اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

مسعود مسلم : دروس مريرة من متوارا


ابن الصّدّيق

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خبر وتعليق

 

دروس مريرة من متوارا

 

 

 

الخبر:

أصدرت صحيفة "المواطن" تقريرا عن موجة العنف الأخيرة في "متوارا"، في الجزء الجنوبي من تنزانيا، ضد مشروع خط أنابيب الغاز إلى دار السلام. وقالت الصحيفة أن هذا مؤشر على تزايد عدم ثقة العامة في الحكومة. وأظهرت أيضا قلقا من أن الاستثمارات لم تعد آمنة في تنزانيا، حيث يتم تغذية الناس بوعود فارغة، وارتفاع الغضب ضد الخارطة التنموية غير المتوازنة وكذلك التوزيع الصادم غير العادل للثروة الوطنية. [المصدر: المواطن، 08 فبراير 2013]

 

التعليق:

بدأ الصراع (الاحتجاج) من الشعب في النصف الأخير من عام 2012 لمناهضة أخذ الغاز الطبيعي من منطقة متوارا. هذه هي أحدى المؤشرات المخجلة لفشل الرأسمالية في خدمة الشعب بالعدل لدرجة أن الناس قد فقدوا الأمل في النظام السياسي والاقتصادي للرأسمالية. وعلاوة على ذلك، فهي دلالة صريحة على عدم وجود العدالة في النظام. إن عدم وجود العدالة هو بمثابة قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار في أية لحظة تاركة البلاد مقطعة إلى أجزاء.

 

هذا الصراع هو نتيجة لإهمال هذه المنطقة وهي قضية تاريخية ومستمرة منذ زمن الاستعمار الألماني. في وقت لاحق، عمد البريطانيون حسب استراتيجيتهم الاستعمارية إلى إهمال المنطقة لجعلها مصنعا للأيدي العاملة الرخيصة. وقد ورثت المنطقة الازدراء والإهمال واستمر الحال كذلك حتى بعد الاستقلال في ظل الرأسمالية ومشاعر دينية والتمييز في المنطقة من خلال تفضيل "الشمال المسيحي" على "الجنوب المسلم".

يعتبر الإسلام الغاز الطبيعي موردا من موارد الممتلكات العامة حيث تعود فوائدها على الجميع وليس لأشخاص معينين أو للمنطقة التي يوجد فيها. روي أبو خراش عن بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار". وفي رواية أخرى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار"، وفي رواية أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار".

 

الغاز الطبيعي وأي شيء يولد النار كما جاء في الأحاديث مثل البنزين وغيرها يدخل في فئة 'النار'. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بوضوح أن هذه الأشياء يملكها عامة الناس. فيحرم امتلاكها من قبل الأفراد، أو الدولة أو شركات القطاع الخاص كما نرى في الشركات الغربية التي تكافح حول هذه المسألة. بدلا من ذلك، من المفترض أن تستخدم فوائد مثل هذه الممتلكات العامة في الخدمات العامة مثل توفير المياه الصحية والكهرباء، وما إلى ذلك ولا ينبغي أبدا أن يملك هذه الثروات أي فرد أو شركة محلية أو أجنبية.

الرأسمالية في ظل سياستها الاقتصادية المتمثلة في 'السوق الحرة' لا يمكنها بتاتا إدارة هذه الممتلكات بشكل طبيعي وإتاحتها لأصحابها. فقط دولة الخلافة هي من لديها الصفات والقدرة والدافع للعمل وفقا لذلك. عندها فقط سوف يذوق الإنسان طعم العدالة والحياة الرفيعة.

 

 

 

 

 

 

 

مسعود مسلم

 

نائب الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا

 

 

 

 

13 من ربيع الثاني 1434

الموافق 2013/02/23م

 

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...