مع الحديث الشريف الكلمة كالثمرة

[واعي واعي]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

الكلمة كالثمرة

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، قَال: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَىيَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنَّهَا تَبْلُغُ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِيَلْقَاهُ». (صحيح ابن حبان 280)

 

أيها المستمعون الكرام:

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يخبر بقيمة الكلام الذي يخرج من أفواهنا فبالكلام يدخل المرء الإسلام، وبالكلام قد يكفر والعياذ بالله .لذلك يجب أن نعي الكلمة قبل أن نقولها، وندرك ما لها من أثر، فالكلمة كبذرة تغرس في الأرض، لا أحد يعلم إن كانت ستثمر وتطرح الخير الكثير، أو لا تنمو، أو تفسد الأرض. فإن كانت خيرًا احتسب لصاحبها الأجر حتى تقوم الساعة، وإن كانت فسادًا يوقع في الأرض على الناس إما تقصدًا أو استهتارًا فيُحتسب لصاحبها الإثم إلى يوم القيامة.

 

مع هذا الحديث علينا أن نتذكر قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق18، حتى نصبح حريصين كل الحرص عند قول أية كلمة مهما كانت، على أن تكون ترضي الله ولا تغضبه، وهذا يستلزم العلم المسبق بما يرضي الله سبحانه وتعالى وبما يغضبه .

 

الله نسأل أن نكون من أصحاب كلمة الحق كلمة الخير، من يزرع الكلمة فتثمر وتطرح حتى يوم القيامة، وأن يجنبنا القول الذي يلقينا إلى التهلكة، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح