اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

《قراءةمستبصرة للتصعيد الأخير بين إسرائيل وحماس》


واعي واعي

Recommended Posts

 

بسم الله الرحمن الرحيم
《قراءةمستبصرة للتصعيد الأخير بين إسرائيل وحماس》
لقد كان هذا التصعيد الأخير بين إسرائيل وحماس مفاجئا،حيث أنه جاء في أجواء دولية ومحلية لحلحلة حالة الجمود الراهنة في حل القضية الفلسطينية، والتهيئة النفسية الشعبية للإعلان عن صفقة دولية،يراد فرضها أمريكيا على المنطقة،وتتطلب تنازلات مؤلمة من الجانبين الفلسطيني ومن خلفه العالم العربي والإسلامي،ومن الجانب الإسرائيلي بكل أطيافه السياسيةيمينِيِّها ويساريِّها،هذا إلى جانب ما يجري من أعمال ومسارات سياسية في غزة من مثل مسيرة العودة نحو الحدود مع دولة العدو الإسرائيلي،واتفاقيات المصالحة بين حماس والسلطة برعاية مصرية،وتغيير حماس لميثاقها الوطني،وعلى الساحة الدولية ما يجري من جهود دولية تسير باتجاه التعاطف الدولي إنسانيا مع غزة،وموافقة الأمم المتحدة على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم،وقيام الامم المتحدة بمبادراة إنسانية ترعاها مصر،باتجاه فك الحصار عن غزة،وما تم مؤخرا من سماح إسرائيل لدولة قطر بتقديم الدعم المالي السخي لحماس،بحجة التزويد لمحطاط الوقود،وحل مشكلة الكهرباء،والمياه والصحة وتوسيع مساحة الصيد،والسماح للعمال بالعمل داخل إسرائيل،ولإنجاح هذه الجهود،تمت الموافقة من قبل الجانب الإسرائيلي وحماس وجميع الفصائل المقاتلة بهدنة لمدة خمس سنوات قابلة للتوسيع،ففي هذه الظروف المحلية والدولية،جاء هذا التصعيد مستغربا،ومثيرا للتساؤل ما الهدف من هذا التصعيد؟!!،ما دامت حماس والفصائل المقاومة للإحتلال قد وافقت على الهدنة مع أسرائيل،فيذهب البعض إلى أن ذلك التصعيد عبارة عن فخ إسرائيلي لحماس،الهدف منه قطف ثمار مسيرات العودة،بشرعنة التهدئة،وجعلها مرتكزا لتحويل الإنقسام الفلسطيني إلى أنفصال،من جراء ما سيترتب على الهدنة والتهدئة،من تداعيات سياسية في الداخل الإسرائيلي،وعلى حماس-كتائب القسام-وجميع فصائل المقاومة المسلحة-سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد-وغيرهما ممن يتشبث بضرورة المقاومة المسلحة للعدو الإسرائيلي،سيما وأن تلك الفصائل كلها قد سارعت للموافقة على تثبيت الهدنة مع قوات الإحتلال عقب التصعيد بوقت قصير،فبهذا أصبحت جميع تلك الفصائل حاملة السلاح ورافعة شعار المقاومة مهيئة لإجراء إتفاقات أمنية منفردة مع إسرائيل،وهذا ما يفسر أنتقادات السلطة القوية لفكرة الهدنة هذه،ووصفها بأنها تهدف لتدمير القضية الفلسطينية وتصفيتها،وأنها بدون ثمن سياسي،وهنا موضع سؤال وهو: هل سيعقب هذا التصعيد والأنتصرات المزعومة فيه،تمرير لصفقات سياسية تتعلق بما يروج له بمسمى صفقة القرن؟!!يتم بموجبها تحويل الإنقسام الفلسطيني إلى إنفصال،في نشوة التهريج الغوغائي الإعلامي والتغني بالنصر الموهوم الذي تحقق لحماس والفصائل المقاومة للإحتلال،والقبول معه بالتهدئة التي تمكن حماس بالسير في طريق المساومات والمفاوضات،على طريقة مصر في الإنتصار على إسرائيل في حرب رمضان،وما تبعها من مفاوضات أدت إلى كامب ديفد، وإسقاط الخيار العسكري العربي الإسرائيلي،سيما وقد أعلنت حماس عن موافقتها على محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تتوسط فيها الأمم المتحدة برعاية مخابراتية سياسيةمصرية،للتوصل الى إتفقات بين حماس وإسرائيل،حيث قال الحية مبررا ذلك بقوله:إن مشاريع الكهرباء والمياه والصحة وتشغيل العمال التي يجمع لها المجتمع الدولي أموالاً تحتاج إلى تهدئة واستقرار،وكذلك كان تعليق خليل الحية من قادة حماس الرئيسيين على ما يجري من تصعيد متبادل بين إسرائيل وحماس،قوله:نأمل بأن تُقطف ثماراً طيبة من هذا التصعيد...