اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

القول الفصل في وصول الإسلام إلى الحكم


أبو الحسن

Recommended Posts

القول الفصل في وصول الإسلام إلى الحكم

الإسلام كاملاً هو الذي يجب أن يصل للحكم ﻻ أن يصل (الإسلاميون) وحدهم بدونه أو به مشروطاً.

      إن وجود الإسلام في ارض الواقع وحمله رسالة هدى ونور للعالم يتوقف على أمر واحد لا خلاف عليه، ولامناص منه ولا خلاص إلا به وهو السبيل الشرعي الأوحد، هو الحكم بالإسلام كاملا . وعلى هذا مدار النصوص الشرعية القطعية منها والظنية ، وهو – أي الحكم - عروة الإسلام الوثقي والتي إن نقضت ضاعت ونقضت باقي العرى ،مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم : " ‏ ‏قَالَ‏ ‏ لَيُنْقَضَنَّ ‏ ‏ عُرَى ‏ ‏الْإِسْلَامِ ‏ ‏ عُرْوَةً ‏ ‏ عُرْوَةً ‏ ‏فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ ‏ ‏ عُرْوَةٌ ‏ ‏تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ" . ولما كان الحكم بهذه الأهمية في الإسلام، فقد جاءت النصوص الصريحة والواضحة تبين أحكامه وطريقة الوصول إليه. ولم يكن الأمر في الإسلام ارتجالياً أو اجتهادا ًظنيا. ًفالحكم بالإسلام وحده واجب قطعي وطريقة الوصول إلى الحكم أمر ٌنقلي شرعي وليس عقلي ،ولما كان الحكم هو التنفيذ العملي لأحكام الإسلام في ارض الواقع حتى تنتظم به العلاقات في حياة المجتمع داخلياً وخارجيا ًكان لا بد أولاً من الدعوة الفكرية في المجتمع ، وخوض الصراع الفكري بداخله كي يتوحد فكر المجتمع وفق اعتبار واحد وهو أن المصالح التي هي أساس العلاقات لا بد أن يكون أساسها المبدأ، ما يقتضي الحاجة لنظام للحكم لتنفيذ هذا المبدأ ، فالحكم بالمبدأ هي المرحلة المترتبة على إقناع الناس في المجتمع أو الفئة الأقوى في المجتمع بالمبدأ، وضرورة الحاجة إلى الحكم به ، فتبنى القاعدة الشعبية ويهيأ الرأي العام على القبول به بل والمطالبة به ، كحاجة ضرورية وهي الحاجة للحكم بالإسلام. ولن يتأتى ذلك بالنفاق لأهل الحكم، ولا يدعو الإسلام لمشاركتهم  في الحكم ، واستجداء بعض المقاعد والوزارات و الادعاءً بأن هذا هو طريق الإسلام إلى الحكم. فهذا هو الزعم الباطل، وهو مخالف للعقل والشرع.

      وأما انه زعم باطل، فهو يتناقض مع المفاصلة القاطعة التي أوجبها الإسلام على المسلمين، وخصوصاً وهم يحملون دعوته، سافرين متحديين الباطل بكل صوره وأولاها وأجلاها يظهر في الحكم والسلطان. لذلك فإننا لم نجد من رسول اله صلى الله عليه وسلم إلا المفاصلة، والمفاصلة فحسب ، عندما عرض عليه أن يأخذ الحكم والجاه والمال في مكة مقابل أن يكف عن شتم آلهتهم ، وتسفيه أحلامهم ،فلم يقل صلى الله عليه وسلم (وهو وحي يوحى) بأن الفرصة هي أن نتمكن من الحكم مقابل تنازل بسيط، حتى إذا ما  اعتلى الحكم فرض نفسه, ليدل ذلك على أن من يتحدى الباطل لا يراوغ ولا يساوم على الحق الذي هو عليه، يظل واضحاً مفاضلاً وبعبارات وأفعال بليغة لم يعهدها البشر حيث قال صلى الله علي وسلم : " والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه " .وهذه هي عين المفاضلة ، فإما المبدأ عيشاً به وحده دون غيره، وحكماً به خالصا ًنقيا،ً وحملاً له رسالة خالدة وإلا الموت، أما مغازلة الشرق والغرب وأوروبا اقرب علينا من أمريكا، وأمير قطر اصدق من ملك الحجاز وبوتن صديق حميم، و اوباما عدو ماكر فهذا هو الاستجداء والميوعة ، وترك للشرعية والمفاصلة المبدئية.

     وزد على هذا انه قد عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بالإسلام كاملا ولكن بشرط واحد فلم يقبل ذلك قولا واحدا دون أي تردد عن وحي وبينة. فقد قبلت بنو عامر بن صعصعة الحكم كاملا بالإسلام، ولكن بشرط أن يكون لهم الأمر من بعد رسول الله , فأجابهم صلى الله عليه وسلم وهو في اشد الحاجة لهذه المنعة، وفيها جلب اكبر المنافع ودرء اكبر المفاسد, فلم يقبل صلى الله عليه وسلم قائلا بكل صراحة ،وقوة، ووضوح: " الأمر لله يضعه حيث يشاء" . كي يكون هذا نبراسا وشعارا إشعاعا لمن يقتفي اثر محمد صلى الله عليه وسلم من بعده بان الحكم أمر من الله، وهو لله وليس للهوى والمصلحة، بل هو وحي، وشرع، ومفاصلة على ذلك.

