اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

أبرز محطات النشاط الإلكتروني "الداعشي"


Recommended Posts

اتسم تاريخ النشاط الإرهابي الإلكتروني "الداعشي" بحالة من التأرجح الدائم إثر تطورات ومُستجدات الساحة السياسية والإعلامية التي كانت تؤثر على مدى قوة التنظيم وحضوره في أرض الواقع. وهو ما انعكست تداعياته بطبيعة الحال على نوعية وحجم المُنتج الإعلامي المرئي للتنظيم، وذلك على النحو التالي:

1- التمدد: تعود أبرز بدايات استخدام التنظيم لأنشطة الإرهاب الإلكتروني إلى سلسلة إصدارات مؤسستي "الفرقان" و"الاعتصام" عام 2013، والتي أُطلق عليها "رسائل من أرض الملاحم"، حيث بلغ عدد الإصدارات المرئية أكثر من 55 إصدارًا، ما بين أفلام وفيديوهات توثق عمليات التنظيم في العراق وسوريا، وأخرى تصور حياة المقاتلين الأجانب المُنتسبين إلى التنظيم، لدعوة وتشجيع أقرانهم في الغرب للقدوم إلى "أرض الخلافة" المزعومة كما كانوا يطلقون عليها().

ومع بدء تأسيس "دولة الخلافة الإٍسلامية" المزعومة عام 2014، كان أول ظهور لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من خلال تسجيل مصور له بعنوان "خطبة إعلان الخلافة" وهو يعتلي المنبر في جامع "الحدباء" في العراق(). وقد توسع التنظيم فيما بعد ذلك في تضخيم مكانته، وإمكانياته في استخدام تقنيات الصوت والصورة، وذلك من خلال تقسيم المناطق الخاضعة له إلى "ولايات"، وإنشاء مكتب إعلامي في كل ولاية يُخصص له مصورين وفنيين، تتلخص مهامهم في تقديم تقارير فوتوغرافية، وفيديوهات عن النشاط العسكري والمدني للتنظيم في تلك الولايات، لنشرها على شبكات الإنترنت، وصفحات التواصل الاجتماعي.

واستخدم التنظيم في تلك المرحلة صورًا ومشاهد حقيقية لعمليات الحرق والذبح والاغتيالات والتفجيرات التي يقوم بها ترهيبًا لأعدائه، وتحفيزًا لعناصره للتمادي في أعمال القتال والعنف كما في إصدارات مثل: "صليل الصوارم"، و"واقلتوهم حيث ثقفتموهم"، و"فشرد بهم من خلفهم". هذا، فضلاً عن إصدار "شفاء الصدور" الذي أنتجته مؤسسة "الفرقان" عام 2015 لاستعراض عملية حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيًا داخل قفص حديدي.

فوفقًا للمركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، بلغ الإنتاج الإعلامي لـ"داعش" ذروته في عام 2015 بإنتاج ما يقارب 2700 مادة إعلامية شهريًا، استحوذت الصور فيها على محل الصدارة بنسبة 75%، أي ما يُعادل 2025 صورة شهريًا. فيما احتلت الفيديوهات المركز الثاني بنسبة 25%، بما يُعادل 675 مادة فيلمية شهريًا().

2- الانحسار: من نهاية عام 2015 وحتى بداية عام 2016 تمادى التنظيم في خطاب "الاستعطاف والمظلومية" بالتركيز على ضحايا عمليات قصف التحالف الدولي، حيث لوحظ تراجع إصدارات التنظيم المرئية المُختصة باستعراض عملياته ونشاطاته لأدنى مستوى لها، سواء من حيث الكم أو الكيف. هذا، في مقابل التركيز على عمليات وهجمات القوات المُعادية للتنظيم في العراق وسوريا، والتي وصلت موادها إلى 35% من إجمالي التقارير والإصدارات المرئية التي نشرها التنظيم خلال تلك الفترة، وكان ذلك نتيجة عدة أسباب، أبرزها:

أولاً: تشديد الرقابة الإلكترونية على منصات التنظيم الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.

ثانيًا: خسارة التنظيم مناطق عديدة في العراق وسوريا مما أدى لتراجع حجم ونوعية العمليات التي كان ينفذها.

ثالثًا: بلوغ الإنتاج المرئي الداعشي ذروته في مستوى الدموية واستهلاك كل تقنيات التمادي في عمليات القتل والتعذيب التي كانت تعتبر أهم عوامل جذب الانتباه لتلك الإصدارات في بداية بثها.

رابعًا: تعرض التنظيم لضربات قوات التحالف الدولي الجوية التي أسفرت عن مقتل عدد كبير من رموزه وكوادره الإعلامية المسئولة عن إدارة وإنتاج الإصدارات المرئية، وتسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

خامسًا: حجم الخسائر البشرية التي تكبدها التنظيم إثر الضربات التي تعرض لها في معاقله الرئيسية، مما زاد من حاجته لاستقطاب المزيد من المقاتلين بالتركيز على خطاب "الاستعطاف والمظلومية".

هذا بدوره ما دفع التنظيم للبدء في إنتاج عدة إصدارات مرئية جديدة بقصد توجيه رسائل لذوي المهارات الإعلامية تُبرز حاجة التنظيم لهم، وتستدرجهم للانضمام إليه من خلال التمادي في استخدام الخطاب الديني العاطفي، كما في إصداري: "مجاهد انت" و"مجاهد أنت أيها الإعلامي"

3- محاولة البقاء: في إطار محاولات تنظيم "داعش" للبقاء ومُعاودة الانتشار، لاسيما بعد الهزائم التي تكبدها في الواقع، وحالة الإفلاس الإعلامي التي وصل لها، أصدر مركز "الحياة" الإعلامي التابع للتنظيم عام 2017، الجزء الثاني من سلسلة "لهيب الحرب" المُترجمة للإنجليزية، والتي كانت أولى إصداراتها عام 2014 بعنوان  "لهيب الحرب - الآن جاء القتال".

