أبو الحسن Posted July 27, 2018 Report Share Posted July 27, 2018 بسم الله الرحمن الرحيم الاعلام منذ ان بدء الربيع في البلاد الاسلامية ونحن نشاهد كيف تحاول دول الكفر عدوة الاسلام والمسلمين جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة على صرف الثورات الاسلامية عن وجهتها الحقيقية ومحاولة منع هذه الثورات من التوجه الى الاسلام السياسي , وذلك عن طريق استخدام الكثير من الاساليب والوسائل ومنها العملاء والمفكرين والسياسيين مستخدمة الاعلام والاعلامين. لما للإعلام من اثر على الناس . وبما ان شخصية الانسان تتكون من عقلية ونفسية أي افكار ومفاهيم ومشاعر والاعلام حاول تغير الافكار والمفاهيم والمشاعر ووجهة النظر لدى الناس وتشكيلها بالكيفية التي يريد , كان من الطبيعي ففي الجاهلية مثلا كان يتمثل الاعلام في الشاعر والقصيدة, والقبائل العربية كانت تستعين بشعراء كناطقين اعلامين وكإذاعات متنقلة تهيج الخواطر وتشحن النفوس وكانت تستعين بهم مثلا في اشعال الحروب او اطفائها . ثم جاء الاسلام الذي عني بالإعلام ورسم سياسته وركائزه, من اول ايامه , والذي كان له الاثر الكبير في نشر الاسلام وكانت وسائل وادوات الاعلام في تلك الفترة هي وسائل وادوات بسيطة . واذا ما نظرنا الى وسائل الاعلام اليوم فإننا نجد قد انها تعددت وتنوعت اشكالها وتشعبت طرقها واستدمت احدث تقنيات العصر لخدمتها , ما جعلها تملك امكانية تغير المفاهيم وخلط الافكار حتى فاقت في قدرتها بالتأثير الأيديولوجي على الشعوب قدرة الاستعمار العسكري المباشر بما كان يملك من جنود وسلاح وعتاد . ان الاعلام الدول القائمة في العالم الاسلامي هو احدى المصائب التي يعيشها المسلمون , فهو اعلام تابع كليا للغرب وهو اعلام يوقظ العنصرية من مرقدها ويشيع الانقسام والتمزق بين المسلمين ويتجاهل قضاياهم المصيرية ويركز على سفاسف الامور , ولاهم من ذلك ان هذا الاعلام هو بوق الحكام وسلاحهم . من سمات الاعلام في العالم الاسلامي اليوم : اولا : تبعية الاعلام . ان الكافر المستعمر هو من انشاء وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة حينما استعمر البلاد الإسلامية بعد هدم الدولة الإسلامية وقد أسس هذا البنيان حسب عقيدة فصل الدين عن الحياة وحسب وجهة النظر المنبثقة عن تلك العقيدة وقد جعل لهذه الفكره حراسا من ابناء جلدتنا يتحثون بألسنتنا , ووضعوا خطط قصيرة المدى واخرى طويلة المدى لربط بلاد المسلمين بالغرب , فكريا وسياسيا وعسكريا وقتصاديا , فستعمر العالم الاسلامي ثقافيا وفكريا وان ادعى الغرب خروج جيشه من هذه الدولة فانه ابقى ورائه جيوشا من المغتربين من ابناء جلدتنا , وعلى هذا فان الاعلام المرتبط يكون دائما في خدمة المستعمر اكثر مما هو في خدمة المستعمرين لذلك نجد وسائل الاعلام في العالم الاسلامي تشجع الفساد والانحلال والاختلاف والانقسام , لانها تبث اخر ما توصل إليه الانحطاط الحضاري الغربي , والافكار والقيم التي غرسها الغرب اثناء وجوده في العالم الاسلامي ويستمر في غراسة ورعاية حضارته عن طريق هيمنته على الاعلام وتوجيهه لما يذاع ونشر , لذلك لا امل في الخلاص من هذه التبعية المطلقة سوى بازالت الطواقم التي وظفها المستعمر فتزول بذلك العقلية العفنة الجامدة التي سادت ولا زالت نائبة عن المستعمر الصليبي الحاقد . لم ينتهي دور المستعمر عند بناء اعلامنا بل استمر دوره في كونه المصدر للبرامج والاخبار التي تذاع وتنشر , لو القينا نظره سريعة على القوة المتحكمة في وسائل الاعلام في العالم اليوم لوجدناها لا تزيد عن خمسة دول وهي: اميركا وبريطانيا وفرنسا والى حد اقل المانيا وروسيا , وعلى مستوى وكالات الانباء العالمية الرئيسية فهي ست وهي: اليونايتد برس والاسيوشيتدبرس وهما اميركيتان, ورويترز وهي برطانية ووكالة الصحافة الفرنسة ووكالة تاس الروسية ووكالة الانباء الالمانية, وهذالوكالات التابعة لتلك الدول الخمس هي مصدر المعلومات والانباء لغالبية اذاعات وصحف الدول المائة وخمس وثمانين المسجلة في الامم المتحدة ثانيا : التخلف الاعلامي في العالم الاسلامي . بما ان الغرب عمل على استعمار بلادنا فكريا وثقافيا كان حريصا على ان يجعل اعلامنا متخلفا وذلك عن طريق بث حلقات التسليه والمسابقات لناس وبرامج الخلاعة و الطبخ وكره القدم والاغاني بدل بث البرامج الثقافيه والتعليميه التي من شانها ان تنشر القيم والافكار الصحيحة , وتغذي العقول والنفوس وتعين الوالدين في تربية ابنائهم وتثقيفهم الثقافة الصحيحة . ثالثا : العنصرية الاعلامية . ان الاعلام حريص كل الحرص على اشاعة العنصرية بين ابناء المسلمين فتجد قنوات الاذاعية كثير تهاجم الشيعة وتلعنهم وتجد قنوات اخرى ترد على هذا الهجوم فتجد قنوات تهاجم اهل السنه وتكفرهم وتسبهم وهناك الكثير من هذه القنوات ان لم نقل معظمها يصب في خدمة وتمزيق والتفريق بين ابناء المسلمين . رابعا : الاعلام موجه لخدمة نظام الحكم . هذا الارتهان يجعل وسائل الاعلام مرآة عاكسة لكنها تعكس فقط ما يرغب النظام ان يعكسه وتخفي ما يخشى ظهوره للناس,على سبيل قام حزب التحرير في اثناء الربيع العربي وقبل الربيع العربي بإعمال عالمية ضخمة الا ان خبث هذا الاعلام ومكره لم يعرض شيء من هذه الفعاليات واذا عرض شيء يقوم بتزوير الحقائق , وبذلك تكون قد استحكمت حلقات قهر الانسان المسلم واذلاله وتطويعه , ولا عجب اذن ان نرى القلاع الحصينة المعززة بالدبابات التي تلف المباني الاذاعية والتلفزيون كاهم وسيلتين من وسائل الاعلام , كل ذلك التحصين خوفا من بلاغ رقم واحد لان الوصول اليهما يعني ان الوظع القديم قد انتهى وبدأ عهد جديد . وفي طول البلاد الاسلامية وعرضها لا يوجد اعلام مستقل عن النظام , لذلك يمارس حجر اعلامي قاس على الناس يجبرهم ان يتلقوا الغث والسمين , وتشويه الحقائق والاكاذيب والاوهام , واذا كانت هذه الحيل والاكاذيب لا تنطلي على الواعين من الامة , الا انها تجد بعض المستجيبين لها من المراهقين والجهلة , والمالم في هذا الاعلام ان موجهيه يعرفون انهم يكذبون على شعوبهم , وقسم كبير من شعوبهم يعرفون انهم يكذبون عليهم ورغم ذلك تستمر حملة التظليل المكشوفة ويستمر بعض الناس في خداع انفسهم في بترديد نفس ما تردده وسائل الاعلام صباح مساء. هذا هو واقع الاعلام في ظل أنظمة القمع والاستبداد او التحكم الدول الاستعمارية فيها اما الاعلام في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فلا بد ان يقوم ركيزتين وهي: اولا : العقيدة الاسلامية المتمثلة في القران الكريم , والحديث النبوي الشريف . ثانيا : اللغة العربية . اما الركيزة الاول العقيدة الاسلامية المتمثلة في القران الكريم , والحديث النبوي الشريف : يقول الله تعالى "ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم". القران