     وأما مخالفة اخذ الحكم مجزوءا للوصول له كاملا للواقع, فانه لا خلاف بين عاقلين بان النقيضين لا يلتقيان في آن, فإما الحق وإما الباطل، وإما النور وإما الظلام، وهما خطان متوازيان لا يلتقيان, وان الإسلام هو وحده الحق، وان ما سواه باطل، ولا يلتقي، ولا يتفق صاحب الحق وهو يحمل حقه على عاتقه مع من يحكم بالكفر وهو يحادد الله ورسوله والمؤمنين,قال الله عز وجل : " لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) " سورة المجادلة. إلا أن يتنازل صاحب الحق عن حقه، وينزل عن ظهر جوداه, وأما قبول بعض الحركات الإسلامية في بعض البرلمانات، فانه فوق كونها لم تطبق في تجربتها شيئا من الإسلام ،وقبلت بدخولها بغير الإسلام، وهذا شنار في حقها، وتطاول على الإسلام, فإنها فوق هذا قبلت باستمرار تطبيق دستور الكفر، هذا مع أنها في بعض الدول لم تتمكن من الوصول إلى البرلمان فقصرت في حق الإسلام، وقبلت أن تصل للحكم وحدها بدون الإسلام , وقبلت أن تمرر على ظهرها المؤامرات, وهذا عين ما حصل مع تجربة (الإسلاميين) في الأردن, حيث مررت اتفاقية وادي عربة الخيانية على ظهورهم، بحجة أن هذا استحقاق ديمقراطي، والمعارضة هي جزء من هذه اللعبة, وهذا هو عينه ما قصدته الدول الكافرة بتجربة إشراك الإسلاميين في المجلس التشريعي في فلسطين، وهكذا ....والآن وبعد الصعود القوي لحركة الصعود الجدّي في حركة الصحوة والاتجاه الجادّ نحو تطبيق جذري شامل صادق للإسلام ودعوة تجوب آفاق الأرض فأدركت وقررت المراكز البحثية بعد استقصاء حركة المجتمعات في العالم الإسلامي وتوقع صعود الإسلام السياسي وضعت التوصيات باللعب في ورقة الحركات المعتدلة وضرب الإسلام ببعض أبنائه ممن استقوا من مشارب الغرب أمثال حركة النهضة في تونس وحركة الإخوان بمصر وقد اشتدت الحاجة لهؤلاء بعد حالة الحراك في الأمة لحرف الثورات المباركة عن جادة الصواب وللحيلولة بينها وبين الوصول إلى التغيير الحقيقي بقيام دولة الخلافة الراشدة وما هجوم راشد الغنوشي المسعور ضد الخلافة وحزب التحرير وما براءة جمهرة من قادة ومنظري الإخوان المسلمين من الخلافة و(طائفيتها ) كما يزعمون وما الدعوة للدولة المدنية الديمقراطية في اغلب المناسبات إلا ضمن هذا الجهد الدولي المسعور في مقابل الدعوة إلى إيصال الإسلام كاملا للحكم لان ما يعنيه وصول الإسلام كاملا للحكم إلا عودة العدل والخير والسعادة للبشرية ما يعني انهيار وتغير موازين القوى بانهيار الرأسمالية كمبدأ وحضارة إمام حضارة الإسلام من خلال النموذج العملي في دولة الخلافة.

      هذا عدا عما حاكته ونفذته الدول الكبرى من الاتجاه نحو إشراك الحركات الإسلامية (المعتدلة) في الحكم, لتقطع الطريق على الجادين في طريق التغير، والتحرير، والذين لا يقبلون إلا الطريق الشرعي الواضح الذي لا يقبل إلا المفاصلة، والوضوح، ولا يقبل الشراكة مع الباطل والكفر.

      ومن هذا القبيل كانت ولا زالت الاتصالات مع قيادات من الإخوان المسلمين في مصر, وكانت الحاجة ملحة لإشراك حماس في السلطة, وكان إبراز دور حزب العدالة والتنمية في تركيا كأنموذج للإسلام المعتدل، والذي وصل به الحد إلى مغازلة العلمانيين بل وبالمناداة بالعلمانية, وإبراز حركة النهضة في تونس وإشراكها بقوة في الانتخابات لامتصاص الخير عند الكثيرين ممن انخدع بهم. فهل يقبل المسلمون من أبناء هذه الحركات، والاتجاهات، الولوج في هذه المستنقعات، والتخندق في خنادق أعداء الإسلام وأهله، للحيلولة دون عودته إلى واقع الحياة، والدولة، والمجتمع؟؟؟

