اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

كلينتون وإخوان سوريا يخشون تسلل المتطرفين إلى الثورة


ابن الصّدّيق

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خبر وتعليق

 

كلينتون وإخوان سوريا يخشون تسلل المتطرفين إلى الثورة

 

 

 

 

 

الخبر :

 

أكد المتحدث باسم جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا زهير سالم، أن " الشعب السوري بكل مكوناته وقواه الدينية والمدنية الإسلامية والمسيحية؛ شعب وسطي معتدل متسامح بتكوينه وتفكيره وثقافته وسلوكه ومزاجه. وأنه يشارك كل العقلاء في هذا العالم القلق والخوف من تسلل التطرف والمتطرفين إلى حياته وإلى ساحة الثورة السورية وإلى بنية العقل والقلب السوريين ".

 

وأضاف: " إن صمت المجتمع الدولي حتى الآن عن كل تلك الجرائم هو الذي يشكل الجسر الذي يعبر عليه التطرف والمتطرفون الذي نرفضه جميعا ونأباه جميعا، ليس فقط إلى ساحة الصراع في سوريا بل إلى عقول السوريين وقلوبهم... ".

 

وتابع قائلا أن " الجميل الذي يطيب لنا التأكيد عليه في هذا المقام هو ما أشارت إليه السيدة كلينتون من ضرورة أن يكون الصوت الأبرز في تمثيليات المعارضة هو صوت هؤلاء الشباب الذي يشق الآفاق مطالبا بالحرية والعدل والمساواة؛ ومرة أخرى بدون استئثار أو إقصاء "، على حد تعبيره.

 

التعليق :

 

إن الغرب في حربه الشرسة مع الأمة الإسلامية على مر العصور، ولا سيما منذ هدم دولة الخلافة العثمانية، قد اتخذ خططا وأساليب سياسية مختلفة ومتنوعة أملا في تحقيق مبتغاه في القضاء على العقيدة السياسية الإسلامية المتجذرة في قلوب وعقول المسلمين، وعرقلة أية جهود حقيقية تؤدي للانعتاق من ربقة الاستعمار الغربي والتحرر من ثقافته وطراز عيشه وهيمنته السياسية والاقتصادية والعسكرية في بلاد المسلمين، وإنه وبالرغم من إنفاقه الأموال الطائلة في محاربة الإسلام، إلا أنه وباعتراف أقطاب من دهاقنة السياسة الغربية، قد خسر معركة الأفكار التي يخوضها ضد الأمة الإسلامية وباتت مساعيه مكللة بالفشل الذريع أمام حضارة الإسلام الربانية العريقة.

 

وإنه وبسبب فشله الذريع هذا في مجابهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة، التجأ إلى استخدام سياسة الإقصاء لأفكار الإسلام السياسية عبر محاولة تهميشها إعلاميا والعمل على سد الطرق أمام إيصالها للناس من خلال سيطرته المطلقة على الأنظمة القمعية الحاكمة في بلاد المسلمين وما يتبعها من أدوات محلية كالإعلام والأوساط السياسية الموبوءة وعلماء السلطان وما سمي بالإسلام المعتدل ودعاة الوسطية وغيرها، لتتكاتف جهودها جميعا في تحقيق أهداف الغرب وتطلعاته.

 

إن إطلاق مصطلح التطرف يأتي ضمن هذا السياق، وقد عبر دهاقنة السياسة الغربية عن المقصود بهذا المصطلح في أكثر من مناسبة، ناهيك عن سياسات الغرب التي تبرهن حقيقة معنى التطرف في قاموسهم السياسي، ويمكن إجمالها في نقاط عدة :

 

1- رفض التدخل الغربي في بلاد المسلمين وكافة أشكال الهيمنة والدعوة للقضاء عليها.

2- المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية.

3- رفض وجود كيان يهود السرطاني والدعوة لاقتلاعه من جذوره.

4- العمل لإقامة دولة الخلافة.