الكريم هو المصدر من مصادر التشريع المعتمد عليه في تحديد الملامح العامة والقواعد الاساسية الاعلام الاسلامي من خلال الاثر الذي يمكن ان يحدثه في تكوين الراي العام باعتباره من اهم مرتكزات الوعي في تشكيل اتجاهات الامة الاسلامية في عملية تكوين الراي العام التي يحكمها درجة ايمان الفرد وقوة عقيدته ومدى تمسك الامة الاسلامية بما احتواه هذا القران الكريم من شرائع واحكام واما السنه النبوية التي هي تفسر الايات التي وردت في القران الكريم وتبين الاحكام التي لم ترد في القران الكريم. العقيدة الاسلامية : هي الفكر الاساسي الذي يبنى عليه كل فكر وهي القيادة الفكرية التي على أساسها ينطلق الانسان في الحياة , فهي القاعدة الاساسية لحياة الفرد والمجتمع والدولة . وتلخص في كلمة " لا اله الا الله محمد رسول الله " . فالعقيدة مرتكز الحياة بما فيها وهي مرتكز الاعلام الذي لايمكن له ان ينبس ببنت شفه او يبث أي فكره الا اذا كان ذلك مبنيا على العقيدة او منبثقا عنها, ولا يجوز للاعلام ان يخرج عن نطاق العقيدة او ما تسمح له قيد انملة . اما الركيزة الثانية اللغة العربية : ان قدرة الكتاب والسنة على اعطاء الحكم لكل حادثه تتوقف على قدرة اللغة العربية على التعبير عن كل معنى يتجدد , وهذا يحتم ان تتحد اللغة العربية بالاسلام , ولهذا يجب ان يجعل المسلمون اللغة العربية كالكتاب والسنة من حيث تعلمها ومن حيث المحافظة عليها . فطاقة الموجوده في اللغة العربية طاقة جبارة فعندما تلتحم بالطاقة الاسلامية المتمثلة بالقران الكريم والسنة النبوية فانها تنتج ابداعا جبارا في كل الميادين , فان جرس ألفاضها وتناغم تركيب كلماتها يحدث في السامع تاثير وانسياقا , وان ما فيها تعريب والمجاز والاشتقاق يجعلها قادرة على التعبير عن أي معنى وعن أي شيء , وان ما في ادبها من شعر وخطابه ونثر من حيث التراكيب بغض النضر عن المعنى يفتح لها أفاقا لدى الناس والمجتمعات , مما يجعل للكلمة - وهي عصب الاعلام – التاثير في نفوس الجمهور الستقبل لرسالة الاعلامية . وهكذا تكون اللغة في قالب الفكر وعندما يوضع الفكر العظيم في قالب عظيم ويقدم للناس فسينتج ذلك الاثر العظيم المنشود للعملية الاعلامية برمتها . هذه هي اهم الركائز الي يجب ان يكون عليها الاعلام في ظل الخلافة الراشدة الثانية . ان جهاز الاعلام يجب ان يحتوي في دولة الخلافة على دائرتين رئيسيتين :- الدائرة الاول وهو : الاعلام المرتبط بالامام مباشره ليقرر ما يجب كتمانه , وما يجب بثه واعلانه ويتضح ذلك في كل ما يتعلق بالامور العسكرية , وما يلحق بها كتحرك الجيوش واخبار النصر والهزيمة والصناعة العسكرية ودليل ذلك الكتاب والسنة . اما الكتاب فقوله تعالى " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ". حصرت الاية الخبر وهو الامر المراد اذاعته بحالتين هما : الامن اوالخوف أي النصر او الهزيمة , واسندت الاية اذاعة الاخبار التي من هذا النوع الى الرسول والى أولي الامر من المسلمين أي الى الحكام , وتبين الاية الكريمة ان على الحاكم ان يستعمل من الاعلامين الخبراء الذين يستطيعون استنباط الاخبار وتقرير ما ينبغي ان يذاع وما لا ينبغي , وتبين الآية أيضا أن الإذاعة تعني إفشاء الأخبار وإظهارها . اما بنسبة للسنة فحديث ابن عباس في فتح مكة عند الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وفيه :" وقد عميت