أسامة الثويني Posted June 21, 2022 Report Share Posted June 21, 2022 كتب الدكتور نايف نهار الشمري، مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر، مقالاً بعنوان "تهاوي النموذج الغربي لا يعني بالضرورة صعود النموذج الإسلامي". تهاوي النموذج الغربي لا يعني بالضرورة صعود النموذج الإسلامي. - المصدر أونلاين (almasdaronline.com) وفي هذه العجالة "دردشة" سريعة وملاحظات على بعض ما جاء في المقال. إن دعوى عدم امتلاك المسلمين اليوم نموذجاً إسلامياً جاهزاً للتشغيل دعوى عريضة، لا أرى الدكتور نايف وُفّق للتدليل عليها! وأفهم أن لكل مقام مقال، وأننا أمام مقال وليس كتاباً أو بحثاً موسّعاً، إلا أنني أفهم أيضاً أنه في عجالة المقال لا بد من انتقاء أخصر البضاعة ولكن أغلاها. في محاولة الدكتور الأولى للتدليل على صحة الدعوى استند على قصور مناهج كليات الشريعة في جامعات الدول القائمة في العالم الإسلامي. ولا أظن أن باحثاً موضوعياً جاداً يظن مجرد ظن أن الدول القائمة في العام الإسلامي لديها الإرادة والاستطاعة للنهوض بالتفكير الشرعي والعلمي (التطبيقي) والأدبي والثقافي..! كليات الشريعة لم تصمم أصلاً لمثل هذا الغرض، فهي والحال هذه لا تصلح لأن تكون مؤشراً لتحقق وجود بناء معرفي كامل! أما محاولة الكاتب الثانية للتدليل فكانت في الفقرة التي تليها مباشرة، وأعني مسألة ترجمة القرآن إلى اللغات العالمية! وأرى أن هذه المحاولة أضعف من أختها. ذلك أن ترجمة القرآن مسألة فنية وثانوية جداً، وهي ربما تفيد في التسويق لغير المتحدثين باللغة العربية، ناهيك عن أن التسويق الصحيح والتفهيم الصحيح المنتج يكون بمزج الطاقة العربية مع الطاقة الإسلامية، وإعادة إحياء اللغة العربية وتثوير طاقاتها في التأثير والتوسع والانتشار. كما أنه، وحسب مكونات البناء المعرفي التي بينها الدكتور (التصورات الوجودية والقيمية والمفاهيمية) فإن مسألة الترجمة لا موقع لها في الإعراب، ولا أعلم إن كنا نستطيع حشر مسألة الترجمة في المكون الرابع ( التفعيل الإجرائي مع البيئة المعاصرة) ؟! أما بالنسبة للانشغال بالبحث القرآني المباشر، وبما ُيفهم منها ضمناً القطيعة مع التراث الفقهي أو تهميشه على أقل تقدير، فإن هكذا مقاربة تكشف عن عدم إلمام بحقيقة التراث الفقهي، الذي هو بدون مبالغة ثروة فكرية وأصولية ولغوية لا يمكن للمرء الذي يريد العلم والنهضة والتغيير أن يخطو الخطوة الأولى من غير أن يتشربه ويتضلعه. التراث الفقهي هو منتوج فقه إسلامي، وليس منتوجاً ثقافياً ارتبط بزمانه ومكانه ثم مضى واندرس! كالفقه الروماني أو الأثيني! الفقه الإسلامي هو العلم بالأحكام الشرعية المستنبطة من أدلتها التفصيلية. وهي أحكام تدور مع عللها إن كانت معللة، وتنزل على وقائعها، سواء أكان واقعها في القرن الثالث الهجري أم في عصرنا اليوم. وتغير الوقائع يحتاج لاستنباط أحكام جديدة، أما تماثل الوقائع، وإن كان بينها قروناً متطاولة، فلا تحتاج لاستنباط جديد. هكذا هي طبيعة أحكام الإسلام؛ تعالج والواقع وتهيمن عليه وليس العكس! والواقع موضع التفكير وليس مصدره. على العموم، واضح أن الكاتب متحرّق شوقاً لعودة نموذج الإسلام، وهو في هذا الشعور والرغبة يشترك مع الملايين من المسلمين، والحمد لله. وهي دعوة من محب، إلتفتوا يا رعاكم الله إلى المشروع الفكري والسياسي المتين والجاد الذي قدمه حزب التحرير ويعمل له من خمسينات القرن الفائت؛ على مستوى التثقيف المركز، والتثقيف العام، ويعمل على إيصاله للحكم بشكل جاد. مشروع لا يقطع الصلة بتراث الأمة، ولا ينفصل عن الواقع الجديد، مشروع يبدأ بالفكرة الكلية عن الكون والإنسان والحياة ولا ينتهي بجداول مقترحة للأيام الدراسية للتعليم المنهجي في دولة الخلافة. مشروع عريض وعميق يمكن للباحث أن يرى عصارته بصيغة دستورية في كتاب من جزئين، سماه "مقدمة الدستور أو الأسباب الموجبة له". حــزب التحريــر Hizb ut Tahrir (hizb-ut-tahrir.org) Quote Link to comment Share on other sites More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.