هذا ردي على نفاق كاهن المعبد السعودي عائض القرني

[واعي واعي]

 

 

 

Khaled Amraoui

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ردي على نفاق كاهن المعبد السعودي عائض القرني

لقد وصلنا نداءك واستمعنا له وإنه لنداء نفاق وتملق، لا ينخدع به إلا جاهل أو غبي، ولا يوافقك عليه إلا تلاميذكم الذين أخضعتموهم لعملية غسيل الدماغ في ورشاتكم الوهابية. أما أفراد الأمة الواعون فلا يتأثرون بمثل هذا النداء الصادر عن شخص يمارس دور الكهنة في معابد السلاطين.

لقد تحدثت في نداءك عن البيعة والجماعة وتطبيق الشريعة وإقامة الحدود. وقد كذبت في كل ذلك وزورت وتلاعبت بالنصوص.

فالبيعة لا تعطى إلا لخليفة المسلمين، ومعتوهكم الذي تعتبره ولي أمرك ليس له بيعة في أعناقنا.
وأما مملكة (الاستخراء) كما وصفها ولي أمرك فإنها لا تمثل دولة الإسلام ولا المسلمين.

فالإسلام جاء ليقضي على جميع الأنظمة الوضعية ويقيم في الناس النظام الذي حدده الإسلام.
فلا النظام الملكي ولا النظام الجمهوري يصلح للمسلمين، وإنما الذي يصلح بهم هو النظام الذي خلفه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام به الصحابة من بعده ألا وهو نظام الخلافة الذي نعمل اليوم جادين ومخلصين على إعادته واستئنافه من جديد. وعليه لا تعطى البيعة لملك ولا لإمبراطور ولا لرئيس جمهورية ؛ فقط تعطى لولي أمر المسلمين قاطبة، أي الخليفة.

أما عن وحدة الصف والجماعة وحرمة خلع البيعة والخروج عن الجماعة، فلا أظن هذا التلاعب بالنصوص يغير من حقيقة واقع النظام المتهالك في المملكة. لأن جماعة المسلمين كما يعرفها الفقهاء هي مجموع المسلمين شرقا وغربا المجتمعين على بيعة أمير واحد، فهؤلاء هم جماعة المسلمين لهم بيعة شرعية في أعناقهم لأميرهم، لأنه يحرم تقسيم المسلمين على قطع جغرافية وتعدد الأمراء عليها، أي الخلفاء. أما الرقعة التي سُطِرتْ بقلم ومسطرة الكافرين ـ سايكس وبيكو ـ وقطّعت بمقصهما ثم أهديت لعصابة آل سعود فإنها لا ينطبق عليها وصف الكيان الجامع لجماعة المسلمين، أي دولة الخلافة الجامعة المانعة. ولكنك تزور الأحكام وتتلاعب بها وتستثني الشعب المسجون داخل رقعتكم من الأمة الإسلامية وتزعم أنكم ومعتوهكم تمثلون جماعة المسلمين وأميرها كما جاء ذلك في شريطك حينما قلت أن دولتكم هي الدولة الوحيدة التي تطبق الإسلام وشرائعه وأن على رأسها ولي أمر المسلمين ولكم في أعناقكم بيعة الطاعة له ويحرم الخروج عليه.

وهنا قد كذبت كذبا صراحا فأين تطبيق الشريعة عندكم، ومعالم النظام الرأسمالي تدق أجراسها على أرض الحرمين، فالبنوك الربوية التي تودع فيها أموالك وشركات المساهمة وأحكام الملكيات ومنها الملكية العامة التي لا يصل منها شيء للمسلمين كل ذلك لا نظنه من النظام الاقتصادي في الإسلام، وكذلك الحكم وولاية العهد فإنهما بيد الأسرة المالكة وليس لأي مسلم أمل فيها، ومثل ذلك أحكام السياسة الداخلية والخارجية فهل هي قائمة في بلادكم على أساس العقيدة الإسلامية وجميع المعاهدات والصفقات والتبادل الثقافي تقوم على أساسها؟ لا يوجد شيء من ذلك متحقق تحت سقف مهلكتكم. وأما مناهج التعليم التي تغير وتبدل اليوم ويحذف منها كل ما هو مخيف للغرب ويهدد حضارته من مثل أحكام الجهاد وأحكام أهل الذمة وأحكام التطبيع مع إسرائيل كل ذلك يلغى ويحرف تحت عنوان مقاومة التطرف.

وهنا أسألك أيها الكاهن الفقيه ما دمت تقول إن دولتكم هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تطبق الإسلام في العالم الإسلامي فأين إذًا الجهاد والفتوحات ونشر الإسلام وجمع الخراج والجزية أَوَ ليس هذا وغيره من أعمال الدولة في الإسلام التي تزعم أن مهلكتكم تمثله!! أم أنك تسلطت على النصوص الشرعية وزورتها وقلبتها لصالح ولي أمرك ليسمح للكفار بفتح بلادكم ونشر قواعدهم العسكرية عليها وتسرح وتمرح جيوشهم على أرضكم دون أي قيد وتساعدونهم وتشاركونهم في قتل المسلمين وتدمير ديارهم وهتك أعراضهم بدل الدفاع عنهم وتحريرهم من الكفار، كما أنكم صرتم في النهاية تدفعون لهم الجزية ويقدمها لهم معتوهكم عن يد وهو صاغر وحقير وذليل؟ّّ!

أما عن تطبيق الحدود الشرعية في بلاد الحرمين فذاك لعمري من ذر الرماد في العيون والتضليل والتمويه علاوة عن التشويه، ولا يسعني المجال هنا لأفصل في هذا الأمر فقد سبق لي أن شرحته في فصل من فصول إحدى محاضراتي وبينت فيه خلفية هذا التطبيق المشوه للحدود الشرعية التي أصبحت لعبة بيد كل منحرف ضال مثلكم ومثل الدواعش تضللون بها الناس. (وسأضع في ذيل هذه الكلمة رابط للمقطع الذي أتحدث فيه عن هذا التشويه المتعمد لمن أراد أن يشاهده).

وفي الختام لا أعتذر فيما كتبت عن أي كلمة صدرت مني، فمن غشنا في ديننا وأراد بنا السوء لا كرامة له وليس له إلا النعل، فيكفينا تكالب الكفار والأعداء علينا، فما نعانيه من ظلم الحكام الطواغيت وخياناتهم وتسلطهم علينا كاف، وما الثورات ـ التي تشكك فيها ـ إلا أدلة واضحة على أن الأمة تبحث عن خلاصها منهم والتحرر من قيدهم، ولولا مكركم ووقوفكم في وجهها ودعمكم للخونة بالمال والسلاح وجنودكم المرتزقة لما تعثرت الثورة في اليمن وسوريا ومصر وليبيا، وهذا العمل القذر يدل على أنكم غير مرتاحين لما تدخره لكم الأيام إذا ما نجحت تلكم الثورات فإنها بلا شك ستذهب بريحكم وتزيل عروشكم، وبالأحرى ستزيل عرش ولي أمرك وسيتهدم بزواله معبده فلا تجد من بعد أين ستمارس كهانتك يا عائض القرني. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ هذا رابط المقطع المشار إليه في الكلمة.
https://www.youtube.com/watch?v=cyT9S41Z0oQ&t=25s

 

22/10/2018

 

تم تعديل October 23, 2018 بواسطه واعي واعي