Jump to content
منتدى العقاب

طالبان ـ تداعيات عودة طالبان في أفغانستان على أمن أوروبا


Recommended Posts

تداعيات عودة طالبان على أمن أوروبا:

يشدد الاتحاد الأوروبي على الأهمية القصوى لسلامة وأمن جميع مواطني الاتحاد في أفغانستان، وأثار استيلاء طالبان على البلاد القلق بعد انتشار الفوضى والتى قد تدفع بموجة من اللاجئين، ولابزال مكافحة الإرهاب ومنع استخدام الأراضي الأفغانية من قبل الجماعات الإرهابية الدولية في صميم المشاركة الجماعية للاتحاد، وتخشى الدول الأوروبية من أن القاعدة والجماعات الإسلاموية المتطرفة الأخرى ستجد مرة أخرى ملاذًا آمنًا هناك.

عودة الجماعات المتطرفة والراديكالية – طالبان:

تؤكد التقارير الاستخباراتية أن حركة طالبان لا تزال على ارتباط وثيق مع القاعدة ومجموعة من الجماعات الإرهابية التابعة للقاعدة العاملة في أفغانستان، وتخشى بريطانيا من أن عودة حركة طالبان والفراغ الذي خلفه انسحاب الغرب الفوضوي سيتيح لمتشددين من تنظيم القاعدة اكتساب موطئ قدم في أفغانستان مما يشكل تهديدا على أمن دول أوروبا.

يؤكد التحذير الأخير من المدير العام لجهاز MI5"كين ماكالوم” بأن انتصار طالبان في أفغانستان سيلهم الجهاديين الشباب في الغرب، والمخاوف من أن موجة أخرى من الإرهاب ستتبع سقوط كابول، وكانت وكالات الاستخبارات الغربية تتحدث عن أن الجماعات الإرهابية الدولية تسعى إلى إعادة البناء في ظل طالبان في أفغانستان، مما يعزز المتطرفين في أوروبا.

ايديولوجية حركة طالبان: 

واقع طالبان الفكرى هو واقع المجتمع التقليدي المحافظ ـ الإسلامي في أفغانستان فالحركة هي انتظام عفوي خلف شعارات دينية، وكما يقول مولوي حفيظ الله حقاني “ليس لحركة طالبان لائحة مكتوبة لتنظيم أمورها وعلاقاتها، ولا يوجد لديها نظام للعضوية ولا علاقة منظمة، وتتضمن أسس رؤيتهم الأيديولوجية تحقيق عدة أهداف وأهمها:

1ـ إقامة الحكومة الإسلامية على نهج الخلافة الراشدة.

2ـ أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا.

3ـ أن يكون قانون الدولة مستمدا من الشريعة الإسلامية.

4ـ اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب الهامة في الحكومة…إلخ

الفرق بين إمارة طالبان و خلافة داعش- طالبان: 

يمكن تلخيص أوجه الشبه و الاختلاف بين طالبان و داعش في النقاط التالية :

1 - العقيدة: ولدت كل من حركة طالبان وتنظيم داعش على مرجعيات ومؤلّفات متشددة.

2 - المدارس والتعليم: كانت طالبان معادية بشدة للتعليم خلال فترة حكمها، فقد ألغت المدارس تماماً في بعض الأحيان، أما تنظيم “داعش” فلم يعارض التعليم الحديث ولم يلغيه، بل ألغى بعض المواد التي لا تناسب أفكارهم مثل الموسيقى وأبقى على المواد الضرورية كالعلوم واللغة وغيرها.

3 - منطقة العمليات: منطقة العمليات الجغرافية لداعش تتكون من العراق وسوريا والأردن ولبنان وتجمع  المقاتلين من جميع أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا وأمريكا وباكستان والهند، باستثناء بلدان الشرق الأوسط، بينما تقوم طالبان بتجنيد كوادر من أفغانستان وباكستان والمناطق القبلية.