الاخبار على قريش , فلا ياتيهم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يدرون ما هو صانع ". اما الدائرة الثانية متخصص بالاخبار الاخرى وتكون مراقبتها غير مباشره ولا تحتاج وسائل الاعلام في الدولة على تنوعا الى أي ترخيص فيحق لها ان تزاول عملها ما دام منضبط بالاحكام الشرعية ولا يسبب ضررا على الدولة او المجتمع . هم الأهداف والمقاصد الإعلاميّة في الدولة الإسلاميّة: على ضوء ما سبق من سياسات يمكن القول: إنّه على راسم سياسة الإعلام تصوّر مقاصد الإعلام بوضوح ودقّة متناهية لتمكين جهاز الإعلام من القيام بوظائفه على ضوء هذا الفهم. والمقاصد الإعلاميّة في الدّولة الإسلاميّة جميعها منبثقة من العقيدة الإسلاميّة ومبنيّة عليها، وهي أوّلا وأخيرا تخدم مقاصد الشّريعة الإسلاميّة. ان اهداف ومقاصد الاعلام في ظل دولة الخلافة تتمثّل فيما يلي: أوّلا: غرس مفاهيم المبدأ الإسلامي ّبعقيدته وشريعته: يقول الحق –تبارك و تعالى-: "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" ويقول تعالى: "قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" فعلى الإعلام إنشاء برامج وثائقيّة هدفها الرئيس التفكّر والتدبّر والتأمّل في كتاب الله المنظور وهو الكون وما بثّ الله –سبحانه- فيه من آيات وأمارات دالات على عظمته –سبحانه-، وبديع صنعه، وذلك لتعميق صلة الناس بربهم، وجعل إيمانهم به إيماناً عقليّاً يقينيّاً راسخاً بالأدلّة المبثوثة في عظيم خلق الله –سبحانه-. ثانياً: غرس محبّة الله ورسوله في النّفوس وأهمّيّة مراقبة الله -سبحانه -واتّباع هدى نبيه -صلّى الله عليه وآله وسلّم-، وتعظيم اّمر الجنة ونعيمها في القلوب وترسيخ مهابة النّار. يقول الحق –تبارك وتعالى-: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ" ويقول -سبحانه-: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ" ثالثاً: شرح مقاصد الشّريعة الإسلاميّة للأمّة: حفظ الدّين، والعقل، والنّفس، والأموال، والنّسل، والحفاظ على الدّولة ووحدتها، وحفظ الأمن وحفظ الكرامة الإنسانيّة. رابعاً: شرح القرآن الكريم وتفسيره والسّنّة النّبويّة وتوجيهاتها. خامسا: تعريف النّاس بعلوم القرآن الكريم وعلوم الحديث الشّريف. كمفاهيم الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، وأسباب نزول القرآن الكريم، وكأنواع الحديث من حيث الثبوت؛ المتواتر والآحاد، ومن حيث القبول كالصحيح، والحسن، والمشهور، والضعيف، وعلم الجرح والتعديل في أحوال الرواة، وما إلى ذلك. سادسا: تعليم النّاس اللّغة العربيّة وفنونها. سابعا: يعمل الإعلام على ترقية اهتمامات الناس قبل العمل على تلبية رغباتهم وذلك بأن يذكي فيهم روح التضحية والإيثار والأخوة والإخلاص لله تعالى وكل خُلق يقربهم منه سبحانه وأن يعمل الإعلام على تنفيرهم مما يغضب الله عز وجل أو يوجب لمن يقوم بالمعاصي تلك عذاب النار والعياذ بالله. ثامنا: تقوية أواصر الرّابطة الإسلاميّة بين أفراد الأمَّة وغرس مفاهيم التّعاون والإيثار والإحسان. تاسعا: تحميل كلّ فرد من أفراد الأمَّة مسؤوليّة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والدعوة الى الله ويبيّن ان هذا الأمر على الوجوب وليس على الإستحباب أو على الإباحة، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ، وهذا فرضٌ على الكفاية، بمعنى أن الأمة بمجموعها مطلوبٌ منها ذلك ولو أقام هذا الفرض وأتَمَّه أحد بَرئ الباقون ولو بقي الأمر الشرعي مُعَطَّلا، أثِم الجميع، بخلاف فرض العين المطلوب فيه من كل فرد أن يقوم بالأمر الشرعي ولا تبرأ ذمة الواحد ولو قام الجميع بما أمرهم الله بفعله. وعليه يجوز تأسيس أحزاب أو جماعات في الدولة الإسلامية ولكن وجود تلك الأحزاب والجماعات مُقَيَّد ومشروط بأنّها تدعو إلى الإسلام وتحرُم الدعوة إلى غيره وأن يقوم ذلك الحزب أو تلك الجماعة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وَفق الأحكام الشرعية. عاشرا: تبيان ما لأهل الذّمّة في المجتمع الإسلاميّ من حقوق وما عليهم من واجبات وتوضيح حرمة الإساءة إليهم بغير وجه حقّ ووجوب الإحسان إليهم. ويقول المصطفى -صلّى الله عليه وآله وسلّم-: "الجنّة حرام على من قتل ذميّا أو ظلمه أو حمّله ما لا يطيق وأنا حجيج الذّميّ" حادي عشر: تتبّع التّقنيات الحديثة وتطوّرها في جميع أنحاء العالم لمواكبة كلّ جديد ونقل أخبار المكتشفات والاختراعات في شتى مجالات الحياة التكنولوجيّة لمساعدة الرعيّة على اقتناء وإيجاد أعلى أنواع التقنية في كل المجالات لا سيّما مجال التسلّح إذ يجب أن تكون أعلى أنواع الأسلحة متوفرة في بلاد المسلمين. قال تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ" ثاني عشر: المحافظة على النّظام السّياسيّ القائم -نظام الخلافة الإسلاميّة- المنبثق من العقيدة الإسلاميّة ووحدة هذا النظام أي النظام الرباني الذي يعالج كافة مناحي الحياة وذلك يتلخص في الآتي:- 1-تنظيم علاقة المسلم بخالقه وبارئه، ربِّه ومُدبِّرِ شؤونه وذلك بتفصيل موضوع العقائد والعبادات، وتحديد مهمة العقل وذم الأخذ بغير القطع في مواضيع العقيدة. 2-تنظيم علاقة المسلم بالآخرين من حاملي تابعية الدولة وذلك بتفصيل أحكام المعاملات من بيوع وإجارة ووكالة وجزية وغيرها وتفصيل أحكام العقوبات. 3-تنظيم علاقة الإنسان بنفسه وذلك بتفصيل كل ما يتعلق بملبسه ومأكله ومشربه وأخلاقه. 4-تنظيم علاقة المسلم بالآخرين من شعوب العالم والدول المحيطة وذلك بتفصيل أحكام الدعوة والجهاد والمعاهدات وإعلان الحرب والصلح وما شابهه وإناطة ذلك بخليفة المسلمين دون غيره. وتبنّي ما يتبنّى حاكم المسلمين لتبقى العلاقة مع الحاكم علاقة تكامليّة وعلاقة محبّة ووئام، قال -عليه الصلاة والسلام-: "خيار أئمّتكم الّذين تحبّونهم ويحبّونكم وتصلّون عليهم ويصلّون عليكم" ثالث عشر: مهاجمة الأفكار والعقائد الباطلة: قال -تعالى-: "بَلْ نَقْذِفُ بِالحقّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" وقال -سبحانه-: "إنّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ" رابع عشر: ترسيخ مفهوم الولاء لله وحده. قال -تعالى-: "يَاأيّهَا الّذينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أولِيَاءَ بَعْضُهُمْ أولِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إنّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظالمين" ويقول -جلَّ جلاله-: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أو أَبْنَاءَهُمْ أو إِخْوَانَهُمْ أو عَشِيرَتَهُمْ أولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إنّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" فلا قرابة ولا رابطة بين البشر تعلو على رابطة العقيدة الإسلاميّة، والولاء لله –سبحانه- يُقدّم على كلّ ولاء. خامس عشر: دوام توجيه الأنظار إلى أعداء الأمّة الحقيقيّين المتمثّلين بالكفار والمنافقين على اختلاف مذاهبهم ومسمّياتهم. قال –سبحانه-: "إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً" وقال تعالى: "هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" . سادس عشر: على الإعلام الإسلامي تحضير مواد خاصة -من باب الدعاية الصادقة الهادفة- لِيَتِمَّ بثُّها للبلدان التي يراد فتحها وذلك ليكون توطئة لجيوش الفتح قبل أن تصل تلك البلاد وفي مقدمتهم العلماء الذين يدعون إلى الإسلام فان لم يقبلوا فالجزية وإلا فيستعينوا بالله ويقاتلوهم. يقول -سبحانه-: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كلُّه لِلَّهِ" سابع عشر: على الإعلام أن يثير حفيظة المسلمين ويُديم سَقيهم بالمادة المُحَرِّضة لهم للبذل والعطاء والغَيرة على دين الله وأعراض وأراضي ومُقَدّرات الأمّة، متمثلّة بالآيات الكريمة من كتاب الله -عز وجلّ- وأحاديث وسيرة المصطفى الأسوة -صلى الله عليه وآله وسلم- والسيرة العَطِرة للصحابة الكرام رضوان الله عليهم وسيرة التابعين ومَن سار على دربهم في التأسي برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وفي التضحية والبذل والعطاء لكل ما يملكون من مال ونفس وعيال في سبيل إعزاز هذا الدين وإبقاء راية الإسلام مرفوعة شِامخة، كموقف خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها في بداية الدعوة، وموقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند الهجرة، وموقف علي وأسماء رضي الله عنهم عند الهجرة، وموقف سمية رضي الله عنها عند محاولة فَتنها عن دينها، وموقف نُسَيبة المازنية رضي الله عنها في بيعة العقبة الثانية (بيعة القتال) وموقفها في معركة أُحُد، ويقوم الإعلام بربط كل ذلك بواقعنا اليوم لبيان الخط المستقيم بجانب الخط الأعوج فيكون خير زاد للمسلمين على طريق النصر والتغيير والتمكين بإذن الله. ثامن عشر: على الإعلام غرس مفهوم الوفاء بالوعود والعقود، مع المسلمين وغيرهم: يقول الحق -تبارك وتعالى-: "وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" ويقول -سبحانه-: "وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً" تاسع عشر: على الإعلام ترسيخ مفهوم القتال عند المسلمين هو للمقاتِلة، أي لا نقاتل إلا المُقاتِلين، فالله –سبحانه وتعالى- يقول: "وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ" وقد كان رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- اذا أرسل جيشاً يوصيه بتقوى الله في خاصة نفسه وبمن معه ويقول: "لا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا صغيرا، ولا امرأة" وعن رباح بن ربيع قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله سلم في غزوة فرأى الناس مجتمعين على شىء فبعث رجلا فقال: "انظر علام اجتمع هؤلاء" فجاء فقال: على امرأة قتيل فقال: "ما كانت هذه لتقاتل" عشرون: على الإعلام دوام نقل أخبار الفتوحات والانتصارات التي يحققها جيش الأمة الإسلامية ونقل أخبار الحدود الجغرافية الجديدة للدولة الإسلامية حيث تصل جيوش الفتح ومثل هذه الأخبار تكون مرتبطة مباشرة مع خليفة المسلمين لمعرفة ما يمكن بثّه مما يفضّل تأجيلهُ. واعي واعي and عبدالواحد 2 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.