¤ كما تكونوا يولَّ عليكم ¤

[واعي واعي]

 

 

ابو بهاء الدين حماد

 

 

 

¤ كما تكونوا يولَّ عليكم ¤
* لقد جرى تداول الحديث الشريف (كما تكونوا يولى عليكم) ووقع سوء فهم للحديث واحيانا سوء استخدام بحيث جعل سبب فساد الحكام وظلمهم واجرامهم هو نتيجة لفساد الرعية فجلد ظهور المسلمين، ومنهم من طعن في صحته لعجزه عن التوفيق بين الحديث ومعارضته للواقع.
* ايها الإخوة
عند الحكم على صحة الحديث يحكم عليه من جهة السند واتصاله ورجال الحديث وان كان هناك علة محددة في الحديث أم لا.
أما من جهة معارضة المتن ومعناه مع الواقع المقطوع به والنص القطعي يرد دراية، ومن جهة النصوص الاقوى منه ولا يمكن التوفيق بينهما يجري الترجيح بين النصوص، واذا امكن التوفيق بينهما يسار الى التوفيق بينهما، فاعمال الدليلين أولى من ترك احدهما، ولا يجوز ان يرد لعجز الشخص عن التوفيق بينهما
* وهناك بعض النصوص المتعارضة نرى عدم إمكانية التوفيق بينها ويستطيع غيرنا ان يوفق بينها.
* ومن اشكال التعارض، المعارض العقلي وامثلته
{ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} ومن المقطوع به في مكة وفي زماننا ان السبيل للكافرين على المؤمنين متحقق.
وكذلك الحديث الشريف (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) والمسلمون يلدغون من جحر واحد مرات ومرات.
وكذلك حديث (النساء ناقصات عقل ودين) وهناك من النساء من هن ارجح عقلا واكثر التزاما بالدين من مئات الرجال.
وكذلك الحديث الذي بين أيدينا يعارض الواقع فمن تولى امر المسلمين ليس مثلهم وهذا امر مقطوع به.
ففي هذه الحالات يجب حمل النص على معنى آخر هو الطلب وليس الخبر.
ففي حديثنا يحمل على الطلب وان كان بصيغة الخبر فهو يطلب منا ويوجب علينا ان نجعل ولايتنا فيمن هو مثلنا مسلما بالغا عاقلا..... ونقوم بكل ما يتطلبه ذلك من أعمال تدخل في هذا المعنى.
وكذلك نص الآية الكريمة التي تحرم ان يكون للكافر سبيل على المسلمين، والحديث الذي يحرم على الملدوغ من جحر ان يعيد الكرة في نفس الجحر ومناسبة الحديث تقطع بذلك، وكذلك نقصان عقل المرأة ودينها يحمل على اطول مدة للحيض ونقص الدين على عدم الصلاة والصيام ومس القرآن اثناء الحيض وعلى شهادة المرأة ، وهذا كله لا ينقص من قدر عقلها ودينها، وهكذا نتعامل مع النصوص الصحيحة التي لها معارض عقلي مقطوع به، ومن غير رد للنصوص او طعن في صحتها.
ولا يجوز تبرئة الحكام من جرائمهم وجلد الامة التي تدفع الثمن غاليا بسب تطلعها الى أن تحكم بشرع ربها.

 

 

 

تم تعديل September 16, 2018 بواسطه واعي واعي