اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

السلطان عبد الحميد وكويليام وليفربول !!


Recommended Posts

السلطان عبد الحميد وكويليام وليفربول !!

لا شك أن نادي (ليفربول) الإنجليزي - المؤسس عام 1892م على يد رجل الأعمال الإنجليزي (جون هولدينغ) – قد استطاع أن يجد له مكاناً في قلوب الكثيرين من محبي الساحرة المستديرة في عالمنا الإسلامي.
فهذه المدينة العريقة التي بنيت عام 1207م، وسُمي النادي باسمها؛ برزت فيها صورة مشرقة لأحد رجالات الإسلام العظام ودوره في غرس بذرة الإسلام الوارفة الظل، والتي ينعم بظلها اليوم قرابة الثلاثة ملايين مسلم!
بدايةً لا يراودني أدنى شك أنه تنقصنا المعرفة العميقة لكثير من الأحداث التي حولنا، بل إن وعينا يُشَكّل حسب ما يريده لنا عدونا، ويُحجب عنا ما يراد حجبه، فتضخم قضايا على حساب قضايا أخرى، وتنزوي في أعماق التاريخ أحداثاً نحن في حاجة ماسة إليها لنمحو هذا التشويه المتعمد الذي يمارس بحرفية شديدةٍ نحو ديننا وأمتنا وتاريخنا !

- مدينة ليفربول :
تقع في مقاطعة مرزيسايد (Merseyside)، وتعتبر هذه المدينة من أهم مدن بريطانيا تجاريا وصناعيا، ولكن ما قصة الإسلام على أرض هذه المدينة؟ وكيف بدأ فيها العمل الإسلامي المنظم ؟ وما دور السلطان عبد الحميد في ذلك ؟

- عبد الله كويليام :
في 10 إبريل عام 1856 ولد هنري كويليام "William Henry Quilliam"، ونشأ نشأة دينية محافظة، درس القانون وتخرج في معهد الملك ويليام، بدأ عمله في المحاماة وسريعاً ذاع صيته لما كان يتمتع به من قوة المنطق وفصاحة البيان.

- بداية الهداية:
تعرض هنري لوعكة صحية قرر على إثرها الارتحال إلى بلاد فرنسا في رحلة استجمام، وفوق متن السفينة كان هنري مع موعد مع القدر الإلهي لتتغير حياة هذا الرجل تغيراً جذرياً، والسبب في ذلك مشاهدته لمجموعة من المسلمين يؤدون الصلاة في تؤودة وسكينة، فتفاعل مع هذا المشهد بكل كيانه، وقرر بعد ذلك الارتحال إلى بلاد المغرب، وهناك تعرف على الإسلام عن قرب، وأعلن إسلامه وهو في الحادية والثلاثين من عمره، وعن هذا الموقف يقول هنري كويليام (عبد الله كويليام بعد ذلك) : "عندما غادرت طنجة كنت قد أصبحت مسلماً، بعدما استسلمت بالكلية لقوة قاهرة، لم أملك حيالها إلا الاعتراف بأنَّه الدين الحق " .
عاد بعدها كويليام إلى بريطانيا ليصبح نواة لعملٍ إسلامي حقيقي في بريطانيا، فأقام أول مسجد هناك على أرض بريطانيا، وأصدر صحيفتين إسلاميتين، ولقي في سبيل ذلك ما لقي! ولكنه استطاع أن يؤّثر – بصدقه وحسن بيانه – في بعض رموز بريطانيا فدخلوا في دين الله مسلمين وجههم لله رب العالمين.

- كويليام في استضافة السلطان عبد الحميد :
واجه كويليام الكثير من المشكلات، ومنها المشكلة المادية، فقرر الذهاب إلى رمز وحدة المسلمين يومها (خليفة المسلمين) بعدما عرف من أحد أصدقائه المقربين أن السلطان عبد الحميد لن يضن عليه بشئ في سبيل نشر الإسلام! وهب الرجل إلى اسطنبول، ويصور (مصطفى أرمغان) في كتابه (السلطان عبد الحميد والرقص مع الذئاب ج2) هذه الزيارة قائلاً :
" تم استقبال كويليام كأحد رجالات الدولة، وقام بجولة في البوسفور بالقارب السلطاني، وقبل مغادرته أصدر السلطان مرسوماً بتعيينه (شيخ الإسلام في إنجلترا)، وأصبح الشيخ عبد الله وفياً لهذا الأمر، فلم يخلع الطربوش الذي اعتمره أول مرة في اسطنبول، وكان يتجول في إنجلترا بملابس الموظفين العثمانيين!!" ا.هـ
رجع الرجل بعدما وجد الدعم اللازم؛ فبدأ حركة دؤوبة في العمل للإسلام.
وأكاد أجزم أن الدعم المعنوي الذي قُدم للرجل بخلع لقب (شيخ الإسلام) عليه؛ أعطاه من السلطة الروحية ما يفوق الدعم المادي والذي لم يبخل عليه به الخليفة وغيره من بعض سلاطين المسلمين.
ظل الرجل وفياً للخليفة، وكان ينتقد سياسة حكومته الاستعمارية، ويعارض سياستها ضد الدولة العثماني…

 
 
 
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...