لقد بذل الكافر عبر عقود طويلة، وهو يعمل في إيذاء المسلمين من اجل القضاء على نظام الحكم، باعتباره الركيزة المهمة، والتي تقوم عليها حياة الإسلام تطبيقا وحملا, وتحيى به امة، هي به خير امة أخرجت للناس, وقد تحقق له ذلك بهدم دولة الخلافة على يد الخائن مصطفى كمال بمشاركة من خونة العرب والترك, وهو اليوم – أي الكافر – بعد أن رأى عياناً بان دعوة الخلافة أصبحت ملئ الروع والفؤاد في المسلمين فأراد بمكره, أن يضرب هذه الدعوة ليحول دون عودة الإسلام إلى الحكم من جديد, فسعى لإشراك مثل هذه الحركات الإسلامية في الحكم, فما على أبناء هذه الحركات المخلصين إلا أن يأخذوا على يد قادتها، وأن يأطروهم على الحق أطرا، حتى لا يسيروا في ركاب عدوهم، ولا يرضوا بان يكونوا وقودا تصطلي بنارهم أمتهم، ويحال بها دون عودة إسلامهم إلى الحكم, لا بل لا بد أن يسيروا بحق باتجاه تيار الخلافة الجارف والذي بفضل الله لم يبق له إلا إعلان الوصول إلى غاية مسعاه, وعليهم أن لا يقبلوا بإيصالهم إلى الحكم بدون الإسلام, لأنه هو الذي يجب أن يصل كاملا وبدون شرط اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم عندما لم يقبل الحكم بالإسلام كاملا ولكن بشرط.وهذا نص شرعي ولا اجتهاد في مورد النص, وبناء عليه فإن المطلوب شرعا هو أن يصل الإسلام كاملا إلى الحكم وبدون أي شرط, لا أن يصل (الإسلاميون) بدونه, لان وصولهم لا يعني وصولا للإسلام, فهم ليسوا بأفضل من محمد صلى الله عليه وسلم عندما اعتبر وصوله وحده إلى الحكم بدون الإسلام لا يعد وصولا للإسلام.

      وذلك عندما عرض عليه الجاه والمال والسلطان. حيث اعتبر قبوله لذلك أشد استحالة من وضعهم الشمس في يمينه، والقمر في يساره، لأن في ذلك المساومة على الإسلام، هذا إن كان في مجتمعات بسيطة، وفي كيانات هزيلة، فكيف اليوم ومكر الدول لا يقاس بمقياس، ولا يوزن بميزان. فهل يمكن أن تخدع هذه الدول ويصل الإسلاميون للحكم، وبعدها يخدعون هذه الدول ويطبقون الإسلام، إن هذا لشيء عجاب !!؟؟ .

وخلاصة القول هي:

لا بد أن يتميز الحق على الباطل ، ولا بد أن يظهر الخبيث من الطيب ، مصداقا لقوله عز وجل : " مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ... " . سورة آل عمران, وأيضا المواربة والمداهنة والتملق ليست من شيم الإسلام في شيء . وهي لا تمت إلى دعوته بصلة، بل هي على النقيض من ذلك، فدعوة الإسلام سافرة متحدية واضحة وفاصلة، مصداقا لقوله عز وجل: " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) " سورة الأنبياء . ومن ذلك تحذير الله لرسوله وللمؤمنين من بعده حيث قال : " وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) " سورة القلم ، وقوله " وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75) " سورة الإسراء .

1- لقد عرض على الرسول صلى الله عليه وسلم الحكم كاملا بدون الإسلام، ومعه الجاه والمال والنساء فلم يقبل لأنه عبد لله ورسوله ولن يضيعه، ولن يخالف أمره، فهل يقال بعد هذا قول أو يكون بغير هذا قرار أو تبرير ؟؟ وهل هناك أحد أعلم من الوحي أو يعلو بالرأي عليه .

2- لم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بالإسلام كاملا ولكن بشرط عليه بعد مماته لا يجري عليه في حياته إلا انه صلى الله عليه وسلم لم يقبل بذلك ، ولم يفاوض عليه السلام ، حيث كان ردّه قاطعا صريحا مدويا " أن الأمر لله يضعه حيث يشاء " . ليدل ذلك على أن حكما واحدا من أحكام الإسلام ، لا يفاوض عليه ولا يفرط فيه ، إذ دخول الحكم بشرط مستقبلي فيه تنازل عن حكم واحد من أحكام نظام الحكم وهو البيعة ، أو الولاية بالعهد لم يجز فكيف بمن يقبلون أن يدخلوا الحكم بغير حكم واحد من أحكام الإسلام ، آلله أمرهم بذلك أم على الله يفترون ،أم هم أقرب على الله من رسوله !!؟؟.

حاشا وكلا بل إن القضية هي ثبات على الحق والوحي وعبادة خالصة لله وحده أو مساومة على دين الله وأحكامه وآياته، والحق أحق أن يتبع قال عز وجل : " لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) " سورة الأنفال ، وقوله : " قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) " سورة يونس.

 فإلى الحق والى طريق رسول الله في الوصول إلى الحكم وعدم التفريط، ولو بحكم مستقبلي ندعوا المسلمين والحركات الإسلامية لعلهم يرشدون. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...