اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

لماذا خيب اردوغان امال محبيه؟؟


واعي واعي

Recommended Posts

فى تمام الساعة الثانية عشر بتوقيت أنقرة جلست جموع المشاهدين أمام شاشات التلفاز، فى إنتظار الكلمة التى وعد بها الرئيس التركى ليكشف فيها تفاصيل ماحدث بخصوص مقتل جمال خاشقجى. الجميع إنتظروا هذه الكلمة رغبة فى شفاء الصدور التى أوغل فيها إجرام بن سلمان ومافعله، وتستر ترامب عليه.

فى تمام الساعة الثانية عشر بتوقيت أنقرة جلست جموع المشاهدين أمام شاشات التلفاز، فى إنتظار الكلمة التى وعد بها الرئيس التركى ليكشف فيها تفاصيل ماحدث بخصوص مقتل جمال خاشقجى. الجميع إنتظروا هذه الكلمة رغبة فى شفاء الصدور التى أوغل فيها إجرام بن سلمان ومافعله، وتستر ترامب عليه.

بعد 40 دقيقة إخترقت خيبة أمل قلوب المشاهدين فلم يسمعوا ماتمنوا سماعه، فانصرفوا إلى فريقين، الأول يبرر على عادته فعل إردوجان ويتحدث عن العبقرية المخفية التى لايراها أحد
بينما الفريق الثانى آثر الصراحة مع نفسه وقال لقد خيب آمالنا.

وهنا لابد من وقفة هامة:

إن حادثة القتل هذه على الأراضى التركية تُعد تعدياً صارخاً على سيادة الدولة، وفيها من الإهانة الكثير. ولقد كانت فرصة مواتية لإردوجان نفسه ( المعروف بدهائه الشديد وقدرته على الإستفادة من أخطاء الآخرين) لصناعة بطولة تضاف إلي سجله ويضرب بها عصفورين بحجر. فقد كان بيده أن يضع ترامب وبن سلمان فى جيبه ويقوم بإبتزازهما. إلا أن أردوجان لم يفعل ذلك مطلقاً .

فلماذا فوت هذه الفرصة؟

فلاهو إنتصر لبلده برد الإهانة التى وجهت إليها من قبل فرقة الموت السلمانية، ولاهو قام بالضغط على ترامب مستغلاً الرأى العام العالمى المتعاطف مع القضية والذى كان فى صالحه.

إن ماقام به أردوجان هو حقيقة هدية لترامب، الذى صرح بنفسه أن هذه أكبر أزمة يمر بها منذ تولى الحكم، نعم هدية لترامب كى يرتب أموره فى هدوء، دون تأثير على الإنتخابات بعد ايام قليلة.

ربما يكون بن سلمان قد إنتهى سياسياً، الإ أن مافعله فى الداخل السعودى بالتخلص من مراكز قوى كثيرة، تجعل إعادة ترتيب الاوراق من قبل أمريكا يحتاج إلى تروى وبرهة من الزمن. فكانت هدية أردوجان اليوم التى منحها لترامب، وربما زيارة مديرة الإستخبارات الامريكية لتركيا مساء أمس كانت من أجل هذا الأمر.

لقد كتبنا الكثير، وكانت الفكرة الأساسية التى أبرزناها، أن أردوجان لن يخرج عن خط ترامب مهما كانت الإهانة التى سببتها حادثة الإغتيال له ولبلده. ذكرنا هذا بناء على قناعة سياسية أن أردوجان يدور فى فلك أمريكا ولايتأتى له أن يخرج عن خطها العام.

اليوم أتت لأردوجان الفرصة أن يسجل إنتصاراً كبيراً على كل من أمريكا وآل سعود . ولكنه لم يفعل لأنه يعرف حجمه بالضبط.

المشكلة ليست فى أردوجان فهو يعرف حجمه جيداً ولكن المشكلة فى أتباعه الذين يجدون فى كل تصرفاته بطولات لايفهمها الجميع. نفس منطق التبرير الذى كان يُعطى لمرسى والإخوان من قبل.

هذا النهج مدمر فعلاً . فالسياسى الواعى لايخدع أمته ولايغازلها بالمشاعر بل هو الرائد الذى لايكذب أهله.

إننا نقدر لهفة الناس إلى مواقف عزة، وتشوقهم لبطل يحقق لهم هذا، إلا أن هذا لايتحقق بالمشاعر أو بالتمنى، بل بقائد يملك إرادته السياسية حقاً، ولايقبل أن يكون ورقة بيد النظام الدولى يقلبها كيف شاء.

إن هذه الأحداث وإن أصابت الأمة بخيبة الأمل إلا أنها تظهر لها الحقيقة كما هى دون تجميل، وأنه لاأمل فى أنظمة سايكس بيكو لأنها لم تأت من أجل مصالح الأمة بل من أجل مصالح أعدائها.

23.10.2108
د. ياسر صابر

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...