واعي واعي Posted October 12, 2018 Report Share Posted October 12, 2018 Ismail Omeer ظاهرة ( معبود الجماهير ) تعود من جديد ولكن بمضمون مختلف ... لقد برز مصطلح معبود الجماهير في منتصف القرن الماضي ، وشاع هذا المصطلح او هذا الإطلاق بشكل كبير ، وكان غالبا ما يطلق على من يسمون الفنانين من مطربين وممثلين كأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ، الذين بلغوا عند محبيهم درجة التقديس بل العبادة(لمعبود و معبودة الجماهير) حتى وصل الأمر حد الانتحار عند بعض محبيهم عند موتهم . وقد كادت قصة معبود الجماهير ان تصبح ظاهرة بل لعلها أصبحت ظاهرة . وقد تعدى الأمر دائرة الفنانين إلى دائرة السياسيين والحكام ، فأصبح الحكام يجيدون التمثيل ويعرفون حتى المقامات الموسيقية لتشديف آذان الجماهير ويتدربون على حسن أداء الخطابات وتحسين الصوت وجمال النبرة لتحقيق ما تسمى (بالكرزما) اي قوة الشخصية وجمالها وحضورها شأنهم شأن المغنيين و الممثلين بل أنهم فاقوا الفنانيين بذلك . و كان من أبرز الحكام الذين تحقق لهم لقب معبود الجماهير و أصبح معبود من دون الله عند أتباعه ومحبيه الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كان يخطب ساعة او ساعتين والناس مشنفة اذانها طربا وهياما دون وعي لما يقول ، فكان بذلك منافس لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ من حيث التطريب. وقد بلغت درجة قدسيته ان تنهال الناس ضربا على من يتعرض له بالاسائة في شوارع عمان وليس في القاهرة فقط ، وهذا ما حصل للحج أحمد دعمس رحمه الله وهو أب زوجتي واحد شباب حزب التحرير وفي سوق الخضار في عمان عندما صاح أحد باعة الخضار بصوت عالي قائلا عن الحج أحمد دعمس انه سب او شتم جمال عبد الناصر فانهال عليه من في السوق ضربا ولم يعرف الحج من أين يأتيه الضرب في حين لو ان أحدهم شتم الذات الالاهية الف مرة لم تجد من يضربه . ثم تناست الناس مصطلح معبود الجماهير مع ظهور ما يسمى بالصحوة الإسلامية . إلا انها عادت للظهور من جديد ، وهذه المرة بالمضمون وليست المسمى نفسه وهذه المرة لنجوم الفضائيات من المشايخ ومن من يسمون بالعلماء وقادة بعض ما تسمى بالحركات الإسلامية عند أتباعهم و مريديهم الذين تقدم آرائهم على آراء وافهام كبار فقهاء الأمة الاتقياء الأنقياء والمعتبرين و المتقدمين بل وحتى افهام الصحابة رضوان الله عليهم . لا لشئ إلا لأنهم رسخوا مفهوم المصلحة تماشيا مع وجهة نظر الغرب في جعل المنفعة هي مقياس أعمالهم واقوالهم و فتاويهم فأصبحت دينا . ابتدائا من مصلحة الأمة مرورا بمصلحة الجماعة التي ينتمون إليها ثم مصلحة الحكام و الأنظمة التي يعتاشون منها إلى مصلحتهم الشخصية . وأخيرا عند بعض القادة السياسيين الذين لبسوا عبائة الإسلام والتي ان نظرت تحت هذه العبائة المزيفة لن تجد إلا شخصية علمانية شديدة المكر والدهاء تملك قدرة هائلة على التمثيل تمكنه من أن يكون معبود الجماهير من حيث المضمون دون إطلاق المسمى عليه . فأصبح رأي معبود الجماهير صاحب (الكرزما) مقدم حتى على نصوص القرأن و السنة . ولعل أوضح الأمثلة على هذه الظاهرة ، (ظاهرة معبود الجماهير ضمنا وليس اسما) . هو اردوغان الذي حكم بغير ما أنزل الله ، والله تعالى يصف من حكم بغير ما أنزل الله بالكافرين والظالمين والفاسقين . فهل سمعتم يرحمكم الله بأحد من أتباعه يصفه بالفاسق او الظالم مصداقا لقول الله تعالى ؟ . هذا عدا عن جرائمه التي أكثر من تعد او تحصى في هذا المقام . لا تعجبوا فهذه ظاهرة معبود الجماهير التي عادت بالمضمون وليس بالاسم . الأخوة والأخوات الاحبة : لاشك أنكم كل يوم تجدون المبررين من اتباع معبود الجماهير ولعل مشاركة او نسخ هذا المنشور سيريكم تعليقات لأتباع معبود الجماهير وهم لن يقولوا عن أنفسهم عباد الزعيم او الشيخ او العالم او القائد (عفوا هذه ليست دعوة للمشاركة او النسخ بل هي من باب المثال ليس أكثر) . و لكن لن يبقى معبود الجماهير معبود الجماهير بإذن الله وستعود أمتى لعبادة ربها الواحد الأحد الفرد الصمد وسيهلك معبود الجماهير وسيهلك معه المبررين له ان لم يتداركوا أمرهم . اللهم أهدي قومي فإنهم لا يعلمون . اللهم عجل لنا بالنصر والاستخلاف والتمكين . آمين آمين يارب العالمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطبتم وطاب صباحكم Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.