بنطلون الجنز وحشوة الاسفنج :

[واعي واعي]

 

معاوية عبد الوهاب

 

 

بنطلون الجنز وحشوة الاسفنج :

(كتبها أ.معاوية عبد الوهاب)
ينتشر على الفيس صور لبنطلونات نسائية توضع فيها اسفنجات لتكبير العجيزة (المؤخرة)... فتجد التعليقات المضحكة على هكذا عمل
وأقول وبالله التوفيق
أولاً : الأصل أن يكون الاستنكار على أصل المنكر وليس على ما تفرع عنه ، وأصل المنكر هنا هو لبس النساء للبنطلون في الحياة العامة ، وهذا حرام قطعا لقوله عليه الصلاة والسلام لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ، ولأن فيه تبرجا واضحا والتبرج حرام ،
ثانياً : الحقيقة أن هذا الأمر تعرفه العرب قديما من قبل الاسلام ، وتسمي المرأة التي تفعله (منطيق) وقد جاء في القاموس المحيط (ص: 1195)
المِنْطيقُ : المرأةُ المُتأَزِّرَةُ بحَشِيَّةٍ تُعَظِّمُ بها عَجيزَتَها ، ....
وقد قال الشاعر الأموي جرير :
والتَّغْلَبيون بئس الفَحْلُ فَحْلُهُمُ قِدْماً وأُمُّهُمُ زَلاَّءُ مِنْطِيقُ .....
وقد شرحه الزبيدي في كتابه المشهور / تاج العروس من جواهر القاموس (26/ 425) / فقال :
هي المرأة المُتأزِّرَة بحَشيّةٍ تُعظِّم بها عَجيزَتَها .....
وقد بين الدكتور شراب سبب قول جرير في كتابه : شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية (2/ 163) فقال :
يذمّهم بدناءة الأصل، وبأنهم في أشد الفقر، وسوء الحال، حتى إن أمهم لتمتهن في الأعمال، فيذهب عنها اللحم، فتضطر أن تتخذ حشيّة تضعها فوق جسدها؛ لتعظم أليتها وتكبرها.
ثالثاً : إنه منذ بدأ الاتصال بين المسلمين والغرب منذ قرنين من الزمان ، والمسلمون يسيرون سيرا أعمى في تقليد الغرب في كل شيء ، وهذه ثقافة المغلوب ، وهو نتيجة للصدمة النفسية والفكرية التي يعيشها المسلمون أمام تقدم الغرب وعلومهم من جهة ، ومن جهة ثانية الفراغ الفكري الذي تعيشه الأمة ، فباب الاجتهاد مقفل وباب التفكير مغلق والانحطاط الفكري يعشش في الأمة ، فهذا كله ساهم في هذه الصدمة النفسية والفكرية ، ومن جهة ثالثة تنصيب الحكام الظلمة الذين صدوا عن سبيل الله وعملوا على التضييق على المسلمين والمساهمة الفعالة في جعلهم في آخر الركب بين الأمم
رابعاً : إن على الأمة أن تدرك أن نهضتها هي بالتمسك بدينها الذي حضها على التفكير والابداع والاجتهاد وذم التقليد الأعمى ، وأن عليها أن تقرأ وتقرأ كثيرا في كتب التفسير واللغة وشروحات الأحاديث والفقه ، وأن تفكر جدياً كيف تبني نهضتها على أساس ما قرأته في أمهات تلك الكتب