اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

أمريكا تحارب ثوار الخنادق وتدعم ثوار الفنادق


محمد سعيد

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر و تعليق

أمريكا تحارب ثوار الخنادق وتدعم ثوار الفنادق

 

 

 

الخبر :

 

اعترفت الولايات المتحدة بالائتلاف الوطني السوري المعارض باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن مكونات الائتلاف الذي تشكل أخيرا يضم عددا كافيا من الجماعات التي تمثل أطياف الشعب السوري، وجاء إعلان أوباما عقب إدراج الحكومة الأمريكية "جبهة النصرة" السورية الإسلامية المتشددة على قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وتعتبر الخارجية الأمريكية، في قرارها، أن الجبهة تدعو لإقامة دولة إسلامية متشددة في سوريا.

 

التعليق :

 

لم يكن الاعتراف الأمريكي بالائتلاف السوري مفاجأة لأحد، بل لا يكاد يخفى على المتابع حقيقة هذا الائتلاف وعلاقته المشبوهة بأمريكا، وأنه قد تم تشكيله تحت سمع وبصر السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد، الذي مارس ولشهور عدة حبك خيوط المؤامرة الأمريكية الخبيثة، القاضية بالالتفاف على ثورة الشام المباركة من أجل حرفها وتضليلها وتفريغها من مضمونها الإسلامي النقي، فكانت مسألة إخراج الائتلاف ليرى النور، تتويجا للمؤامرات السابقة، وطوق نجاة لرجالات المجلس الوطني الفاشل.

 

وقد ذللت أمريكا من أجل ذلك العقبات، وحاكت المؤامرات، وأغدقت بدفع الأموال السياسية لشراء الذمم وزرع العملاء، وبالطبع فقد عملت أمريكا على دعم الائتلاف السوري بالعلن والخفاء، من أجل إعطائه الصفة القانونية ليكون ممثلا للثورة السورية، وأخذت على عاتقها شرعنة الائتلاف ومحاولة جعله العنوان الوحيد للثورة السورية زورا وبهتانا، وطالبت الدول الأخرى بدعم الائتلاف والاعتراف به كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، حتى يتحقق لأمريكا مبتغاها في طرح الصيغة الأمريكية للحل المنشود في سوريا بلسان الائتلاف السوري، حتى يظهر وكأنه مطلب سوري بحت، إمعانا في التضليل الخبيث.

 

وقد نجحت أمريكا في شرعنة الائتلاف السوري في أوكار المؤامرات الدولية والإقليمية، إلا أنها فشلت إلى الآن في أن تجعل له ثقلا ملموسا على الأرض، لدرجة اعتراف أوباما بذلك في تصريحه السابق بقوله أن مكونات الائتلاف تضم عددا كافيا من الجماعات، لإدراكه بأن وعي الثوار على الأرض قد أفشل أساليب أمريكا السياسية الخبيثة السابقة وكشفها أمام الناس، مما تسبب في خلق حالة من الهلع الأمريكي من الفشل وما قد ينتج عنه من زوال قلعة العلمانية الأخيرة كما وصفها بشار أسد سابقا.

 

وقد تزامن الاعتراف بالائتلاف السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري، الإعلان بإضافة جبهة النصرة على قائمة الإرهاب الأمريكي، وهذا بحد ذاته يكشف حقيقة الموقف الأمريكي من ثورة الشام، وأسباب الدعم لجهات معينة، كالائتلاف السوري، ومحاربة جهات أخرى كالكتائب الجهادية المقاتلة، ومحاولة إقصائها ومحاصرتها سياسيا، وربما يتطور الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك مستقبلا.

 

ولم تخفِ الإدارة الأمريكية السبب الحقيقي في محاربتها للكتائب المقاتلة في الشام ووصفها بالإرهاب وتصنيفها بالتطرف بالرغم من تركز عمل تلك الكتائب في محاربة نظام الطاغية بشار الذي قتل إلى الآن ما يقارب خمسين ألف سوري، فاعتبرت أن التهمة لها هي المناداة بقيام دولة إسلامية، تعتبرها واشنطن متطرفة، كونها ستلفظ إناء التبعية للغرب، وتتخذ من الإسلام العظيم فكرة وطريقة ومنهاجا للحكم، وستقتلع جذور الخيانة من الشام إلى غير رجعة، وستشكل نواة لدولة عظمى مترامية الأطراف لتتربع على عرش الدول الكبرى.

 

فالمغزى إذن يتضح في عداء أمريكا لفكرة إقامة دولة إسلامية مستقلة، وهذا ما يقض مضجعها، وهي باتخاذها قرار تصنيف جبهة النصرة بالإرهاب، ترسل رسالة للكتائب المقاتلة بالشام بعدم التكتل على الفكرة نفسها، ألا وهي إقامة دولة إسلامية، لا سيما بعد أن قامت بعض الكتائب بالإعلان عن غايتها في بناء دولة إسلامية على أنقاض حكم الأسد البعثي، وما تناقلته أيضا بعض المواقع الإلكترونية عن نصرة الكتائب لمشروع إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية في عقر دار الإسلام في الشام.

 

لقد أصبحت الحرب الأمريكية على ثورة الشام علنية وبارزة كبروز الشمس في وضح النهار، فهي بعد أن استمرت لمدة عشرين شهرا تستخدم كافة الأساليب الممكنة للحفاظ على عميلها بشار ودعمه بالمهل السياسية، أصبحت الآن تحارب من يحارب بشار وتعادي من يعاديه، وفي الوقت نفسه تؤيد وتحتضن من يقبل بالحوار معه ومع نظامه البائد، ويضمن لها استمرارية تبعية النظام السوري لدوائرها السياسية الاستعمارية.

 

فأمريكا تقف بجانب ثوار الفنادق، بالرغم من أن وصف ثوار لهم هو مجاز فقط، فهم ليسوا أكثر من كائنات طفيلية تقتات على دماء الشهداء وتتسلق على جثث الأبطال من أجل مكاسب ومنافع آنية دنيئة، وفي الوقت نفسه فهي تحارب ثوار الخنادق الأبطال الذين أخذوا على عاتقهم استئصال نظام بشار الخائن واستبدال الدولة الإسلامية به.

 

إن الرد على أمريكا لن يكون ردا قويا كفاحيا مدويا إلا بالتصميم والثبات على الهدف الحقيقي للثورة، وتكاتف جهود جميع الكتائب المجاهدة المقاتلة في أرض الشام من أجل اقتلاع نظام بشار أسد من جذوره، ونصرة العاملين المخلصين لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية، وتهديد أمريكا بكسر شوكتها في أرض الشام، أرض الرباط إلى يوم القيامة، لتكون الشام مقبرة لأمريكا وتطوى فيها صفحة إمبراطورية الشر إلى غير رجعة لتكون أثرا بعد عين.

 

أما رجالات أمريكا من قيادات الائتلاف وهيئة أركانه العسكرية الجديدة، وحكومته المؤقتة القادمة، فكل أولئك سيزولون مع زوال رأس الأفعى، وسيحاسبون على خيانتهم وتواطئهم وخدمتهم للمشروع الغربي الاستعماري ليكونوا عبرة لكل خائن.

 

فالثبات الثبات على الحق أيها الأبطال، ولا تنتظروا النصر من أوباما، فالنصر من عند الله العزيز القدير.

 

 

 

أبو باسل

07 من صـفر 1434

الموافق 2012/12/21م

 

http://hizb-ut-tahri...nts/entry_21849

تم تعديل بواسطه محمد سعيد
رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...