،وكذلك ألغى نتنياهوا زيارته في الخارج لحضور محادثات هدنة غزة حرصا منه على تثبيت الهدنة وعدم تأثير الأحداث على إمضائها،فذلك إنما يدل على أن هذا التصعيد إنما هو مفبرك إسرائيليا،حيث أن بدء التصعيد قد كان من قبل يهود بتسلل قوة إسرائيلية وخطف أحد قادة حماس وعلى إثر ذلك وقعت الإشتباكات،التي تم فيها مقتل ثمانية أشخاص بينهم ضابط إسرائيلي،وتوقف إطلاق النار بعد وقت قصير،إثر إعلان نيتنياهو وزعماء حماس أنهم ما زالوا مهتمين بالتهدئة،وربما توسيعها،على غير العادة في مثل تلك الأحداث العسكرية وردود الفعل الإسرائيلي عليها،فذلك لمِمَّا يؤكد على أن هذا التصعيد على هذا النحو المفبرك والمنضبط إنما هو معد لأهداف سياسية دولية وإقليمية إسرائيلية، ستمرر بتلك الهدنة وشرعنة التهدئة طويلة الأمد بين كلٍّ من حماس غيرها من فصائل المقاومة،وبين العدو الإسرائيلي وتهيئة الظروف لتوسيع دائرة التهدئة وأمدها،كخطوة ضرورية على طريق إنجاح مخططات دولية صهيوأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية،وحل مشكلة المخاوف الأمنية الإسرائيلية،سِيَّما وقد أصبح الظرف الدولي والمحلي ملائما لتنفيذها،في سياقات الحد من التطرف الإرهاب،والذي يعد السير في حل القضية الفلسطينية مرتكزا رئيسا في هذا السبيل،فحلها على الطريقة الأمريكية في هذا الظرف أصبح قريب المنال في نطاق الألاعيب السياسية الدولية،وفن الممكن السياسي،خاصة في أعقاب إنهيار الدول التي كانت تعلق عليها الشعوب العربية آمالها في تحرير فلسطين،وانشغالها جميعها بالأزمات السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية،إثر ما يسمى بالربيع العربي،وما أعقبه من أستقطابات في تحالفات دولية وإقليمية ضد ما يسمى بالإسلام السياسي،أو داعش أو إيران،فأصبحت قضية فلسطين في خضم ذلك كله هامشية،ونوعا من الترف السياسي،وغدت إسرائيل أقرب إلى أن تكون حليفا إستراتيجيا في محور الإعتدال المستقطب ضد إيران والإسلام السياسي،بدلا من كونها عدوا،حتى باتت الأبواب مشرعة أمام أسرائيل والتنسيق والإتصالات معها علانية،ومن هنا فإن عد هذا التصعيد بمثابة النصر المؤزر وتخدير الشعوب بالتغني بأمجاد المقاتلين وما أحرزوه من أيقاع الأذى بالعدو وإرباكه إلى حد إضطراب الإئتلاف الحكومي في إسرائيل،وإلجاء وزير الدفاع الإسرائيلي وغيره للإستقالة،إنما هو خيانة عظمى، وتضليل سياسي،المستفيد الوحيد والمنتصر فيه هو العدو الإسرائيلي والداعمين الدوليِّين له،وذلك من جراء ما ستئول إليه تلك التهدئة من تمرير المخططات السياسية لتصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الإسرائيلي،والسير في تنفيذ صفقة القرن فيما يخص غزة وتصفية القضية الفلسطينية برمتها لصالح تعزيز الوجود الإسرائيلي الآمن في المنطقة،ويتأكد ذلك بما قاله خليل الحية آنفا،وبقول