علي البدري Posted September 3, 2018 Report Share Posted September 3, 2018 فكرة الكنفدرالية مع الأردن والتي تكلم عنها رئيس السلطة، هي فكرة رفضها وما زال يرفضها عباس والنظام الأردني، حيث أن أمريكا طرحتها قبل حوالي عشر سنوات، وبعدها بدأ ملك الأردن يطالب بحل الدولتين وانه مع الكنفدرالية بعد اقامة دولة فلسطينية وتثبيت حدودها. بل أخذ يطالب بحل الدولتين أكثر من عباس نفسه، واصطنع النظام الأردني عدة أعمال من بينها اثارة التوتر والنعرات بين الفلسطينيين في الأردن والأردنيين الأصليين وذلك مثل التوترات التي كانت تصحب مباريات نادي الفيصلي و الوحدات، وذلك من أجل خلق رأي عام أن الأردني أردني والفلسطيني فلسطيني. وعلى سبيل المثال، فانه وفي يوم صفقة التبادل بين الأسرى وشاليط والتي تضمنت ترتيبات اقليمية من ضمنها اتفاق القاهرة والمصالحة، والأهم هنا في هذا المقام هو خروج خالد مشعل من سوريا واقامته في الأردن، بل وفي ذات يوم التبادل اتصل اسماعيل هنية برئيس وزراء الأردن وشدد على رفض فكرة الوطن البديل. أي لطمأنة الأردن بأن الأمر ليس في وارد حماس. ورغم ذلك فان الأردن رفض هذه الفكرة تماما وحتى عندما سمح الأردن بزيارة مشعل، الا أنه وجه له عدة رسائل رسمية وشعبية بأنه غير مرغوب به، وفي النهاية استقر المقام له في قطر. والشاهد هنا هو أن مجرد وجود مشعل في الأردن سيحيي فكرة الوطن البديل. ففي النهاية هو كما يقال فلسطيني في بلد به عدد كبير من الفلسطينين سواء الحاصلين على الجنسية الأردنية أو غير الحاصلين عليها. المهم أن هذه الفكرة أي فكرة الكنفدرالية قبل اقامة ما يعرف بالدولة الفلسطينية تلتقي تماما مع فكرة الوطن البديل، ومع مخططات حزب الليكود ومبادئه، والأهم أمريكيا هو أنها تفتح المجال عاليا أمام أمريكا للضغط على النظام وتحويله من نظام ملكي انجليزي الولاء والنشأة الى نظام تابع لها، بحكم واقع الأردن الاقتصادي وبحكم بعض ممن يمكن تجنيدهم لصالح أمريكا، فان كان الأردن بوضعه الحالي يواجه كل هذه الأزمات، فكيف الحال بانضمام أهل الضفة له، أو حتى بضم العرب داخل ما يعرف بالخط الأخضر له، نتيجة تطبيق فكرة تبادل الأراضي بنسبة 5 الى واحد، وهي بالمناسبة أحد أفكار صفقة القرن. بينما يصر الأردن على اقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وتواجد قوات فلسطينية في منطقة الغور لتمثل الحدود بين الأردن وفلسطين، وهو ما يرفضه كيان يهود بشكل قاطع، والأمريكان لهم مقترحات بالتواجد في هذه المنطقة، وأيضا كيان يهود يرفض هذه الفكرة أيضا. أما كيف سؤثر هذه الفكرة على الأردن، فهو بكل بساطة من خلال تحويل حياة أهل الضفة الى جحيم، فمدن الضفة مقطعة ومحاطة بالمستوطنات والطرق الالتفافية، و بكبسة زر يمكن حصار هذه المدن وتحويل حياة أهلها الى جحيم، معه يتجهون باتجاه الأردن رويدا رويدا، ناهيك عن هجمات المستوطنين. ناهيك عن أن دولة صفقة القرن، ليست على حدود 67 بل على ما وجدت عليه السلطة كما هي حاليا وبقاء المستوطنات، وبالتالي