الأسد وإيران وصحوة الموت الأخيرة

[واعي واعي]

 

 

 

Khaled Amraoui

 

 

الأسد وإيران وصحوة الموت الأخيرة
-------------------------------------------
الغبيُّ فقط من يصدِّق أن إسقاط الطائرة الروسية في سماء الساحل السوري من قبل الدِّفاعات الجويَّة الأسدية والإيرانية كان خطأً.

الحقيقة أن الخلافات الروسية مع الأسد ومن خلفه إيران بدأت تتشعَّب منذ وافق الروس على إخراج إيران من سورية بناء على ضغط أمريكي إسرائيلي وقد تجلَّت هذه الخلافات بأوضح صورها باستفراد روسية وتركية بالاتفاق النهائي لوضع إدلب البارحة في سوتشي.

بعد الصفقة غير المعلنة بين روسية والمملكة العربية السعودية ومن خلفها أمريكا التي أدَّت إلى بيع الأسد ومُعَاوِنِيهِ وإيران بدأ الأسد وإيران يخْبُطُونَ خبط عشواء في الحرب والسياسة فإيران تريد نقل المعركة إلى منطقة شرق الفرات للضغط على أمريكا التي تسيطر على المنطقة من خلال حليفتها قسد تحت عنوان السيطرة على الموارد الطبيعية لتمويل إعادة التَّعْمِيْرِ.

والأسد يريد العودة إلى المجتمع الدولي كرئيس شرعي مَزْهُوَّاً بانتصاراته المزعومة على الإرهاب لإدارة عملية إعادة التعمير على طريقة رامي مخلوف من أجل بناء سورية جديدة متجانسة أرضاً وشعباً تدين بالولاء المطلق إلى حد العبودية لآل الأسد.

بوتين يريد تلافي انهيارٍ اقتصاديٍّ وشيك بسبب العقوبات الغربية على روسية من خلال صفقات يلتف فيها على العقوبات ويتجاوز فيها التأثير الأمريكي المباشر ورأس الأسد لن يكون لديه أغلى من كُرسيِّ الرئاسة الروسية الذي سيتزحلق من تحته فيما لو حصل أيّ انهيارٍ إقتصاديٍّ في روسية كما تخطِّط أمريكا وحلفاءها لذلك عَقَدَ صفقة رأس الأسد ومُعَاوِنِيهِ وإخراج إيران من سورية.

المهم أن إيران والأسد أدركوا حقيقةً أن دورهما انتهى وانتقلا إلى مرحلة النَّزْعِ الأخير التي قد تستمر بضعة أشهر ستتسارع الأحداث فيها لتنشغل إيران في معالجة أزماتها الداخلية ويبقى الأسد وحيداً يَلْطُمُ على الطريقة الكربلائية على ما جَنَتْ يداه له ولطائفته من الويلات.

رسائلٌ متتالية بدأت روسية توجهها لإيران والأسد وبشكل غير مباشر ومنها:
• سهيل الحسن النمر -البديل المقبول رُوْسِيَّاً- للأسد وَعَمِلَ الروس على حل كافة عصابات الشبيحة الأسدية الموالية لإيران في أكثر من مكان وما تردد أكثر من مرة عن تنسيق الروس مع الإسرائيليين لعدم التصادم في الأجواء السورية عند قيام الطيران الإسرائيلي بضرب المواقع الإيرانية والعائلات العلوية العريقة التي بدأت تتحرك ضد عائلة الأسد بذريعة الفشل في إدارة الأزمة والتضحية بالشباب العلويين بشكل غير مبرر ،الأمر الذي أدَّى إلى تصريح برلماني إيرانيٍّ مؤخرا بأن العلويين في سورية يفضلون الإسرائيليين على الإيرانيين.

• وهنالك رسائل مُقَابِلَة من الطرف الآخر تُوَجَّهُ إلى روسية من قبل إيران والأسد لكنها مُبَاشِرَة هذه المرة للدلالة على أن صبرهم قد نَفَدَ على المتاجرة الروسية بهم ومن هذه الرسائل:
- مقتل 3 عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في ريف اللاذقية على يد عصابات الشبيحة التابعة لإيران.
- ورفض الإيرانيين والميليشيات الطائفية التابعة لهم الانصياع للأوامر الروسية بالمشاركة بمعركة إدلب مما أَحْرَجَ الروس كثيرا وأَضْعَفَ موقفهم بالتفاوض مع تركيا.
- وجاءت الرسالة الأقوى الليلة الماضية بإسقاط الطائرة الروسية ال 20 التي تُعتبر من أكثر الطائرات العسكرية الروسية أهمية حيث تعتبر هذه الطائرة غرفة عمليات وقيادة جوية وتقوم بمهام الاستطلاع والتجسُّس والتَّشويش والتوجيه والقيادة بكافة الأجواء وتستطيع قيادة النيران الأرضية وقيادة الطيران بالجو وتوجيهه إلى أهدافه على مسافات كبيرة والمختصين بالطيران والحرب الإلكترونية يدركون حجم الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها روسية بسقوط هذه الطائرة التي تشابه إلى حد كبير بمهامها الطائرة الأمريكية الأواكس وربما تتفوق عليها في بعض المواصفات.

● استنتاج: بعد كل ما جرى على الساحة السورية من حروب واتفاقيات وتقاسم مصالح وقتل وتهجير يستطيع المتتبع للأحداث في الأشهر الأخيرة أن يستنتج أن الإدارة الأمريكية هي مَنْ كانت تتحكم بدفة الصراع وتديره عن طريق الدول المحيطة والمتدخلة وخاصة روسية وإيران وتركية والأردن ودول الخليج ومصر واوربا والآن فإن الولايات المتحدة الأمريكية حصلت على ماتريد من الأزمة السورية وقررت إنهاءها وسيكون رأس الأسد ومعاونيه وطائفته هم الضحية وقد قبضت أمريكا الثمن.

■ نصيحة: إلى كل من خَاْضَ مع الأسد في مستنقع الدماء السورية أشخاصا أو جماعات أن مركب الأسد وزبانيته قد مالت للغرق والقفز منها أيَّاً كانت النتائج يعتبر أهون الشرور .. أَمَّا البقاء فيها فسيأخذكم مع الأسد لأعماق سحيقة لن تروا النور بعدها.

"والله غالب على أمره لكن اكثر الناس لايعلمون".
العقيد الركن أبو الفيصل