري 6578)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبر بعظيم من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرمه ورحمته بالناس، فها هو يقيم الحجة على يهود، وهم يشهدون له بذلك، ليس مرة واحدة بل ثلاث مرات، فلم يبق لهم عذرٌ بعد هذا البلاغ المبين والحجة الدامغة.

 

الأمر الآخر الذي يخبر به الحديث الشريف، هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاء يهود بالحكم الجامع المانع، وهو إخراجهم من الحجاز بعد أن جاء أمر الله بإجلاء الكفار منها، إلا إن أسلموا، وهذا حكم باقٍ إلى يوم الدين.

 

ويخبر الحديث في النهاية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطى يهود مهلة من أجل ترتيب أموالهم وأحوالهم قبل الخروج، بأن يبيعوا الأرض إن شاءوا ليجنوا المال، فهي لن تكون لهم أبداً.

 

هنا نلاحظ أن يهود لا يحق لهم العيش في بلاد الحجاز كحكم شرعي، والأمر الآخر، أن الأرض أصبحت بقرار إلهي لله تعالى ولرسوله الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن اتبع دينه.

 

الله نسأل أن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه أيام حكم الإسلام، وأن تعود الأرض تحت سلطان الإسلام والمسلمين، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - العلم ثلاثة

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

العلم ثلاثة

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْروِ بْنِ السَّرْحِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ التَّنُوخِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْل: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ» (سنن أبي داوود 2545).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد: 

 

إن هذا الحديث الشريف يبيّن أصول علوم الدين ومسائل الشرع، بأنها ترجع إلى ثلاثة أمور، ما سواها فضل زائد. الأول هو الآيات المحكمات التي لا تحتمل التأويل ولا سوء الفهم، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. الثاني هي الأحكام من السنة النبوية الشريفة، وهي الصحيحة التي وردت عنه من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، ويحتمل تأويل اللغة والفهم الذي ترشد إليه، وفي السنة الأحكام الخاصة والعامة التي يرشد إليها الرسول الكريم، فكانت سنته قائمة. الثالث هو الأحكام الاجتهادية، التي يُتحرى في استنباطها الدقة والعدل، ويُبذل فيها الوسع، من النصوص التي بين يدينا.

 

ولا يجوز الخروج عن هذه العلوم الثلاثة لتعلم ديننا وفهم أحكامه، فأحكام القرآن والسنة النبوية تامة، وما يرشدان إليه يُستطاع الاستنباط إليه بالاجتهاد وفق أسس شرعية، ويجب الحذر كل الحذر من ترك المجال للعقل البشري المحدود للتشريع وإنزال أحكام ما أنزل الله بها من سلطان، فديننا فيه كل ما نحتاج من أحكام تنفعنا وتنجينا من النار، أعاذنا الله منها.


نسأل الله أن يعلمنا ما نحتاجه، ويبعد عنا وساوس الشيطان، وأمر السوء، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - الأكل بالألسن دون تمييز

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الأكل بالألسن دون تمييز

    

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا تُقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرَةُ». رواه أحمد برقم 4799.

 

   لقد اهتم الإسلام اهتماما كبيرا بالأخلاق وبما يقوله الإنسان وما يفعله، وبأهمية تطابق أقواله مع أفعاله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)، وفي هذا الحديث يخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن أقوام جعلوا كسبهم من خلال حصائد ألسنتهم، أي جعلوا ألسنتهم وسائل أكلهم، يتكسبون بها ويأكلون من خلالها، ولكن أكلهم هذا يشبه أكل البقرة التي لا تميّز بين حلو ومر ورطب ويابس.