فان هذا الحال سيشجع الفكرة الأصيلة عند كيان يهود والليكود وهي فكرة الترانسفير لأهل الضفة باتجاه الأردن ولكن دون مجازر ، بل بحواجز. ونعود الى كلام عباس، الموجه لليهود، والذي يحمل رسالة بأنني أنا خياركم الوحيد، فلا تسقطوا التنسيق الأمني من يدي، ولا تلتفوا باتجاه حماس عبر اتفاق أو تهدئة أو تعتبروها هي الممثل عن أهل فلسطين. وكلامه حول قبوله بالكنفدرالية، عند التدقيق فيه، يفهم منه أن يتذاكى على اليهود "أو يستهبل عليهم كما يقال"، حيث قال بأنه مع الكنفدرالية بشرط انضمام اسرائيل لها، وهو ما يعني أنه يريد التعايش الكامل بين الكيانات، وهو الأمر الذي يرفضه كيان يهود بالمطلق، فكيان يهود لا يسمح لابن نابلس أو الخليل أو طولكرم بدخول الخط الأخضر، فهل سيسمح لابن الزرقا والطفيلة والكرك وعمان واربد !!!!! لذلك ومع انتشار خبر قبول عباس للكنفدرالية، سواء بسبب السطحية في فهم التصريحات، أو بسبب لعبة تلبيس الطرابيش عند بعض الوسائل، الا أن نظام الأردن قد أعلن بشكل واضح عن رفضه تماما لفكرة الكنفدرالية. والخلاصة: أن عباس يوجه رسائل التغزل لكيان يهود وهو يقول لهم أنا منكم وأنتم مني، ولا تنسوا خدماتي لكم وتستبدلوني بحماس أن الرفض لبصقة القرن من قبل السلطة والأردن هو بسبب التخوف على مستقبلهم وعلى مصالح الأوروبيين والأنجليز خصوصا، وليس شرفا أو رفعة أو تمسكا بثوابت هلامية عندهم، بقدر ما هو حفاظ على ما تبقى لأسيادهم من بعض نفوذ. أما فكرة الدولة الواحدة وطرح موضوع الابارتهايد فانه لارسال رسالة بأن الأردن لن يقبل بالكنفدرالية بسبب التاثير عليه، وأنه يعمل على اثارة فكرة الابارتهايد من أجل تحميل كيان يهود مسؤلية أهل الضفة وعدم تحميلها للأردن. فمن عجيب القدر أن يتمسك الأوروبييون ورجالهم بحل الدولتين على حدود 67 هو الحل الأمريكي عندما تتخلى عنه أمريكا وتستبدله بصفقة قرن تقيم شبه دولة تشبه الجبنة السويسرية. واللافت هو حجم الاثارة حول الموضوع والتي اما أنها للتغطية على تصريحات عباس وقوله أنه متفق مع رئيس الشاباك بنسية 99% أو انها رد على قرارات أمريكا بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في الوقت الذي يتعهد الأردن بالعمل على جمع التبرعات لصالح هذه الوكالة بل وتتعهد كل من بريطانيا وألمانيا على ابقائها ليس محبة في أهل فلسطين وانما جزء من صراع دولي بين طرفين نجسين مستعمرين ولكل منهما أذناب. وفي الختام ... افهموها من كلمة: لم ينزل الله القرآن الكريم، ولم يبعث نبيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من أجل تتحكم بنا أمريكا وأوروبا وكافة مجرمي العالم. بل ان دولة الخلافة ستحرر الأمة من الكفار المستعمرين ومن الطواغيت النواطير لهؤلاء الكفار وستكنسهم كنسا ومعهم كيان المضغوب عليهم فهلا عملتم من أجل الخلافة كي نقول بحق لا للضالين ولا للمغضوب عليهم بل نعم لصراط الله المستقيم اللهم آمين. حسن المدهون واعي واعي 1 Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.