رئيس لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي آفي دينخيتر:آمل بشدة أن نكون على مشارف يوم جديد فيما يتعلق بغزة،وبذلك قد يقود هذا التصعيد وما أعقبه من تهدئة بين حماس وفصائل المقاومة الأخرى وبين إسرائيل على المستوى المحلي،وما هو جار من تحركات دولية نحو فرض إنهاء ملف القضية الفلسطينية،في سياق الحرب على الإرهاب،وتهيئة الأجواء الإقليمية والدولية لتقبل الوجود اليهودي مكونا طبيعيا من مكونات المحيط العربي الإسلامي،وتمرير ذلك إثر هذا التصعيد بخيانات محلية توهم شعوب المنطقة بنشوة النصر المزعوم والموهوم،وجعل ما سيترتب على ذلك من تنازلات مؤلمة نسبيا من قبل الجانب الإسرائيلي،وتنازلات مذلة مؤلمة سيقدمها الفلسطينيون ومن خلفهم العالم العربي والإسلامي،والذي مؤداها إلغاء المشروع الوطني الفلسطيني المعهود الذي قدمت لأجله التضحيات الجسام من الجيوش العربية والفلسطينيين على مدى أكثر من سبعين عاما،وبذلك يكون وراء هذا التصعيد ما وراءه من تنفيذ خطوة من خطوات المخطط الأمريكي الراهن لتصفية القضية الفلسطيني بآلية إسرائيلية وتنفيذ إنفعالي عاطفي ديني بقيادة حمساوية مستغفلة أو متورطة بصفقات دولية وعربية،لتمرير جانب مما إنطوت عليه صفقة القرن التي يدندن حولها الجوقات السياسية العميلة،والدوائر الإعلامية الخائنة المأجورة المرهونة بأيدي الدول الإستعمارية،لاختلاق إطار سياسي جديد يمهد به لوجود حاضنة شعبية غوغائية،لما قد يستجد من وجود كيان سياسي يتحول به الإنقسام الفلسطيني إلى إنفصال غزة عن الضفة الغربية، من جراء إنفراد حماس وفصائل المقاومة معها بالأتفاق مع أسرائيل،وإلغاء ما كان يسمى المشروع الوطني الفلسطيني،بإقامة الدولة الفلسطينية الغزية على جزء من سيناء ومنطقة بئر السبع،ليكون ذلك بديلا عن حل الدولتين،ويقدم ذلك في قالب النصر الذي أحرزته حماس في البهلوانات العسكرية الأخيرة التي تمت بينها وبين قوات العدو الإسرائيلي،وما أسفرت عنه مسيرات العودة من ثمار ،فيكون المنتصر الحقيقي والرابح الوحيد من ذلك التصعيد هو العدو الإسرائيلي ومن ورائهم من القوى الإستعمارية الراهنة،فإلى متى ستصحوا الأمة،وتفيق من غفلتها،وتعود إلى صوابها،وتأخذ العبرة مما لحقها من هزائم أوصلتها إلى الهاوية،وهي تسلم قيادها إلى رويبضات من القيادات الخائنة لله ورسوله وللأمة،ليقودوها في كل حين ألى حتفها بظلفها بشعارات وطنية تارة،وبشعارات وعواطف دينية تارة أخري،أولم يأن للذين أمنوا أن يتبصروا في أمرهم؟!! فيبصروا الأمور بنور الله،ويحذروا مما حذرهم الله منه في قوله سبحانه:"لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين،ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير"آل عمران:(٢٨)،أولم يأن للذين آمنوا أن يجمعوا أمرهم على نصرة الإسلام الحق،ويستأنفوا حياتهم على أساسه في دولة إسلامية حقيقية راشدة يكون الدين فيها كله لله؟!!،وحينئذ يعز فيها الإسلام وأهله ويذل بسطوتها الكفر وأهله، فالعزة لله ورسوله والمؤمنين الصادقين المخلصين دينهم لله حيث قال سبحانه: "...ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون"المنافقون:(٨). صدق الله العظيم.
د.إحسان سمارة.
السبت:٩/ربيع الأول/١٤٤٠ه.
٢٠١٨/١١/١٧م.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...