 

لذلك فإن كل دعوة لمحاربة التطرف، تعني في حقيقتها الدعوة لمحاربة الإسلام السياسي التغييري، وهي تتناسق كليا مع أطروحات الغرب في حربه ضد الإسلام ومفاهيمه وحضارته.

 

وبالانطلاق من هذا الفهم، فإن ثورة الشام الإسلامية المطالبة بتطبيق شرع الله والدعوة لإقامة دولة الخلافة كما صدحت بها حناجر الثوار وعبرت عنها الكتائب الجهادية في أرض الشام، تقع ضمن الإطار الذي وصفه الغرب بالتطرف، فهي ثورة أمة، تطالب بتغيير شامل تتحقق فيه النقاط المذكورة أعلاه والتي يصفها الغرب بالتطرف، لذلك عمل الغرب وعلى رأسه أمريكا في محاربة هذه الثورة المباركة عبر إعطاء المهل تلو المهل للنظام الغاشم ليقتل شعبه ويقضي على الثورة، ولما فشلت مساعيه المجرمة في تحقيق ذلك، عمل على نسج المؤامرات لتطويق الثورة وحرفها وتضليلها أملا في إفراغها من إسلاميتها وجرها إلى إناء الغرب السياسي الاستعماري، وكان من ضمن أدواته التي استخدمها لتحقيق مراده الخبيث، إنشاء أطر سياسية مستحدثة بطابع محلي، أطلق عليها وصف المعارضة وعمل على تأهيلها وشرعنتها لتكون ممثلا للثورة، كالمجلس الوطني ومن بعده ائتلاف قوى المعارضة، بمشاركة العلمانيين و(الإسلاميين المعتدلين) الذين يتصفون (بالوسطية) كما عبر عن ذلك المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين.

 

إن الادعاء بصمت المجتمع الدولي كما ورد في الخبر، ليس صحيحا، بل إن المجتمع الدولي يشارك في أكبر مؤامرة نشهدها في هذا القرن، عبر مد النظام القاتل بالأسلحة والعتاد والمال والمهل السياسية والمؤامرات ذات الطابع الدولي والإقليمي والمحلي، وكل بحسب قدرته ودوره في القضاء على ثورة الإسلام في الشام، فأمريكا وأوروبا وروسيا والصين وعملاؤهم من الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، والمؤسسات الدولية والإقليمية والمعارضة السياسية المستحدثة وما يتبعها من مجالس عسكرية ومدنية، كلها تشارك في إجهاض الثورة وحرفها ومحاولة تفريغها من إسلاميتها المميزة.

 

أما توافق المتحدث الرسمي في الخبر أعلاه مع تصريحات (السيدة كلينتون) كما وصفها، فقد صرحت قبل عدة أسابيع عن تخوفها من سرقة الثورة من قبل المتطرفين (وتعني بذلك المسلمين المخلصين)، فأصبحت أمريكا، صاحبة الباع في سرقة الثورات، تتهم أهل الثورة بسرقتها! وتجد من يردد كلامها ويتفق معها ويؤيدها!

 

إن إسلامية ثورة الشام النقية الطاهرة هي ما جعلها ثابتة صامدة صابرة إلى الآن، فهو سر قوتها والمحرك الحقيقي في استمراريتها، وإن أصحاب المشروع العلماني الغربي لن يفلحوا بإذن الله في حرف هذه الثورة كما حدث في مصر وتونس وغيرها، فالشام عقر دار الإسلام، وثورتها تنفث خبثها، لذلك فالواجب على الحركات الإسلامية التي وصفت نفسها (بالمعتدلة) أن تتبرأ من الغرب وسياساته المسمومة وتعلن مساندتها للثورة الإسلامية التغييرية في الشام وتؤيد المطالبة بإقامة الدولة الإسلامية بدل إصدار العهود والمواثيق المرضية للغرب ومشاريعه الاستعمارية في الشام، فالدائرة ستكون بإذن الله للإسلام ليعم أصقاع الأرض بعدله.

 

قال تعالى ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ).

 

 

 

 

أبو باسل

 

 

 

 

14 من محرم 1434

الموافق 2012/11/28م

 

 

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...