الجيش الحر: خطورة المرحلة، واهميتها - عبد الغني محمد المصري

[الرضا]

 

بدابة: ان كلام الصحيفة الفرنسية "لوفيغارو"حول منصب فخري حتى عام 2014، هو نوع من رفع سقف المفاوضات، كي يتم القبول بامور أخرى. فبشار، وجزءا كبيرا من نظامه، قد انتهيا واصبحا من الماضي، فحتى لو حدثت معجزات عدة خارقة، وانتصرا، فليس بمقدورهما ان يحكم، لعدة اسباب منها:

 

-- هناك اكثر من مئة الف مسلح ما بين مدني وعسكري منشق.

 

-- هناك حوالي 50 الف شهيد، الاضافة لاكثر من مئة ألف معتقل مجهول المصير، واكثر من مئة ألف جريح، وآلاف اليتامى المشردين، والعائلات التي معيليها، او سكنها، او كل شيء.

 

-- المجازر، والجرائم تمت على امتداد الارض السورية.

 

-- كل ما سبق لم يفقده الشرعية المحلية فحسب، بل فقد شرعيته الدولية ايضا.

 

ماذا سيحكم؟ ومن سيحكم؟، ومن سيعيد البناء، والذكريات، والاحباب؟. لذا فقد انتهوا الى غير رجعة، والعالم كله يدرك ذلك. لذا لم تعترض جديا كل من روسيا اوايران على اقتراح الائتلاف من الدول الغربية، لانهم قد اعطوا نظام بشار المهل الكافية التي ادت الى تدمير البنية التحتية، والمقدرات المعيشية للشعب السوري البطل.

 

فما هو الواقع الحالي، وما مدى خطورة المرحلة؟

 

الواقع الحالي ان هناك ملايين الاسر المهجرة داخل الوطن، وخارجه. كما ان هناك محافظات مثل محافظة حمص، ودرعا، ودير الزور، اكثر من 70% من سكانها مهجرين بين الداخل والخارج منذ اكثر من سنة كاملة.

 

كما ان هناك ملايين الاسر التي تهدمت بيوتها، واماكن عملها، كما اضحت آلاف الاسر بلا معيل، وهناك آلاف الأطفال بلا والدين.

 

لقد تبين بمجال لا يرقى إليه الشك، أن كل عمليات التدمير باستخدام الطيران، والبراميل، والصواريخ، والمدفعية، كانت تتم ليس برضا روسيا فقط، بل بموافقة امريكية، واسرائيلية ضمنية. حيث كانت ترمي الى استخدامها كورقة ضغط في حالة اقتراب النظام من الانهيار، وعدم قدرته على هزيمة الثورة.

 

وهذا ما يحصل الآن حيث تعمل امريكا –مندوبة الناهبين- على مسارين، هما مسار سياسي، وآخر عسكري.

 

اما المسار السياسي، فتتمثل بالواقع الشعبي المعيشي المدمر، المذكور اعلاه. لذا فهي تضغط، بالطريقة الآتية:

 

-- انه لا اعادة بناء لما دمر، ولا تعويضات، و لااية مساعدات من قريب او بعيد الا بالرضوخ لما يحقق شروط الاملاء.

 

-- للمحافظة على وحدة الاراضي لابد من الرضوخ لشروط محاصصة، تضمن عدم الهيمنة المؤثرة لأهل الثورة، الحاضنة الاجتماعية لارض الشام: المسلمون السنة.

 

-- المصالح العالمية، تريد ان تبقي على الهيكيلة الحالية للجيش والامن، وفي اقصى حد للتغيير ان تضمن نوع من المحاصصة التي يسمح لها بالتأثير عليها عندما تريد.

 

-- في حالة عدم الرضوخ، سيتم دعم انقسام كردي في الشمال الشرقي، والنفخ في بؤر توتر علوية، وهي حالة تمكن الغرب من حصول استنزاف دائم ومتواصل للدولة التي ستنشأ إثر سقوط النظام، والتي ستكون بالكاد قادرة على اعادة التسكين، والتأهيل لبعض مما تم تدميره، فكيف بخوض حروب استنزاف؟.

 

اما المسار العسكري، فيمكن ان يتم كالآتي:

 

-- الحالة السياسية اعلاه، ستجعل شرائح واسعة من الشعب تؤيد اي حل يضمن رحيل بشار، والقادة الاساسيين، والتعويض المادي، واعادة البناء لما تم تدميره. لان غالبية الشعب الثائر ليس مؤدلجا، كما انه ليس هناك تنظيم طليعي، او حركة نخبوية، له الفضل في قيادة الحراك، او لها تأثير كبير وحقيقي في المجريات على الارض.

 

-- اي كلام حول طبيعة الدولة، او غيره، ومخالفة عرض الجزرة الكبيرة المعروضة (ازاحة بشار، التعويضات، اعادة التأهيل للبنية التحتية). سيكون المدخل لضرب كتائب الجيش ببعضها البعض.

 

-- سيتم تشكيل حكومة الائتلاف، والاعتراف الدولي بها، كما سيتم اعتبار "الجيش الوطني" هو جيشها المعتمد، وسيتم الطلب من الكتائب على الارض الانضواء تحت راية تلك القيادة. كما سيتم تزويد ذلك الجيش بالمعدات، والاسلحة، والاموال المطلوبة، وسيتم صرف رواتب عالية ومجزية للمنضوين تحت لوائها.

 

-- من يرفض الانضواء، سيتم اقحامه في مواجهة مع الجيش الوطني، الذي سيصبح مقبول شعبيا، لان الناس تريد الخلاص، وترى ان هدف الثورة قد تحقق بإزالة بشار، واعاد البناء والتعويضات، بغض النظر عن الاثمان السياسية، مثل حقول الغاز، والبترول، والجولان، وغيرها، من الامور التي هي اولوية ثانية امام الجائع، والمشرد، والمعذب. علما ان الجيش الوطني سيكون مدعوما بالقوات البريطانية المتمركزة في قبرص، حيث انه يمثل حكومة شرعية، معترف بها دوليا، قد تطلب تدخلا امميا لحماية جيشها ضد "عصابات ارهابية متطرفة".

 

مالمطلوب من كتائب الحر؟

 

قد يكونمن المهم لجميع كتائب الجيش الحر، ان تدرك امرين مهمين جدا:

 

-- ان مصدر قوتها هو الحاضنة الشعبية. وفي حال فقدانها فلن تستطيع الصمود طويلا، مع اغلاق الحدود الدولية امام الحركة والتهريب.

 

-- من الافضل تشكيل مكاتب للتنسيق، والتشاور، حرصا على المحافظة على قوة كامنة، وعدم ازهاق الارواح لن يستفيد سوى من يتربص شرا بمقدرات سوريا. فالتخطيط ان الجيش الحر سيكون امام احد خيارين اما مواجهات مسلحة او العمل تحت امرة "للجيش الوطني". لكن هل هناك حل آخر، يمكن ان يحفظ الارواح والدماء، ويحافظ على البندقية لوقت آخر قد تحتاجه؟.

 

وينبغي الا يغيب عن ذهننا ان الرسول الكريم، وعندما اراد الخروج لبدر لم يخرج، الا حينما قال زعيم الانصار، وكأنك تقصدنا يا رسول، اخرج، فوالله لو خضت هذا البحر لخضناه معك، رغم ان من بنود بيعة العقبة، استقباله، نصرته. لكن رسولنا الكريم رأى الواقع وراعاه، وقدره.

وفي النهاية، هي نصيحة، والكتائب وقادتها ادرى بشعاب عملهم، لكن عرض وجهات نظر مختلفة قد يكمل الصورة، بجوانبها الايجابية والسلبية وذلك احد اهم فوائد الشورى، والله اعلم.

http://beirutobserver.com/index.php?option=com_content&view=article&id=86401:2012-11-25-17-27-14&catid=56:2009-04-20-12-15-49#

[دمشقي دمشقية]

مقال جيد وتحليل دقيق لما يحصل وتوقع جيد ومدروس لما تحيكه امريكا للثورة السورية اما ماذكره الكاتب من ان القوات البريطانية في قبرص ستتدخل فهذا امر منافي للواقع السياسي نهائيا فلن تسمح امريكا لاحد بالتدخل وخصوصا الانكليز

امريكا الان تريد اطالة زمن الازمة قدر ما تستطيع وباكبر كمية من التدمير لكل شيء والشتاء على الابواب وملايين الناس مشردين بالداخل والخارج وذلك حتى ترضى المعارضة والشعب فقط برحيل الاسد وينسوا الدولة الاسلامية نهائيا وتفرض حلها بالدولة المدنية , ولكنها فشلت حتى الان باختراق الداخل السوري بكل كتائبه , والان تتسارع الاحداث بسرعة اكبر من توقع امريكا ولا سيطرة لها عليها , وكذلك انهيار اطراف النظام بسرعة اكبر من المتوقع

وتكتيل النظام لكل قواه العلوية الصرفة في دمشق استعدادا لمعركته الفاصلة فيها , ودمشق اصبحت الان سجنا كبيرا للقاطنين فيها , ولقد تم اخلاء جميع العائلات العلوية من دمشق لقراهم بالساحل ولم يبق الا المقاتلة فقط , وهو مصمم اي النظام على تدمير المدينة على رؤوس سكانها حال دخول الجيش الحر لها ويعتبرهم لسكانها رهينة بيده للضغط على الثوار , والاوضاع داخل دمشق المدينة اصبحت لاتطاق نهائيا ولم يبق فيها من اهلها الا من لم يستطع المغادرة ومغلوب على امره والكل متوقع الموت في اي لحظة اللهم فرجك ونصرك

تم تعديل November 27, 2012 بواسطه دمشقي دمشقية