اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

تحصين الأطفال من الفكر التكفيري مهمة لا تحتمل التأجيل


Recommended Posts

المتابع لما تقوم به الجماعات الإرهابية والتكفيرية من تجنيد للنشء والأطفال للانضمام لصفوفها سيكتشف أن عقول وأفكار وأخلاق، بل ودين أطفالنا ونشئنا، أصبحت كلها كميادين السباق يسابقنا فيها التكفيريون والإرهابيون للنيل من أبنائنا والوصول إليهم بهدف تجنيدهم لاعتناق الأفكار الضالة، خاصة في ظل هذا الانفتاح التقني وإدمان نشئنا وأطفالنا للتبحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من علوم الميديا بمختلف أشكالها وقراءة في الأرقام التي تتحدث عنها تقارير أجهزة المخابرات العالمية ستكشف لنا أن الجماعات التكفيرية بدأت فعلاً حرب شرسة معنا من أجل الفوز بعقول أطفالنا، وهو ما يعني ضرورة أن نستيقظ قبل فوات الأوان لنحصنهم في مواجهة هذا الطوفان الغادر. قضية هامة يقول الدكتور الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، إن قضية تحصين النشء والأطفال في مواجهة الفكر التكفيري والمتشدد في غاية الأهمية، خاصة وأن هؤلاء النشء في حال إهمالنا لهم سيتحولون في المستقبل لمشروع متشددين بسهولة إذا استغلت الجماعات التكفيرية جهل هؤلاء الصغار ونفثت في عقولهم سمومها التكفيرية والإرهابية. ويضيف لا بد من تكاتف جهود الأسرة والمدرسة والمسجد على التوالي من أجل تربية الأطفال وتوجيههم بشكل صحيح فلابد على الأسرة أن تسعى لمنح الطفل السلامة النفسية والطمأنينة بحيث يكون الأب والأم قدوة لأبنائهم في التمتع بخصال الإسلام الصحيحة البعيدة عن التطرف الشديد أو الإفراط في أمور الدين فالطفل يصلي مثلما يشاهد والده يصلي ويصوم مثلما يجد والده يصوم، وكذلك الأمر في كل العبادات والشعائر الدينية، فإذا تمتع الأب بالوسطية، فسوف يتمتع الابن بالوسطية أيضاً وإذا وجد الطفل والديه لاهيين يبحثان فقط عن متع الحياة ويهملان الدين فسوف ينشأ كذلك، وإذا وجد الطفل والده متشدداً فسوف ينشأ كذلك لهذا فعلى الآباء والأمهات أن يتقوا الله في الأطفال ويعلموا على أن يكونوا قدوة حسنة بحيث ينشأ الطفل صالحاً نافعاً لوطنه ودينه والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في حديثه الشريف: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، ويوضح استمرار وتوسع الأثر وعدم اقتصاره على مرحلة الصغر وذلك في حديثه القائل: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، ولا بد أن ندرك أن توعية الآباء والأمهات لأبنائهم بمخاطر الإرهاب وآثاره المدمرة عامل مهم جداً في بناء جيل قوي متسلح بالأفكار الصحيحة التي تحميه من الإرهاب ومخاطره، كما أن الحوار الهادف والهادئ من الآباء والأمهات مع أبنائهم من خلال التأكيد لهم على الدور البارز الذي تقوم به القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب وتضحيات الشهداء من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، تعطي صورة ذهنية رائعة، وتجعلهم يشعرون أن الدولة تهتم بسلامتهم وأمنهم وكرامتهم ومستقبلهم. ويقول: المدرسة عليها عبء كبير ومن هنا فلابد من إعادة صياغة العديد من المقررات الدراسية وتطويرها لتسهم في تعزيز الانتماء الديني الصحيح، وكذلك تعزيز الانتماء الوطني في نفوس الأطفال والنشء كل ذلك إلى جانب تعزيز المواد الدينية، وتوضيح صورة الإرهابيين والتكفيريين فهو أمر مهم للغاية بحيث يدرك الطفل منذ الصغر أخطاء الإرهاب والتكفير دينياً وتاريخياً وفكرياً على اعتبار أن هذه الفئة هي سبب الفتنة في كل زمان ومكان، ومصدر اختطاف الإسلام، وتضليل الشباب برفع الشعارات فدور المدرسة كبير في توجيه الطلاب وإرشادهم وحماية أفكارهم، وهو دور لن يتأتى من دون أن يتحمل المعلمون والمعلمات مسؤولياتهم، وتحديداً نشر ثقافة الوسطية والتسامح بين الطلاب والطالبات ولابد هنا من التأكيد على أهمية دور المؤسسات التعليمية تتحمل العبء الأكبر في مواجهة ظاهرة الإرهاب الفكري فهي تمثل الخط الأول في المواجهة مع تلك الجماعات التي تتبنى الفكر الإرهابي. يقظة المجتمع ويقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، إن التنظيمات الإرهابية فطنت للأطفال قبلنا والدليل أن هناك تقارير تؤكد أن داعش أكبر تنظيم إرهابي على الساحة يسعى للسيطرة على أدمغة النشء والأطفال حتى يكونوا في المستقبل جيل الخلافة بحسب زعم الدواعش طبعاً وهو أمر في غاية الخطورة ويستلزم منا اليقظة بسرعة والعمل بكافة السبل على تحصين الأطفال المسلمين في مواجهة هذا الغزو الفكري خاصة في عصر يعتمد فيه الأطفال على مواطن أخرى غير المنزل والمدرسة للحصول على المعلومة ومنها