ويُعد الإصدار الثاني الذي جاء بعنوان "لهيب الحرب - إلى قيام الساعة" هو أول إصدار للتنظيم بعد هزيمته في عدة معاقل له في سوريا عام 2017، حيث يعتبر الأكثر عنفًا في تاريخ أعماله المرئية، خاصة أنه مثل نقلة سينمائية صورت تمرد التنظيم ومدى وحشيته من خلال مشاهد الإعدام، والذبح، وتحطيم الرؤوس بالحجارة().

فقد استعرض الإصدار صورًا وفيديوهات تم تداولها مُسبقًا لعمليات قام بها التنظيم في المناطق التي كان يُسيطر عليها في العراق وسوريا، لإعادة استحضار مظاهر قوته ونفوذه وتحفيز أعضاءه على الاستمرار والبقاء تحت لوائه.

بينما أصدر مركز "الحياة" الإعلامي في ليلة رأس السنة من عام 2017، فيديو بعنوان "يا كفار العالم"، حاملاً تحذيرات بلغات مختلفة لعدد من الرؤساء الذين تم عرض صورهم وكان من بينهم: بشار الأسد، ودونالد ترامب، وفلاديمير بوتين. هذا، فضلاً عن دمج أغنية جهادية فرنسية تُرجمت إلى العربية والإنجليزية بعدد من مشاهد عمليات الإعدام الميدانية التي قام بها التنظيم

فالجدير بالذكر، أنه بعد الانشقاقات التي تعرض لها تنظيم "داعش" والهزائم التي تكبدها عام 2017، ركز التنظيم على تقديم محتوى يدعو للصبر والثبات ويُشجع على البيعة وإعادة توجيه العنف تجاه أعدائه والدول التي يستهدفها، وبدء مرحلة جديدة من الأنشطة والعمليات انطلاقًا من مناطق أطلق عليها "أراضي الهجرة" في إقرار ضمني منه على هزيمته في معاقله الرئيسية المعروفة بـ"أرض التمكين والسيطرة" في العراق وسوريا.

وفي هذا الصدد، أصدرت مؤسسة "حرب وإعلام"، المُناصرة لتنظيم "داعش" في مطلع عام 2021 فيلمًا وثائقيًا بعنوان "البداية والنهاية"، مُترجمًا إلي الإنجليزية، يسرد في إيجاز نشأة تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الإرهابي، وحتى امتداده إلي سوريا وإعلان قيام تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الإرهابي، الذي أُطلق عليه بعد ذلك تنظيم "داعش". وذلك من خلال استعراض عدة صور وتسجيلات مرئية وصوتية وفيديوهات لمشاهد حقيقية بثتها وسائل الإعلام العربية والغربية عن أنشطة التنظيم وعملياته في مناطق نفوذه في العراق وسوريا، وما تلى ذلك من خسائر تكبدها إثر هجمات شنتها الفصائل والقوات المُناوئة له والتي كان على رأسها قوات التحالف الدولي، والطيران الروسي.

وركزت نهاية الفيلم على فكرة عودة نفوذ التنظيم، مُستندةً في ذلك على تقرير صوتي أجنبي مُترجم إلى العربية يدعي أن "الدولة الإسلامية تتعافى وتستفيد من الجائحة، هجمات الدولة تزداد بكثرة، لقد أصبحت أكثر انتشارًا وأكثر تعقيدًا". كما اشتملت النهاية أيضًا على تقرير آخر أمريكي يُحذر من عودة أشد خطورة لتنظيم "داعش".

هذا، بينما اُختتم الفيلم بعرض سلسلة من عمليات التنظيم التي شنها مؤخرًا في عدة مساحات جديدة على رأسها قارة أفريقيا، في كل من: النيجر، وموزمبيق، وبوركينا فاسو، ونيجيريا، وليبيا، ومالي، فضلاً عن هجماته ضد حركة طالبان، ومساعيه لتأسيس موطئ قدم له في الفلبين، وعودته في الأماكن التي كان قد خسرها في سوريا.

ويُمثل هذا الفيلم استكمالًا لمعركة درامية، أبطالها الصوت والصورة، بدأها التنظيم ردًا على بث المنصة العالمية "نيتفليكس" لأول فيلم ناطق بالعربية "الموصل"، في 26 نوفمبر 2020،  والذي يروي قصة حشد جيش يضم ميليشيات عراقية، وأكثر من مائة ألف جندي من القوات الخاصة العراقية "سوات" في الحرب لتحرير الموصل من قوات "داعش" الإرهابية. إذ يستعرض الفيلم التحالف المؤقت الذي جمع بين السنة، والشيعة، والمسيحيين، والأكراد، لتحقيق هدف واحد مشترك، وتحرير بلادهم من براثن تنظيم "داعش"، وذلك على الرغم من اختلاف دوافعهم، ومصالحهم في المنطقة.

وجاء رد تنظيم "داعش" على فيلم "الموصل" في اليوم التالي بإصدارين مرئيين، هما: "معركة الموصل"، و"الموصل .. الرواية الأخرى"، لاستعراض رواية عكسية، ومُضادة من خلال استعراض مشاهد ولقطات لمعارك، وهجمات حقيقية شنها التنظيم خلال حرب الموصل، مُقتبسة من عشرات التقارير والإصدارات المرئية التي وثق التنظيم بها الاشتباكات اليومية التي دارت في حرب الموصل خلال الفترة (2016 – 2017).

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...