اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

همسات المولد النبوي هو بداية وجود آخر رسالة سماوية إحياء ذكراه يكون بتطبيق ونشر رسالته


Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم
همسات
المولد النبوي هو بداية وجود آخر رسالة سماوية
إحياء ذكراه يكون بتطبيق ونشر رسالته

لقد حددت خطبة الجمعة الموحدة لتاريخ 16/11/2018 بعنوان "المولد النبي الشريف":
في ذكرى المولد النبوي نستذكر عظم هذه الرسالة النبوية الشريفة التي نزلت على خير الخلق محمد صلوات الله عليه لتكون اعلانا لبداية التغيير، لتخرج البشرية من ظلم الكفر والإلحاد و الطاغوت وعبادة الأصنام والأشخاص والأفكار والقوانين الوضعية إلى حكم رب الأرباب رب السماوات والأرض، فقد قالها وأبلغ في وصفها ربعي بن عامر رضي الله عنه عن حقيقة هذه الرسالة:
(الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لتدعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله.)
فذكرى المولد ليست ولادة فرد ولا شخص وإنما ذكرى صاحب رسالة سماوية ربانية وهو يبحث من هذه الزاوية وليس من زوايا ما يبحث اليوم من أمور تبعد المسالة عن حقيقتها وجوهرها.
عباد الله .. يقول تعالى في سورة البقرة {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ..
لقد جاءت هذه النبوة برسالة الإسلام خاتمة الرسالات ومهيمنة عليها كلها قال تعالى ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا.....)
فقد روي عن عمررضي اللهُ عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنَّا نسمَعُ أحاديثَ مِن يَهودَ تعجبُنا، أفترى أن نَكتُبَ بعضَها؟ فقالَ: أمتَهوِّكونَ أنتُم كما تَهوَّكتِ اليَهودُ والنَّصارى؟ لقد جئتُكم بِها بيضاءَ نقيَّةً، ولو كانَ موسى حيًّا ما وسِعَه إلَّا اتِّباعي )، فما بال المتهوكون من حكام هذا اليوم يبغونها عوجاً، وهم يتفاخرون بدعوتهم لما يسمى بمبادرات الوئام بين الاديان، فإسلام الاحسان والرحمة هو الاسلام الذي أتت به رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بيضاء ناصعة، لا الإسلام الذي تسعى إليه أمريكا الكافرة والذي تمنح من أجله الجوائز، في محاولة فاشلة لإيجاد دين جديد للمسلمين مبني على فصل الدين عن الحياة ويكون التشريع فيه للبشر بدلا من تشريع االله.

لذا كان الحق والحق فقط في رسالة الإسلام مصداقا لقوله تعالى ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )، فلا قيمة ولا حاجة لهذه الأمة بما في الأديان الأخرى والمبادئ البشرية فهي كفروطاغوت وباطل لا قيمة لها،
وهذه الرسالة اليوم بحاجة إلى كيان سياسي يطبقها أي دولة خلافة لان الدولة هي طريقة هذه الرسالة في التطبيق والدعوة والحمل إلى العالم، فبغياب هذه الدولة غابت الرسالة فاصبح الناس يبحثون حكم الاحتفال وكيفيته وأحكامه وتركوا حقيقة الرسالة حيث خلت الذكرى من مضمون الرسالة ودورها وحقيقتها وخاصة طريقتها وهي وجوب وجود وإقامة دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة .

إن الألم والكرب والقتل والدمار الذي أصاب الأمة الإسلامية ليس له مثيل عبر القرون الماضية ولم يضاهيه كرب أو خطب كما كان سابقا وما ذلك إلا لأن الخلافة قد هدمت ففقدت الأمة بهدمها عافيتها وأمل خلاصها، ما لم تعد الأمة بناءها ووجودها كما كانت ، لقد كانت الخطوب كلما وقعت على أمة الإسلام تسقط الأمة صريعة لها هنيهات ولكنها سرعان ما تفيق من هول الصدمة، فتعود الى رشدها وتلتف حول دولتها وتشد من عضدها فتقويها وتقوى بها فتعود عزيزة منيعة، وتلك الحروب الصليبية الأولى مثالاً على ما نقول وتلك حرب التتار.
ولكن لما فقدت الأمة الخلافة ما عاد لها من ملجأ ولا مهد بل غُلّقت في وجهها الأبواب وتنكبت بها الدروب فخارت منها العزائم وتحطمت منها القوى ، ولا زاد الأمر حيث تولى أمرها بغير سلطانها حكام عملاء يطبقون ما يطبق الكفر ويعتقدون ما يعتقد فاصبحت رسالة الإسلام ارهابا والدعوة لها تطرفا والعمل لها جريمة كما كان حال فرعون مع من آمن
﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾
أيها المسلمون :
منذ أن هدمت الخلافة ما عاد في المسلمين معتصم يذود عن أعراضهم ويذود عن حياضهم فانتهكت أعراضهم ومرغت كرامة المسلمين في التراب في البوسنة والعراق وفي فلسطين حتى ما عاد حكام المسلمين يقيمون لدماء المسلمين وزناً، ومنذ أن هدمت الخلافة ، أصاب الأمة الوهن وطمع فيها أعداؤها لا بل والله طمعوا في دينها فتطاولوا على الإسلام وعلى القرآن وعلى الرسول الأكرم فتلك تصريحات البابا وتلك اهانتهم للقرآن في سجن غوانتنامو وتلك رسومهم الكاركاتورية المسيئة لخير البشر، فأي هوان وصلت إليه حال الأمة ؟
لا بل تعدَ الأمر إهانة الكفار لهذا الدين حتى برز من بين ظهراني المسلمين من يبرر أفعالهم ويلتمس لهم الاعذار ، فيعتلي المنابر والإعلام علماء سلاطين يبررون منع الحجاب ويلوون أعناق النصوص ليجدوا فسحة للتواصل مع الكافرين تحت مسميات عدة وذرائع شتى من حوار الأديان الى حوار الحضارات الى حقوق الإنسان وغيرها.
أيها المسلمون هذا ما آلت إليه حالكم بغياب أحكام الإسلام عن العلاقات والمجتمع والدولة، والله ما كان هذا حال العرب قبل الإسلام من الذلة والمهانة والقتل وهذه يهود تفتك وتقتل المسلمين في غزه بلا مجيب وجيوش المسلمين في ثكناتها بلا حركة لنجدة صرخات اليتامى والثكالى والأرامل تريدها أمريكا في ناتو عربي لحرب الإسلام والقضاء على أي حركة مخلصة في الأمة وللوقوف في وجه الأمة وحركتها وتحريك هذه القوة لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة بزعامة عملاء أمريكا في الجزيرة العربية .
أيها المسلمون
في الحديث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء رفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.
يحدد هذا الحديث المراحل التي مرت بها الخلافة وستستمر في حياة المسلمين وتاريخهم، وهو يسجل أنواع الحكم التي مرت على الأمة المسلمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المراحل هي:
1- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة.
2- مرحلة المُلك العضوض.
3- مرحلة المُلك الجبري.
4- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة
يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى: "وواضح أن الدور الأول والثاني انتهى بزوال الخلافة الراشدة، وأن الدور الثاني استمر حتى زوال الدولة العثمانية، وأن الدور الرابع هو الذي نحن فيه وأن الدور الخامس قادم بإذن الله".
إن مرحلة الملك الجبري باتت في اخرها وأنتم على أبواب المرحلة الأخيرة خلافة راشدة على منهاج النبوة لذا كانت شدة الحرب والحملة على الإسلام وأهله وجنون الغرب من تفلت الأمة، فهنيئا لمن كان له شرف العمل لها اليوم وهنيئا لحملة الدعوة قيامهم بالفرض الذي فرضه الله عليهم وحسرة وندامة على كل من وقف في وجه هذه الدعوة وأهلها قال تعالى:
(إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلْأَشْهَٰدُ)
والحمد لله رب العالمين

 
 
 
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...