اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

إغتيال القرشى.. تداعيات ميدانية وتنظيمية وإفريقية


Recommended Posts

حملت عملية اغتيال زعيم تنظيم داعش ابو ابراهيم الهاشمى القرشي على يد القوات الامريكية فى فبراير الحالى في طياتها بعض الدلالات المهمة، منها تنامي اعتماد اسلوب مكافحة الإرهاب سواء الإقليمية أو الدولية في المنطقة على الاستراتيجية المعروفة بـ “قطع الرؤوس”، وهي الاستراتيجية التي تقوم بشكل رئيسى على توجيه ضربات أمنية نوعية تستهدف قادة التنظيمات الإرهابية وعناصر الصف الأول فيها، وهنا نشير إلى أنه خلال فترة زمنية لا تتعدى العام تم قتل كل من زعيم حركة بوكو حرام ابوبكر شيكاو، ومقتل زعيم تنظيم داعش فى غرب افريقيا ابومصعب البرناوى، فضلا عن مقتل زعيم حركة انصار الله الحوثية عبدالملك الحوثى، وعدنان ابووليد الصحراوى زعيم تنظيم داعش فى الصحراء الكبرى، كذلك مقتل زعيم تنظيم القاعدة فى المغرب العربى عبد الملك دروكودال، وذلك عقب فترة وجيزة من مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادى ايضا.

ويبدو ان هذه الاستراتيجية قد طرحت تأثيرات سلبية متعددة على التنظيمات العقائدية، خاصة فى ظل ما ترتب عليها من تداعيات على المستوى الداخلي والهيكلي لتلك الحركات الراديكالية من إرباك واحباط وتخبط وانهيار ويأس، بالاضافة الى الحالة النفسية السيئة لقيادات الصف الثانى ومختلف مستويات الكوادر المتطرفة بتلك التنظيمات المسلحة، بالنظر لحالة التشكك فى وجود تسريب معلوماتى وخيانة داخلية وعملاء مهمتهم إمداد الأجهزة الأمنية المعنية والعديدة بمعلومات عمليات او معلومات استخباراتية عن أهدافها المفضلة بما يمثل إختراقاً محتملاً يزداد يوماً بعد يوم، بجانب ما يمثله ذلك التطور من تعقيد للمشهد الداخلي لاسيما في ظل تصاعد احتمالات الصراعات الداخلية بين المرشحين المحتملين لقيادة التنظيمات على مواقع الزعامة، ذلك فضلًا عن المكاسب الإعلامية المترتبة على هذه العمليات، كما انها قد تمثل عاملًا محفزاً لقوات سوريا الديموقراطية من أجل تصعيد عملياتها الأمنية في سوريا ضد عناصر داعش، مستفيدةً من مقتل القرشي وما سيسببه من ارباك للتنظيم.

 كما يمثل مقتل “القرشي” ضربة كبيرة لتنظيم داعش الإرهابي في ظل تأثيرها السلبى على جهود ومحاولات تحركات التنظيم العملياتية المتنامية في الآونة الأخيرة لمحاولة إعادة التموضع والانتشار  فى سوريا والعراق عقب تراجع وضعيتهم، وتكثيف العمليات الإرهابية اعتمادًا على الخلايا والمجموعات الصغيرة والذئاب المنفردة، في إطار مساعيه لإعادة إحياء نفسه في مناطق النفوذ التقليدية، وسوف تحمل عملية اغتيال “القرشي” العديد من الارتدادات والتداعيات المحتملة على تنظيم داعش على المستوى الداخلي، أو حتى على المستوى العملياتي، وعلى الأرجح سيؤدي مقتل “القرشي” إلى زلزال داخل تنظيم داعش الإرهابي، أو على الأقل عملية ارتباك كبيرة، وذلك في ظل الصراع المتوقع على القيادة داخل التنظيم، كذا فقدان التنظيم في السنوات الأخيرة لمعظم قياداته الكاريزمية.

ورغم المؤشرات الأولية التى لا تستبعد  احتمال تولي “الحاج جمعة عواد” زعامة تنظيم داعش عقب مقتل القرشي، لمكانته التنظيمية الرفيعة؛ إذ يشغل “عواد” منصب رئيس مجلس الشورى العام للتنظيم، فضلًا عن مكانته المعنوية والكاريزمية بوصفه شقيق أبي بكر البغدادي الزعيم السابق للتنظيم، الا ان مقتل القرشى سوف يربك التنظيم، وقد يحدث تراجعًا مؤقتًا له، لكنها لن تقضي عليه تمامًا.

وعلى المستوى الافريقى، فقد تم رصد أول رد فعل لفروع تنظيم داعش بولاياته الثلاث بوسط وغرب وشرق القارة، حيث تلقى الزعماء المحليين لتلك الولايات الخبر بقدر من التخبط والارتباك خاصة مع وجود صراع داخلى داخل قيادات داعش الاقليمية بالقارة السمراء يدور حول الاستقلالية أم المركزية، وهو ما قد يفتح المجال مجدداً نحو الانشقاق المحتمل وتفضيل الاستقلال بمناطق النفوذ والسيطرة والزعامة فى ظل الضعف المتصاعد بالهيكل الهرمى بقمة داعش.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...