مواقع التواصل الاجتماعي والتي يسيطر عليها بوضوح التكفيريون من الدواعش وغيرهم لذلك فلو أهملنا تربية نشئنا وأطفالنا فسوف لن يمر وقت طويل إلا ونجد أنفسنا أما متطرفين يدينون بالولاء للتكفيريين وللإرهابيين وقد نشأ هذا الجيل للأسف الشديد في أوساطنا دون أن ندري ووقتها لن يستطع أحد الوقوف في طريقهم. ويضيف: لا بد أن نعي جيداً أن أن التحصين المبكر للأطفال والناشئة والحرص على عدم وقوعهم في أيدي المتشددين والمتطرفين وبخاصة في مرحلة الطفولة والنشء وهنا من الممكن استخدام وسائل عصرية حديثة متنوعة تتفق ومتطلبات تلك المرحلة العمرية المهمة لتحقيق ذلك ومنها القنوات التي تقدم الرسوم المتحركة على سبيل المثال، وكذلك استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم صفحات هادفة تقدم الفكر الإسلامي المستنير بلغة مبسطة تتفق وأعمار أطفالنا، بحيث نستثمر هذا كله في صناعة وتأليف حكايات وأفلام الكرتون من إبداعنا نحن وليس واردا إلينا من عقول غربية تتصادم مع قيمنا وعقيدتنا، وبهذا المنتج تكون لدينا وسيلة فعالة وناجعة في مواجهة الفكر المنحرف سواء كان متطرفاً أو منحلاً، مما يعد حصانة لعقول أطفالنا ليس في مصر وحدها ولكن في الوطن العربي والإسلامي كله. صورة الإسلام الدكتورة وجيهة مكاوي أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر، تقول: نعيش الآن في وقت كشف فيه الإرهاب عن وجهه القبيح مدعياً أنه صحيح الإسلام، وهذه النظرة السوداوية لها عدة ضحايا أولها صورة الإسلام نفسه وهذه الصور من التشوية من قتل وتدمير قد أدت إلى الانحراف الفكري والتشوية مما أثر على النشء والأطفال سلباً، فهؤلاء يتلقون الإسلام بصورة غير صورته للأسف الشديد، فيتلقونه بصورة تتسم بالسوداوية والإيمان الخاطئ النظرة الأحادية الضيقة ولابد أن نعي هنا أن من أهم الأسباب التي تؤدي للتطرف هو النظرة الأحادية لأحكام الدين بطريقة تجعل صاحب تلك النظرة الأحادية يظن أن كل من يخالفه هو منحرف يستحق القتل، وبالتالي يتحول صاحب النظرة الأحادية إلى إرهابي يمارس العنف وهو ما يحدث اليوم من خلال تلك المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات التي ظهرت على الساحة ولهذا فلا بد من أن تعي المجتمعات الإسلامية جيداً أن تحصين الأطفال منذ نعومة أظفارهم ضد الفكر التكفيري ضرورة كالتحصين ضد الأمراض المستعصية فلا بد أن نعلمهم أن الإسلام هو دين الرحمة والوسطية وأن الدين الإسلامي مليء بقيم الرحمة والتسامح وليس قيم التشدد والغلو، كما يروج لهذا الإرهابيون ولابد في هذا الإطار من إعادة النظر في محتوى العنف الذي تقدمه الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال، ومن الممكن هنا أن نستغل أفلام الرسوم المتحركة في تقديم القيم الإسلامية الصحيحة من خلال أفلام مشوقة تقدم تفسيرا صحيحا للمفاهيم الإسلامية التي قام الإرهابيون بتشويهها وبدلا من أن يسعى الطفل للحصول على التفسير من أماكن لا نثق فيها فلنمنحها نحن له عن طريق الأفلام التي يقبل على مشاهدتها وبهذا نخلق جيلا متعلما ومثقفا ولديه المعلومة الصحيحة. تضيف د. مكاوي: أيضاً لا بد أن تلتفت المنظومة التعليمية في المجتمعات الإسلامية خاصة التي تعد المناهج للمراحل الابتدائية والمتوسطة إلى أهمية أن يضم المنهج الذي يدرسه الأطفال والنشء على توجه إسلامي صحيح بحيث نربي هؤلاء النشء والأطفال على المنهج الوسطي وينشأ الطفل متقبلاً للآخر، مع التحصين المبكر للأطفال ضد التطرف لأن الأطفال هم دائماً هدف المتشددين في كل زمان ومكان. يرى د. عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، إنه لابد أن تستيقظ كل أسرة مسلمة وتعمل على متابعة أبنائها بمنتهى الدقة، خاصة في ذلك العصر الذي يمتلك فيه كل طفل آلة تمكنه من التجول عبر شبكة الإنترنت والدردشة مع كثير من الغرباء عنه، وبالتالي، فإن سقوطه في فخ الجماعات التكفيرية والإرهابية ليس صعباً، لذا على الأسرة أن تتابع وتحذر الطفل من الحديث مع الغريب ولو تحدث عليه ألا يثق في كل حديثه، لأن هناك الكثير من خفافيش الظلام من العناصر التكفيرية الذين يكتبون خلف جدران مظلمة وينفثون سموم حقدهم وكيدهم وغدرهم وخيانتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً ما يطرح بـ «تويتر» مع التأكيد على أبنائها وتنبيههم إلى عدم صحة كل ما يكتب في «تويتر» أو غيره من وسائل التواصل، كما أن هناك أسراً أدى انشغالها إلى ترك أبنائها دون متابعة أو رقابة، حتى تسللت إلى عقولهم وقلوبهم أفكار هدامة تحت لباس النصح الكاذب والحق المزعوم.

 

المصدر

https://www.alittihad.ae/

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...