 

أيها المسلمون:

 

   يعتبر هذا الحديث من دلائل النبوّة، إذ يتحدث عن واقع ما تعيشه الأمة اليوم، فنحن نرى بأعيننا من نصّب نفسه ناطقا باسم المسلمين في فلسطين، ليعقد صلحا مع يهود، فهو يأكل بلسانه كما تأكل البقر، ونرى من نصّب نفسه محاميا للشيطان يدافع ويرافع عن الديمقراطية وكأنها وحي من الله، فهو يأكل بلسانه كما تأكل البقر، ونرى من يدافع ويرافع عن العلمانية والكمالية وكأنهما دين الله، فهو يأكل بلسانه كما تأكل البقر، وقل مثل ذلك في كل من يدافع وينافح عن أنظمة الجور اليوم، من علماء ومفكرين وكتّاب ومذيعين وأدباء وغيرهم، فهؤلاء لا يميزون بين حق وباطل وبين رطب ويابس وبين حلال وحرام، فأكلوا بألسنتهم كما تأكل البقر دون تمييز.

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - الإمارة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

الإمارة

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، وَمَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَال: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ فِيهَا إِلَى نَفْسِكَ، وَإِنْأُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا» )سنن أبي داوود  2586)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبر بالنفس الأمارة بالسوء ...من المعلوم أن النفس غير المنضبطة بالأحكام الشرعية، والتي يُهيأ لها الجو الذي يغذي النفس بالمعاصي، تأمر الإنسان بالمعصية وتوقعه فيها. وفتنة السلطة كبيرة، فالإنسان ينزع إلى الحكم والسلطة، والبعض يتنافس عليها دون أن يدرك أنه يقحم نفسه في صراع مع العدل والجور، والصواب والخطأ، والإنصاف والظلم، وقد يقع في المعاصي بقصد أو غير قصد.

 

لهذا يخبر الحديث الشريف أن الإنسان إذا سأل السلطة فقد وكّل نفسه إلى ما قد لا تحمد عقباه، أما إذا أُعطيها وهو مستحق لها قادر عليها، فهنا الأمر يختلف حيث أن الله سبحانه وتعالى سيعينه على حمل هذه الأمانة، ويجعل نفسه تخضع للأحكام الشرعية ويقطع الطريق أمام وساوس الشيطان.

 

على المسلم أن يحذر كل الحذر من تمكين النفس الأمارة بالسوء، وتركها تدفعه إلى المعاصي، لذلك عليه ألا يهيئ لنفسه الجو لاقتراف الخطأ، وأن يعي مسؤولية الإمارة، وأنها أمانة، والتقصير فيها ندم يوم لا ينفع الندم.

الله نسأل أن يولي علينا من يخافه فينا، وأن يجنبنا السعي للمغانم والمناصب، وأن يرشدنا طريق الحق، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - القرآن يشفع لأصحابه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

القرآن يشفع لأصحابه

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

  عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِه». رواه مسلم برقم 804.

 

أيّها المستمعون الكرام: 

 

   إن للقرآن الكريم منزلة عظيمة في حياة الأمة، فهو كلام الله سبحانه الذي تعمر به القلوب، وتشتد به السواعد، وتتفتح به العقول وترتفع به النفوس، فهو بمثابة الروح من الجسد بالنسبة للمسلم، فلا زاد إلا به ولا سعادة إلا بتلاوته وبتطبيقه، ولما التزم به سلفنا الصالح عزّوا وسادوا وسعدوا وفازوا، ولما تخلى عنه المسلمون اليوم أصبح حالهم يغني عن وصفهم. 

 

أيها المسلمون:

 

   وفي هذا الحديث دعوة لقراءة القرآن لما في ذلك من الفضل العظيم، وأي فضل أعظم من أن يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأصحابه؟ نعم يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، ولكن من هم أصحابه؟ هل هم الذين يقرؤونه فقط؟ وهل يمكن أن يشفع القرآن لمن يقرؤه ولا يطبق أحكامه؟ أيكون القرآن شفيعا لمن يمر على آيات الصلاة والزكاة يقرؤها وهو لا يصلي؟ أيكون القرآن شفيعا لمن يقرؤه فقط؟ إن الجواب في حديث آخر للرسول صلى الله عليه وسلم حيث قيّد فيه قراءة القرآن بالعمل به بقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ ...» فأين من يدعون اليوم لقراءته وهم يمرون عن آيات الحكم بما أنزل الله وهي معطلة؟ كيف يقرؤون (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) وهم في الجاهلية الثانية يغرقون ولا يعملون لتغييرها؟

