اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

يورو فتوى: تطبيق يجسد تطرف الإخوان المسلمين


Recommended Posts

أطلق المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الذي أسسه منظّر الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي تطبيقاً إلكترونياً أسماه “يورو فتوى” قبل 18 شهراً. وقد أثار، منذ ذلك التاريخ، محتواه وهدفه القلق في كل أنحاء أوروبا. وأصبح، خلال فترة قصيرة، تطبيق يورو فتوى واحداً من بين 100 تطبيق الأكثر تنزيلاً على مستوى العالم، وخاصة في الغرب. كما استمال التطبيق الكثير من الشباب الذين يبدو أنهم لا يمتلكون المعرفة أو الخبرة الكافية لتقييم محتواه.

كما شد التطبيق الانتباه خلال فترة الحجر جراء “كوفيد-19” حيث تم تنزيله آلاف المرات في جميع أرجاء أوروبا خاصةً ألمانيا، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وفنلندا، وأيرلندا. وقد جعل هذا الاهتمام الذي حظي به هذا التطبيق الخبراء يعتقدون أن المتطرفين سيستغلونه لتجنيد الشباب. وقد حثّت منظمات عديدة شركتي غوغل وآبل على حظره باعتباره أداة في يد جماعة الإخوان والمرتبطين بها من الإسلاميين الراديكاليين الساعين إلى نشر التطرف بين الشباب.

وقد أبدت منظمات مثل هيئة حماية الدستور الألمانية، ودار الإفتاء المصرية، ونواب مثل الفرنسية ناتالي جولي، والبريطاني إيان بايسلي مخاوفهم بشأن محتوى التطبيق الذي يثير الكراهية ويؤثر سلبًا على السلم الاجتماعي بين الأعراق المختلفة في أوروبا ما أدى إلى المطالبة بحظره؛ غير أن شركة غوغل – بعد حظر التطبيق – أعادته بعد حذف مقدمته التعريفية التي كتبها يوسف القرضاوي. وواصل يورو فتوى، منذ ذلك الوقت، مهمته في نشر الأفكار الجهادية، والعنف، والتطرف. كما قدّم للإخوان وسيلة عالمية سهلة لنشر أفكارهم الراديكالية.

الإخوان المسلمون والإعلام الجديد

 وفرت منصات التواصل الاجتماعي أدوات سهلت على الجماعات المتطرفة نشر أفكارها، وتجنيد عناصر جديدة، وتنفيذ عمليات إرهابية مستفيدة من منصات إعلامية جديدة أتاحت إمكانية التواصل مع الشباب في كل أنحاء العالم بسرعة وبسرية، وإقناعهم بتبني وجهات نظر متطرفة. وقد اتضحت خطورة مثل هذه التطبيقات والفتاوى المتطرفة مؤخراً بعد إصدار بعض الإسلاميين الراديكاليين لفتوى دعت للانتقام من صامويل باتي، يقولون فيها إنه استخف بقدسية شخص الرسول محمد (ص) بعرض صور مسيئة له.

تحرك بفعل هذه الفتوى الشاب الشيشاني الأصل أنزوروف الحامل للجنسية الفرنسية الذي تأثر بأفكار الناشط الفرنسي عبد الحكيم الصفويري، المعروف بعضويته في جماعة الإخوان، وبتأسيسه لجمعية الشيخ ياسين التابعة لحركة حماس الفلسطينية الراديكالية إلى جانب جماعات متطرفة أخرى تفرعت عن جماعة الإخوان التي استخدمت التكنولوجيا بما فيها تطبيق يورو فتوى لشن حملتها على المدرس الفرنسي ونشر أفكارها للتغرير بالشباب.

وقد شكل مقتل صامويل باتي مدرس التاريخ الفرنسي، ذي 47 عاماً، في أعقاب الحملة الإلكترونية الموجة ضده باستخدام وسائل الإعلام الجديد بما فيها تطبيق يورو فتوى على يد عبد الله أنزوروف في 16 أكتوبر 2020 – في مدرسة واقعة في إحدى ضواحي باريس – صدمة أشعلت غضب الفرنسيين والحكومة الفرنسية دفعت بأوروبا إلى الانتفاض في وجه الإسلاميين الراديكاليين، ومراجعة وضع المنظمات الإسلامية وعملها في أوروبا.