4 - من حيث الرأي: هناك  جدول أعمال رئيسي لإقامة حكم الخلافة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وتنتهج طالبان نهجا متشددا فهي لا تعتبر المرأة إنسانا.

التخادم بين حركة طالبان و تنظيم القاعدة – طالبان: 

وجد تقرير حديث للأمم المتحدة  بناءً على معلومات استخباراتية للدول الأعضاء أنه على الرغم من وعود قادة طالبان الأفغانية بقطع العلاقات مع القاعدة، يبدو أن العكس هو الصحيح، وخلص التقرير إلى أن نواة طالبان والقاعدة “لا تظهر أيّ مؤشرات على قطع العلاقات”، وأن طالبان تستضيف ربما المئات من عناصر القاعدة في شبه القارة الهندية في مقاطعات قندهار وهلمند ونمروز، وأن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين جزء لا يتجزأ من تمرد طالبان وسيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، فصله عن حلفائه من طالبان، كما أن طالبان لن تمنح دعما مطلقا لـتنظيم القاعدة لكنّها لن تتوانى عن حماية التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن.

لا تزال العلاقة وطيدة بين طالبان والقاعدة، حسب ادموند “فيتون براون” رئيس بعثة الأمم المتحدة لمراقبة المجموعات الإرهابية “داعش” و”القاعدة” يقول “براون” “نعتقد أن قيادة تنظيم القاعدة لا تزال تحت حماية حركة طالبان”.

ويضيف “فاغنر” الخبير في شؤون جنوب آسيا بأن “الجماعتين (طالبان والقاعدة) مرتبطتان ببعضهما من خلال الكفاح المشترك في أفغانستان، وإلى حد ما يصعب الفصل بينهما”، ويرى أن هذا ما يصعب على طالبان تحديد علاقتها مع القاعدة بعد عودتها إلى السلطة، ولذلك فإن توضيح الكثير من الأمور سيتم على المستوى المحلي أكثر من المستوى الوطني، ويضيف “سيعتمد الأمر كثيرا على العلاقات الشخصية”.

و أكد سابقا المسؤولون الأفغان أن الجماعة الإرهابية تتمتع في نفس الوقت بمأوى مريح في المناطق التي تسيطر عليها طالبان، وأشار مسؤول أفغاني إلى أن القاعدة كانت على بعد 18 شهرا من إمكانية  شن هجمات على الغرب، وتنفيذ هجمات إقليمية انطلاقا من أفغانستان بحلول نهاية العام، وقال المسؤول الرفيع إن رسائل عثر عليها في حاسوبه الشخصي، أظهرت أن عبد الرؤوف أخبر نظراءه في القاعدة أن أفغانستان قد تعود قريبا إلى وضعها قبل 11 سبتمبر كمحور رئيسي للجماعة الإرهابية.

 

التقييم:

أصبح من المتوقع أن يطرق المهاجرون الأفغان أبواب دول الاتحاد الأوروبي  بسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد، وأعلنت المفوضية الأوروبية تسريع عمليات استضافة اللاجئين الأفغان مما أثار انقسامات بين الدول الأوروبية، وكالعادة لايخلو ملف اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي من التعقيد، لاسيما أن بعض رؤساء الاتحاد الأوروبي في صدد صياغة استراتيجيات لتجنب تكرار أزمة الهجرة عام 2015 و2016.

بات عودة تنظيم القاعدة إلى أفغانستان شيئا حتميا، وترى الحكومات الأوروبية أن وصول حركة طالبان إلى السلطة يعد  خطرا على أوروبا، وتخشى الدول الاوروبية من أن تصبح كابول قاعدة للإرهاب الدولي وملاذا للجماعات الإرهابية يتم من خلالها التخطيط لهجمات إرهابية عابرة للحدود يتم تنفيذها على الأراضي الأوروبية.