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

 

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - الرشوة والتكسب

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الرشوة والتكسب

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ أَبُو طَالِبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا، فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ»(سنن أبي داوود  2600)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا  الحديث الشريف يتحدث عن داء هذا الزمان، ألا وهو الرشوة والتكسب من المناصب.

 

إن الإنسان ليس له إلا ما كسب، وما يكسبه من عرق جبينه هو أطيب من غيره مما يكسبه بالطرق غير الشرعية، وإن من مصائب هذا الزمان أننا نرى من يتنصبون أعمالًا ولا يتقون الله، تراهم يتكسبون من هذا العمل بغير حق، ويقعون في الحرام.

 

البعض يسارعون إلى شغل مناصب مهمة ورئيسية في الحكم، ليس ليكونوا حكامًا يحكمون بشرع الله سبحانه وتعالى، بل لأمرين أهونهما معصية التكسب من وراء هذه المناصب، كمناصب أعضاء البرلمان، فتراهم يجدّون للفوز في الانتخابات وينفقون من أموالهم وأموال غيرهم الكثير من أجل مغنم زائل فيه إثم كبير! ليكون إما مشرعًا بغير ما أنزل الله، أو ليسكت عمّا شرع بغير ما أنزل الله، ويستغل منصبه كحصانة من المحاسبة القانونية والتكسب من ورائه، وهنا الغلو والإثم.

 

الله نسأل أن يعيذنا من أمثال هؤلاء وأن يبعد عنا المال الحرام، ويرفع عنا هذه الأحكام البشرية التي تسمح بمثل هذه الأفعال، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالْأَمِيرِ خَيْرًا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالْأَمِيرِ خَيْرًا

 

 

 

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ الْمُرِّيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالْأَمِيرِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ، إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ». (سنن أبي داوود 2589)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبر بأمر في غاية الأهمية، وله دور كبير في قوام الحكم واستقامته. إن الله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء السلطة والإمارة، ويمنعها عمن يشاء، فإن أحد كُلِّف بها، فيجب أن يعلم عظم مسؤوليتها التي تقع على عاتقه، ولمشقة هذه المهمة بطبيعتها، فإن الحاكم يحتاج إلى من يعينه على حكمه، فأشرف الخلق المصطفى عليه الصلاة والسلام كان له معاونان هما أبو بكر وعمر رضي الله عنها، كانا معاوناه في قضاء أوامره.

 

يخبر الله سبحانه وتعالى في هذا الحديث، أنه إذا أراد خيرًا بأحد الأمراء يهيئ له بطانة صالحة صادقة تساعده وتنصحه وتقوّمه وتبقيه على الصراط المستقيم، حتى يستقيم الحكم وينجو الحاكم ويعمّ الخير المحكومين. أما إذا أراد الله بالأمير سوءًا، كأن كان ضالًا، هيأ له بطانة فاسدة تفسد حكمه وتشق على الرعية.

 

علينا أن نتدبر هذا الأمر بإمعان، حيث أن الحكم لا يستقيم بالحاكم وحده، فالبطانة مهمة جدًا، والرجال الذي يجمعه المرء حوله مؤثرون، فإن صلحت فلها الدور الكبير في توجيه الأمور مسارها الصحيح.

 

الله نسأل أن يهيئ لنا حاكمًا عادلاً وبطانة صالحة تعينه في أمره كله، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - لمن أراد حصد الحسنات

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

لمن أراد حصد الحسنات

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ».  رواه البخاري برقم 6406.

