: شريعة داعش تتسبب بوجود آلاف الأطفال بلا نسب

[كمال الدين الفاتح]

نتجت ظاهرة الأطفال بلا نسب وانتشرت من فتوى أصدرها مشرّعو تنظيم داعش، تفيد بوجوب زواج أرملة المسلح القتيل بمسلح آخر، إذ اعتبروا أن سكن المرأة بمفردها حرام شرعاً، لافتاً إلى أن مخيم الهول خير شاهد على هذه الظاهرة، إذ يضم أكثر من ألفي طفل بلا قيد..

ويُعدّ وجود جيل كامل ليس له أى أوراق رسمية من أخطر آثار الحرب الإرهابية بسورية وغيرها، حيث ولد مئات الأطفال خلال السنوات الماضية في عدد من المعسكرا ت والمخيمات من دون أن يملكوا أوراقاً ثبوتية بسبب إنتساب آبائهم الذين ينتمون لجنسيات مختلفة، إلى تنظيم داعش الإرهابى الذى قاتلوا فى صفوفه، ثم إختفوا بمقتلهم أو إعتقالهم أو فرارهم إلى أماكن مجهولة..
وتنتشر ظاهرة فقدان النسب فى معظم المناطق السورية التى كان ينتشر فيها داعش وآخرها بلدة الباغوز شرق محافظة دير الزور، والتى أعلنت ميليشيات قوات سورية الديمقراطية قسد تحريرها من سيطرة التنظيم عام 2019، وأعقب ذلك إحتجاز معظم عائلات التنظيم فى مخيمات تابعة لقسد فى محافظة الحسكة، وأبرزها الهول والربيع، فيما إستطاعت عائلات أخرى قليلة الإفلات عبر الإستعانة بمهرّبين وسماسرة للوصول إلى مناطق محافظة إدلب..
و تراوح أعمار هؤلاء الأيتام الذين بلا نسب بين ثلاثة وعشرة أعوام، ويعانوا من إهمال كبير بسبب تجنب المنظمات تقديم أى دعم إجتماعى أو نفسى حقيقى لهم، خصوصاً أنهم بلا وثائق شخصية كونهم من جنسيات مختلفة.

السؤال يكمن هنا فيما ننتظر من فتيان وفتيات فى عمر الزهور يجمعوا بين إنعدام النسب واليتم وعدم إمتلاك أوراق ثبوتية وموصومون رغم أنفهم بإنحدارهم من نسل إرهابيين بل وأغلبهم إرهابيين أجانب مختفين يصعب على المجتمع التعامل مع أى منهم، السؤال الأخر هو هل هذه هى إستراتيجية داعش الناتجة عن فتواها وشرعها، وهل هذه هى الوعود التى مازالت تطلق خلال تجنيد المزيد من العناصر لصفوفها؟ أى مستقبل هذا ينتظر زوجته أو أزواجه أو حتى سباياه وأطفاله المحكوم عليهم بالتدمير النفسى والإجتماعى قبل المادى.