لقد أصبحت التطبيقات على شاكلة تطبيق يورو فتوى وغيرها تمنح فضاءً مفتوحاً للحوار الذي يغذي خطاب التطرف والكراهية. كما تعطي مساحة كبيرة للخطاب المحموم والمحرّض الذي يمكن أن يؤثر في عقول الشباب. وتسهّل أيضًا هذه التطبيقات أو ما يمكن وصفه بالإعلام الجديد على هؤلاء المتطرفين إجراء اتصالات مشفرة ينشرون بها محتويات مضلّلة لمتابعيهم تدفع بهم  إلى القيام بجرائم بالنيابة عنهم وتجعلهم – أي مروجي خطاب الكراهية –  في منأى عن الملاحقة والمساءلة الأمنية.

وفضلا عن هذه المرونة التي تمنحها هذه التطبيقات، فإن تشغيلها لا يتطلب الشيء الكثير، حيث يمكن لأي أحد الوصول إليها بما فيهم مديري هذه الجماعات، دون حاجة إلى الكشف عن أسمائهم التي قد تعرضهم للمساءلة الأمنية، ومن بين الميزات الأخرى المهمة لتطبيقات الإعلام الجديد بما فيها تطبيق يورو فتوى ميزة عدم ذكر الأسماء الحقيقية التي تساعد في إخفاء هوية الأشخاص الذين يسعون إلى غسل أدمغة الشباب من خلال خطاب مشحون بالكراهية.

وقد أدركت جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الراديكالية المشابهة أن منصات الإعلام الجديد توفر مستوى جيد من السرية والخصوصية للناشرين والمشتركين. وتسهّل عليهم الترويج لأنشطتهم وإيصالها إلى متابعيهم في كل أنحاء العالم بجميع اللغات باستخدام أشكال وأنواع مختلفة من الأجهزة الذكية الموصولة بشبكة الإنترنت في أي زمان ومكان الأمر الذي يَصعب معه اقتفاء أثر الواقفين وراء نشر هذا المحتوى التكفيري المدمر والمحرّض على الانقسام.

كما تَعي جماعة الإخوان والجماعات المتناسلة منها أهمية هذه التطبيقات، التي تجد إقبالا واسعًا عليها من لدن الشباب، نظرًا لفائدتها إعلاميًا في نشر خطابها الهدام. وقد اقتدت الجماعة في هذا بما قام به دون بلاك في الولايات المتحدة عام 1995 الذي طوّر موقعاً مخصصاً لدعم خطاب الكراهية تجاه غير البيض؛ هذا الخطاب الذي لقي معارضة من لدن عدد من الفاعلين في المجتمع المدني أمثال دان جانون الذي سعى إلى دحض كل ما يروج لخطاب الكراهية وخرافة النقاء العرقي للبيض في بلد العم سام.

يدرك الإخوان والجماعات المتطرفة الأخرى مزايا تطبيقات الإعلام الجديد ومنصاته مقارنة مع القنوات التقليدية. كما يفهمون جيداً أن الإعلام الجديد يوفر مرونة كافية لبناء شبكات تروج للعنف والكراهية من دون الحاجة إلى الحضور المادي في مسرح الجريمة. ويتماشى هذا تماما مع خطة الجماعة الرامية إلى خلق شروخ وانقسامات في المجتمعات وتقويض أمنها واستقرارها بكل الوسائل المتاحة.

تطبيقات تحريض على التطرف: القرضاوي نموذجًا

 يعتبر تطبيق يورو فتوى الذي حذر من خطورته عدد من المسؤولين الأوربيين بالنظر لما يروج له من خطاب مشحون بالكراهية والراديكالية واحدا من التطبيقات التي وقف وراءها المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الذي يعتبر يوسف القرضاوي – أحد منظّري جماعة الإخوان المسلمين – من بين مؤسسيه الذين يواصلون التشجيع على تنفيذ التفجيرات الانتحارية ضد الأمريكيين، والغربيين، والإسرائيليين، ويعتبرها “عمليات استشهادية بطولية”

كما أنه وإلى جانب دعمه الأيديولوجي والمادي الذي يقدمه للجماعات التي تطلق على نفسها اسم “الجماعات الجهادية”، من خلال “ائتلاف الخير” الذي يرأسه القرضاوي، فهو يستخدم أيضاً مواقعه الخاصة به على الإنترنت وحساباته المعروفة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي للترويج لتطبيق يورو فتوى الذي دعا بسببه عدد من المسؤولين الأوروبيين كل من شركتي غوغل وآبل لحظره أو إزالته نهائياً من متجريهما الخاصين بالتطبيقات.