  

  إن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده، ومن رحمته سبحانه أن يسَّر لنا أعمالاً صغيرة تثقل ميزاننا يوم القيامة، حيث يُجزي على العمل القليل بالثواب الجزيل الكثير، فقوله عليه الصلاة والسلام «خفيفتان وثقيلتان» إنما هما صفتان لكلمتين لبيان قلة العمل وكثرة الجزاء، فمن تلفظ بهذه الكلمات «سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» نال الثواب الكثير، فكانت هذه الكلمات بمثابة كلمة السر لهذا الخير الكثير.  

 

أيها المسلمون:

 

   كثيرة هي أبواب حصد الحسنات، فبمجرد أن يكون المسلم ملتزما بأحكام الله سبحانه فهو يجني من ثمار الإسلام ما شاء الله له أن يجني بأقل الكلمات وأخف الأفعال، ففي كلامه مع أخيه وابتسامته في وجهه أجر وثواب، وفي حمده لربه وتكبيره وذكره له أجر وثواب، وفي تفكره في ملكوت الله وفي الحياة والموت أجر وثواب، فكل حركة وكل قول وكل فعل وكل صمت وتفكر لله فيه أجر وثواب، إذ المسلم في كل هذه الأحوال يتعبد الله سبحانه وتعالى. ولكن العبادة الأكبر والثواب الأجزل بالعمل الكثير لا القليل، بالعمل على جعل الأمة كلها في حالة ذكر لله وحمد له، بالعمل لجعل الأمة في حالة التزام دائم بأحكام الإسلام، فتبقى منشغلة ب «سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ».  فكيف بمن يصل بالأمة إلى هذه الحال؟ كيف يكون أجره وثوابه؟  

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - حكّام الخسّة أذلوا الأمة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

حكّام الخسّة أذلوا الأمة

    

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ، فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ يقْدِرٌ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ، أَذَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». رواه أحمد برقم 15663.

  

   إن الله سبحانه وتعالى قد رسم للمسلم حياته وفق مفاهيم وأحكام من عنده، كانت كافية لأن يحيا المسلم من خلالها سعيدا إذا ما التزم بها وحققها في حياته، وهذا ما كان عبر القرون الماضية التي عاشها المسلمون، والتاريخ يشهد بهذا، وإن ما شرّعه رب العزة للمسلم من حق على أخيه المسلم بأن ينصره إذا كان قادرا على نصرته كان كافيا لأن تعيش الأمة كالجسد الواحد.

 

أيها المسلمون:

 

   واليوم وأمام هذه الهجمة الشرسة على المسلمين من حكامهم عبيد أمريكا والغرب الكافر، يقفز أمام أعيننا هذا الحق من خلال حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث يتجسد معنى الحديث في واقع حكامنا الذين وقفوا صامتين أمام ما يجري في الشام وكأن الأمر لا يعنيهم، بل شاركوا في قتلهم بدل نصرتهم، وعندما نزح من نزح منهم أغلقوا دونهم الحدود الاستعمارية الوهمية التي ما وجدت إلا لهذا الغرض، غرض عدم النصرة، بل وقتل كل من يتجرأ باجتيازها، نعم؛ لقد أذل حكام الأمة الأمة، وهم قادرون على نصرتها، أذلهم الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة.

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

 
رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - حكام الأمة يرفسون النعمة

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

حكام الأمة يرفسون النعمة

    

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا» رواه مسلم برقم 2734.

  

   دخل ابن السماك يوماً على أمير المؤمنين هارون الرشيد، فوجده يرفع الماء إلى فمه ليشرب فقال له:‏ لو أنك مُنعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال: بنصف ملكي، فقال له: لو منعت خروجها، بكم كنت تشتريها؟ قال: بملكي كله، فقال له: إن ملكًا قيمته شربة ماء لجدير ألا ينافس عليه. إذن ثمن هذه الشربة عظيم، وثمن الأكلة أيضا عظيم يفوق الملك والحكم، كيف لا يكون عظيما وهو ثمن لنعمة الله سبحانه، تلكم النعمة التي أعطاها الله لعباده وأمرهم أن يحفظوها وأن يشكروه عليها، فبشكره تكون العبادة والطاعة، وبشكره يكون الاطمئنان والسعادة.

