ثلاثة شبان شكلوا الركائز الأساسية التي قامت عليها دولة الإسلام الذهبية الأولى

[واعي واعي]

 

 

 

أبو نزار الشامي

 

 

 

ثلاثة شبان ساهموا في إقامة دولة الإسلام:

ثلاثة شبان شكلوا الركائز الأساسية التي قامت عليها دولة الإسلام الذهبية الأولى:
1- أسعد بن زرارة
2- مصعب 
3- سعد بن معاذ

فأسعد كان صاحب الوفد الأنصاري الأول وأول من سمع منه الرسول صلى الله عليه وسلم الكلام الذي أذاب عنده العذابات الطويلة المريرة، أسمعه الكلمة التي كان ينتظرها بفارغ الصبر...
كلمة الرضى بالإسلام والاستعداد لنصرته وإيوائه، تلك الكلمة جعلت هذا اليوم يتيه على سائر أيام السيرة بأنه اليوم الذي أظهر الله به دينه، وأعز نبيه، وأنجز له موعوده، كما سطر ابن إسحاق.
أسعد الشاب لم يتذرع بحداثة عهده في الدعوة ، ولا بعدم خبرته ومهارته فيها، لكنه قام بما يخدم الدعوة وفق الاستطاعة، جعل من منزله مركزا للدعوة الأخطر آنذاك، كما عمل مرشدا ومرافقا ودليلا لمصعب الخير، فكان له كأبي بكر للنبي صلى الله عليه وسلم.
أما مصعب فكان حامل المشروع السياسي البديل وقائد الحزب الإسلامي الناشئ في المدينة، والذي قام بأعمال الدعوة الجسام كلها، من إعداد الكتلة وتثقيفها، إلى التفاعل مع المجتمع، إلى طلب النصرة...
أما سعد بن معاذ فكان هو الحلقة الأخيرة المطلوبة، القوة الداعمة للمشروع، النصرة التي جهد النبي صلى الله عليه وسلم وسفيره لإيجادها، نصرة سعد هي التي استبشر وجه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما علم بتحققها، فنهض مباشرة للهجرة إلى ذلك المجتمع معلنا جهوزيته التامة لأن يغدو أول دولة للإسلام.

أسعد ومصعب وسعد، الأول قَبِل الدعوة، والثاني حمل الدعوة، والثالث نصر الدعوة، كلهم شباب، كلهم إيجابيون، كلهم أصحاب همم عالية...
لم يسأل أحدهم تلك الأسئلة البلهاء (أنتم ماذا قدمتم غير الكلام؟!..)، لم يدافع أحدهم عن نظام أو رئيس أو إله من رموز الجاهلية ولم يبرر له، لم يشغل اهتمامهم غير قوة المشروع وقدسيته، وقدرته على حل مشاكلهم وإنهاضهم من الحضيض الذي هم فيه....
كم نحتاج في شبابنا اليوم أمثال المبادر صاحب الموقف الجريء كأسعد بن زرارة، وأمثال حامل الدعوة المتقن كمصعب بن عمير، وأمثال البطل صاحب القوة والتأثير كسعد بن معاذ.
#هذابصائرللناس

أبو نزار الشامي