يعتقد بمجرد أن تبدأ الدول الأوروبية في الضغط على حركة طالبان وتضييق الخناق عليها بالعقوبات، فمن المحتمل جدًا أن تسمح طالبان للقاعدة بإقامة وجود أقوي في البلاد مرة أخرى، وتحريض أنصارها على تنفيذ هجمات إرهابية على المصالح الأوروبية، إذن فالأمر مجرد مسألة وقت قبل أن نرى الهجمات تنطلق إلى الخارج، ما يحتاجه الاتحاد الأوروبي هو التحرك ككتلة واحدة باستخدام كافة الأدوات الدبلوماسية والجيوسياسية المتاحة لحماية أمن دول التكتل.

أن التعاون مع أي حكومة أفغانية مستقبلية مشروطًا بتسوية سلمية وشاملة واحترام الحقوق الأساسية لجميع الأفغان، بما في ذلك النساء والشباب والأشخاص المنتمين إلى الأقليات، واحترام التزامات أفغانستان الدولية ومنع استخدام الأراضي الأفغانية من المنظمات الإرهابية.

وعلى المدى الطويل يجب أن تكون هناك استراتيجية وأدوات أوروبية ملموسة تجاه تمدد حركة طالبان، والعقوبات هي واحدة من الأدوات القليلة المتبقية.

يمكن لأفغانستان أن تصبح مرة أخرى “مرتعا” للإرهاب، وتوفر ملاذا للمتطرفين، ولم تكسر طالبان ابدا تحالفها مع تنظيم القاعدة على مدى العقدين الماضيين على الرغم من الضغوط العسكرية والمفاوضات التي استمرت عامين في قطر.

يمكن أن يرفع صعود طالبان في أفغانستان معنويات مختلف الجماعات المتطرفة  في المنطقة، كما أنه يجب توقع أنه ليس فقط تنظيم داعش، بل أيضا تنظيم “القاعدة” والجماعات المتطرفة الصغيرة الأخرى في أفغانستان وباكستان سيصبحون أقوى، ومع ذلك ففي حين يهدف “داعش” لإقامة خلافة خارج حدود الشرق الأوسط، من المقرر أن تبني “طالبان” إمارة داخل أفغانستان فقط، ويصح هذا مع تصورهم لأنفسهم باعتبارهم من السكان الحقيقيين للبلد.

ويثير استيلاء طالبان على الحكم في افغانستان مخاوف كبيرة بين جيرانها، لا سيما مع وصول تهديدات التشدد عبر الحدود والاتجار بالمخدرات إلى حدودها والتأثير على الأمن والاستقرار الداخليين، والجهات الفاعلة الإقليمية في آسيا الوسطى على حافة الهاوية بوجه خاص، حيث تؤثر الزيادة الأخيرة في أعمال العنف و التطرف في أفغانستان على بعض المناطق الحدودية في المقاطعات الشمالية للبلد.

قد يلهم نجاح طالبان الجماعات الإرهابية في الشرق الاوسط لتعزيز قوتها والسعي إلى الشرعية الدولية، والمستوى الدولي وخاصة الأوروبي ستضطر القدرة الضاربة الخارجية لطالبان إلى أن تكون عن طريق تنظيم “القاعدة” وفروعه في جميع أنحاء العالم، وبمجرد أن يبدأ الغرب في الضغط على النظام الجديد في كابول، فمن المرجح أن تسمح طالبان لتنظيم القاعدة بإقامة وجود قوي في البلاد، ثم انها مجرد مسألة وقت قبل أن نرى الهجمات المنبثقة إلى الخارج، ومن غير المرجح أن تشارك حركة طالبان الساعية للظهور كتنظيم شرعي مشاركة مباشرة، ولكنها بالتأكيد ستوفر التشجيع الضمني للمنظمات الارهابية، وقد تشهد القارة الاوروبية هجمات إرهابية منظمة مرة أخرى على المدى المتوسط و الطويل.

Link to comment
Share on other sites

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

Guest
Reply to this topic...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

Loading...
 Share

×
×
  • Create New...