 

أيها المسلمون:

 

   وهنا لا بدّ من وقفة، فحكام الأمة لا يدفعون مصيبة ولا يرفعون همّا، همّهم بطونهم وفروجهم، يتسابقون في رفس النعمة وفي نهب الأمة، يحكمون أغنى البلاد وشعوبهم أفقر الشعوب، لا يعرفون حمدا ولا شكرا، بل يأكلون أموال الناس بالباطل، ويقدمونها هدايا بلا مقابل لأسيادهم أعداء الإسلام ليقتلوا الأمة بها، فكيف لمن هذه حالهم أن يرضى الله سبحانه عنهم، وهم يأكلون الأكلة ويشربون الشربة ليصدوا عن سبيل الله؟ بل كيف لأحد من أبناء الأمة، أو قل من قادة الحركات التي تدّعي العمل للتغيير أن ينسق معهم؟! كيف يقبل هؤلاء أن يكونوا طرفا في اتفاقية مع من غضب الله عليهم؟! ألا ساء ما يحكمون.

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

تم تعديل بواسطه واعي واعي
رابط هذا التعليق
شارك

 

مع الحديث الشريف - حكامنا محتجبون عنا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

حكامنا محتجبون عنا

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ الْأَزْدِيَّ، أَخْبَرَهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: مَا أَنْعَمَنَا بِكَ أَبَا فُلَانٍ - وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ – فَقُلْتُ: حَدِيثًا سَمِعْتُهُ أُخْبِرُكَ بِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ، وَخَلَّتِهِمْوَفَقْرِهِمْ، احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ، وَفَقْرِهِ»  قَالَ :فَجَعَلَ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ (سنن أبي داوود( 2605

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبر كيف يكون الحكم، وما هو دور الحاكم، وكيف يحكم بشكل لا غبار عليه ولا إثم فيه. يخبر الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن الذين اختارهم الناس ليكونوا حكامًا عليهم وكلاء عنهم في تنفيذ الأحكام الشرعية، لا يجب أن يكون بينهم وبين الناس حجاب، ولا يحتجبون عنهم ويبتعدون تاركين رعاية شئون الناس.

 

فمن الحكام من يظن نفسه خيرًا من باقي الناس، وأنه لا يخطأ ولا يقصر، فتراه يحتجب عن الناس، والبطانة تفعل ما تريد. إن الحاكم مهما سما يخطأ ومهما ارتقى واتقى يقصر، ومهما ارتفع يبقى بشرًا.

 

أما ما يتذرع به بعض الحكام باحتجابهم عن الناس، بأن حياتهم مهددة من قبلهم، فهذا العذر لا مكان له، فإن عدل بين الناس أمنهم، وقد جعل الله لكل أجل كتاب، فماذا يخشى بعدها؟!

 

لكن حكام هذا الزمان لم يعدلوا، ولم يطبقوا شرع ربنا، ولم يؤدوا الأمانة حقها، وشردوا الناس، ويتّموا الأطفال، وأذلوا الناس وقهروهم وأذاقوهم الويلات...  فمثل هؤلاء يحتجبون عن الناس ويبتعدون عن الأنظار لما اقترفته أيديهم.

 

إن الحاكم المسلم الراشد لا يمنع نفسه عن الناس، ويقوم على رعاية شؤونهم وخدمتهم، يتقي الله سبحانه وتعالى في كل صغيرة وكبيرة، عسى الله أن يرحمه ويغفر له زلاته وتقصيره.

 

الله نسأل أن يهيئ لنا حاكمًا عادلًا يأمن على نفسه، وأن يجعل حاكمنا من خيارنا، وأن يعجل بالفرج وإنهاء هؤلاء الحكام الظلمة الفسقة الكفرة، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...