ويشار، في هذا الصدد، إلى أن الدكتور هانز- جاكوب شيندلر – المدير الأول لمشروع مكافحة التطرف – قد ألقى باللوم على شركات التكنولوجيا الكبرى لفشلها في محاربة التطرف السيبراني وخصوصا بعد رفض غوغل وآبل حذف التطبيق رغم ارتباطه الواضح بالمتطرفين الذين يحرضون على ارتكاب جرائم إرهابية في جميع أنحاء العالم. كما دعا الدكتور إلى إيجاد إطار عمل أكثر صرامة يفرض غرامات مالية على كل من يروج للكراهية ويستخدم منصات الإعلام الجديد هذه مثل تطبيق يورو فتوى.

كما حذّر د. شيندلر من تداعيات الفتاوى والكتابات التي ينشرها القرضاوي على هذه المنصات، والتي تبرر العنف ضد أي إنسان. ويحاول الدكتور دحض مزاعم الإسلامويين ويعبر عن رفضه لأيديولوجيتهم، ونظرتهم اللاهوتية، وفلسفتهم. وفيما يلي أمثلة على فتاوى القرضاوي المنشورة على التطبيق يورو فتوى، والتي لم تتم إزالته بعد من قبل شركة غوغل وآبل:

  • “ستكون أسلمة أوروبا بداية العودة إلى الخلافة الراشدة، وسيعود الإسلام إلى أوروبا كقوة رائدة ومنتصرة بعد أن طُرد من هذه القارة مرتين”.

  • “ربما يفجّر بعض الجهاديين أنفسهم إذا قررت جماعاتهم القيام بذلك”.

  • “إن نشر الإسلام في الغرب واجب على جميع المسلمين، لأن احتلال أوروبا ودحر المسيحية أمر محتوم لا مفر منه. ومع نشر الإسلام في أوروبا، يمكن أن يصبح قوة كافية للسيطرة على القارة بأكملها”.

  • “يُحظر العمل في المطاعم التي تقدم لحم الخنزير والخمر، كما يُمنع العمل كعناصر شرطة في هذه البلدان الكافرة”.

الخاتمـــــة

 إن الهدف الواضح من تطبيق يورو فتوى هو عرض تعليقات دينية الطابع، ووضع قواعد للعبادة تتيح للمسلمين غير الناطقين باللغة العربية في الغرب معرفة الطرق الصحيحة لممارسة فروض الصلاة والواجبات الدينية. كما يحاول التطبيق شد انتباه غير المسلمين إلى موضوعات تتعلق مثلا بتعدد الزوجات. وهناك، في بعض الحالات، فتاوى غريبة تثير الفضول لدى غير المسلمين وتشجعهم على تنزيل التطبيق.

كان يمكن لتطبيق يورو فتوى أن يكون أكثر فائدة بكثير لو أنه طرح أفكاراً معتدلة وغير متطرفة، ولو أنه روّج للسلام، والتسامح، وقبول الآخر المختلف والتعايش معه. كان يمكن أن يخدم هدفاً أسمى لو أنه ألقى الضوء على المبادئ الإسلامية الأصيلة التي جاءت في القرآن الكريم، مثل: ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ “، ” لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ”، ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.

لا يعكس تطبيق يورو فتوى، بشكل عام، أياً من هذه المبادئ السامية الموجودة في الإسلام، فهو غالباً ما يركز على القضايا الخلافية التي يُرجح لها أن تثير الغضب، والعنف، وعدم الاحترام لدى أولئك الذين يعتنقون ديانات ومذاهب مختلفة. كما أن جماعة الإخوان المسلمين لا تكترث بالعواقب السلبية التي تجرها هذه الفتاوى، ويركّزون اهتمامهم على مدى إمكانية تحقيق أهدافهم وطموحاتهم في السيطرة على عقول الناس أينما كانوا.

وعليه، فإن المؤسسات الأوروبية لها كل الحق في حظر هذا التطبيق، وخاصة بعد أن تم التأكد من أن بعض الإرهابيين الذين نفذوا عمليات عنف في أوروبا يستخدمون هذا التطبيق والتطبيقات المشابهة. والقوانين التي تتعامل مع الجرائم السيبرانية موجودة في العديد من هذه الدول، ولكن تطبيقها على أرض الواقع هو المسألة المهمة بما يمكن من إيجاد طريقة لحظر هذا النوع من التطبيقات في جميع أنحاء العالم.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...